مذكرة تفاهم بين صندوقي الاستثمارات السعودي والأردني

العناني لـ«الشرق الأوسط»: سعداء بالإنجاز والدعم الكبير من خادم الحرمين الشريفين

مذكرة تفاهم بين صندوقي الاستثمارات السعودي والأردني
TT

مذكرة تفاهم بين صندوقي الاستثمارات السعودي والأردني

مذكرة تفاهم بين صندوقي الاستثمارات السعودي والأردني

وقعت أمس مذكرة تفاهم بين صندوق الاستثمارات العامة في المملكة العربية السعودية وصندوق الاستثمار الأردني، وذلك في دار رئاسة الوزراء الأردنية. وتهدف المذكرة إلى تشجيع وتعزيز الاستثمارات السعودية في الأردن، وجذبها في قطاعات الطاقة والسياحة والبنية التحتية وغيرها من القطاعات.
وتأتي المذكرة التي وقعها عن الجانب الأردني جواد العناني، نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية وزير الصناعة والتجارة والتموين، عضو مجلس إدارة صندوق الاستثمار الأردني، وعن الجانب السعودي ياسر الرميان، المشرف على صندوق الاستثمارات العامة، انطلاقا من التعاون المستمر بين البلدين الشقيقين وتعزيزا للاستثمارات المشتركة بينهما في القطاعات الاقتصادية المختلفة، وتشجيعا للاستثمار في الأردن وتوفير بيئة استثمارية محفزة تسهم في جذب المستثمرين المحليين والدوليين.
وقال العناني، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن المذكرة جاءت ثمرة لجهود الدعم والتعاون الأخوي بين قيادة البلدين وكذلك جاءت لاعتبارات اقتصادية أساسية بأن يزيد البلدان من حجم التبادل الاقتصادي بينهما في كل المجالات، خصوصا المجال الاستثماري والتجاري والخدمات وغيرها.
وأضاف: «وضعنا إطارا متميزا لدعم العلاقة المستقبلية، وبدأنا بإنشاء المؤسسات الخاصة التي ستضطلع بهذه المهام كلها»، معربا عن أمله أن تثمر هذه الجهود في القريب العاجل عن إنشاء شركة مشتركة بين البلدين من أجل البحث عن المشروعات الكبيرة ذات الجدوى الاقتصادية المهمة للاقتصاد الأردني من أجل تنفيذها.
وقال العناني: «نحن سعداء بهذا الإنجاز الذي يعتبر دعما كبيرا من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز»، وأشار إلى أن «هناك مشاريع كبيرة وكثيرة أمام الصندوق، ولكن الآن نضع الآليات من خلال إنشاء شركة برأسمال كبير نسبيا، التي بدورها ستقوم بدراسة المشاريع والاتفاق عليها».
وكان صدر عن اللقاء الذي جمع الملك عبد الله الثاني ملك الأردن، والأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي، في مدينة العقبة خلال شهر أبريل (نيسان) الماضي، بيان مشترك تضمن تعزيز مجالات التعاون في كثير من المجالات، بما فيها الاستثمارات المشتركة في المشاريع التنموية والاستثمارية، التي يمكن تنفيذها مع القطاع الخاص وتوقيع مذكرة تفاهم بخصوص تأسيس صندوق استثماري مشترك بين البلدين.
وكان رئيس الوزراء الأردني، الدكتور هاني الملقي، استقبل في مكتبه بدار رئاسة الوزراء أمس، المشرف على صندوق الاستثمارات العامة في السعودية. وتم خلال اللقاء بحث أوجه التعاون الثنائي وسبل تطويره في مختلف المجالات، خصوصًا الخطوات المستقبلية لتفعيل المشروعات الاقتصادية المشتركة التي جرى التوافق عليها بين البلدين الشقيقين.
وحضر اللقاء المبعوث الخاص للملك عبد الله الثاني إلى السعودية، باسم عوض الله، ورئيس سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة ناصر الشريدة.



«ستاندرد آند بورز»: نمو قوي للإقراض في الإمارات بدعم من السياسة النقدية

منظر عام لبرج خليفة وأفق مدينة دبي (رويترز)
منظر عام لبرج خليفة وأفق مدينة دبي (رويترز)
TT

«ستاندرد آند بورز»: نمو قوي للإقراض في الإمارات بدعم من السياسة النقدية

منظر عام لبرج خليفة وأفق مدينة دبي (رويترز)
منظر عام لبرج خليفة وأفق مدينة دبي (رويترز)

توقعت وكالة «ستاندرد آند بورز غلوبال رايتنغز» في تقريرها عن توقعات القطاع المصرفي لدولة الإمارات العربية المتحدة لعام 2025 تحت عنوان «توازن النمو والمخاطر في ظل التوسع الاقتصادي»، أن يستمر النمو القوي للإقراض في عام 2025، بدعم من استمرار تيسير السياسة النقدية والبيئة الاقتصادية الداعمة، مشيرة إلى أن البنوك شهدت زيادة ملحوظة في الودائع خلال الأعوام الثلاثة الماضية، مما سيدعم زخم نموها القوي. ومع ذلك، فإن بعض الودائع خارجية وقد تكون عرضة للتقلبات بسبب جوانب الضعف الاقتصادية.

كما توقعت أن يظل نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للإمارات قوياً في الفترة من 2025 إلى 2027 مع زيادة إنتاج النفط والغاز، بدعم من النشاط القوي في القطاع غير النفطي. وتعتقد أنه على الرغم من احتمال التعرض لتصعيد مفاجئ في التوترات الجيوسياسية الإقليمية ولانخفاضات كبيرة في أسعار النفط، فإن المخاطر الاقتصادية ستظل قابلة للإدارة بدعم من المرونة التي أظهرتها المنطقة خلال فترات انخفاض أسعار النفط وتفاقم عدم الاستقرار الجيوسياسي في الماضي.

استمرار تحسن جودة الأصول

بحسب الوكالة، من المتوقع أن تظل القروض المتعثرة وخسائر الائتمان في البنوك الإماراتية منخفضة، وذلك لأن الأداء القوي للقطاعات غير النفطية والخفض المتوقع الأسعار الفائدة سيساعدان في تحسين جودة الأصول الأساسية.

وعلى مدى العامين الماضيين، استخدمت البنوك ربحيتها العالية للاحتفاظ بمخصصات للقروض القديمة وقامت بشطبها، مما أدى إلى انخفاض قروض المرحلة الثالثة لأكبر 10 بنوك إلى 4 في المائة من إجمالي القروض كما في 30 سبتمبر (أيلول) منخفضة من أعلى مستوى لها في عام 2021 حين بلغ 6.1 في المائة.

بالإضافة إلى ذلك، أدى تحسن البيئة الاقتصادية إلى ارتفاع معدلات التحصيل من القروض المشطوبة، مما أسهم في خفض الخسائر الائتمانية الصافية.

كما تحسنت ربحية البنوك مع تشديد السياسة النقدية، حيث ساعد ارتفاع أسعار الفائدة في زيادة هوامش الأرباح. وتوقعت الوكالة أن تظل تكلفة المخاطر منخفضة، وبالتالي من المتوقع أن تظل ربحية البنوك مرتفعة، وإن بمستويات أقل من الذروة التي وصلت إليها في عام 2023.

الرسملة تظل عامل دعم

دَعَّمَ رأس المال القوي البنوك الإماراتية في السنوات الماضية، مع تعزيز هوامش رأس المال من خلال توليد رأس مال داخلي مدفوع بالربحية العالية ودعم المساهمين. كما تمتلك البنوك الإماراتية مركز أصول خارجية قوي، مما يخفف تأثير تقلبات أسواق رأس المال. وتمثل الودائع الأجنبية 29 في المائة من المطلوبات، فيما يشكل الاقتراض بين البنوك وتمويل السوق 20 في المائة. وعلى الرغم من المخاطر الجيوسياسية، تقدر الوكالة قدرة البنوك على تحمل الضغوط.

كما شهدت الإمارات ظهور البنوك الرقمية والتكنولوجيا المالية، مع زيادة في المنتجات الرقمية من البنوك التقليدية. وتمهد الموافقة على خطة تسجيل العملات المستقرة لإصدار العملات المدعومة بالدرهم الإماراتي. ومن المتوقع أن تكمل البنوك الجديدة وشركات التكنولوجيا المالية البنوك التقليدية، بينما يواصل مصرف الإمارات المركزي الحفاظ على استقرار النظام المصرفي وتشجيع التحول الرقمي.

ويمكن إدارة الإقراض المباشر من البنوك المحلية للقطاعات المعرضة لتحول الطاقة، حيث يمثل نحو 11 في المائة من إجمالي الإقراض في 2023، رغم التركيز العالي على النفط والغاز. كما أن التنويع الاقتصادي، والثروة العالية، والأصول السائلة الضخمة، وزيادة الاستثمار في الطاقة المتجددة، ستسهم في تقليل مخاطر الانتقال من المصادر الملوثة للكربون.

كما ارتفعت أسعار العقارات في الإمارات خلال الأربع سنوات الماضية، مع تسليم عدد كبير من الوحدات في الأشهر الـ12-24 المقبلة، مما قد يزيد من مخاطر فائض العرض. ومع ذلك، تظل المخاطر للبنوك محدودة لأن معظم المعاملات تتم نقداً، ويتم تمويل 30-40 في المائة من المبيعات الجاهزة عبر الرهن العقاري. كما انخفض انكشاف القطاع المصرفي على العقارات والبناء إلى 15 في المائة من إجمالي الإقراض في يونيو (حزيران) 2024، مقارنة بـ20 في المائة عام 2021.

التقييم لمخاطر القطاع المصرفي

ترى الوكالة اتجاهاً إيجابياً للمخاطر الاقتصادية في الإمارات بفضل الأداء القوي للاقتصاد غير النفطي، مما حسّن جودة الأصول المصرفية وقلل الخسائر الائتمانية. ويشير تصنيف الوكالة الائتماني للبنوك إلى استقرارها حتى عام 2025، مدعومة بنمو الإقراض والربحية المرتفعة، لكن هناك مخاطر من التوترات الجيوسياسية وتقلبات أسعار النفط.