«بركة يقابل بركة».. في الطريق للأوسكار

للمرة الثانية في تاريخها، تتقدم السعودية بفيلم سينمائي ليدخل ضمن ترشيحات جائزة «أوسكار أفضل فيلم أجنبي»، فأعلن أمس أن المملكة سترشح فيلم «بركة يقابل بركة» للمخرج محمود صباغ ليدخل ضمن قوائم الأفلام المشاركة في أشهر المسابقات السينمائية في العالم.
الفيلم الذي حاز على جائزة مهرجان برلين في شهر فبراير (شباط) الماضي ولقي ردود فعل إيجابية في عدد من المهرجانات الدولية، يدور حول قصة حب رقيقة، وحول قصص الحب الوليدة التي تبحث لها عن متنفس في مجتمع محافظ. ويعبر الفيلم ببراعة عن جيل من الشباب السعودي. بطل الفيلم «بركة»، وهو موظف حكومي في بلدية جدة، ذو الأصول المتواضعة، والممثل الهاوي في فريق مسرحي يتدرب من أجل تقديم مسرحية «هاملت»، يقع في حب «بيبي» الفتاة ذات الجمال الجامح، التي تبناها منذ الصغر زوجان ثرّيان لا يمكنهما الإنجاب، وتعمل في الترويج لمتجر والدتها، بينما تدير مدونة فيديو صاخبة مشهورة على الإنترنت. «بركة» (الممثل هشام فقيه) و«بيبي» (الممثلة فاطمة البنوي) كما يبدو لنا يحاولان عيش قصة حبهما في مجتمع يشتبه في العلاقات الغرامية، ويبدو ذلك من أحد المشاهد وهما يلتقيان على الشاطئ، بينما تتلفت الفتاة حولها خوفا من أن يراهما أحد.
المخرج محمود الصباغ، الذي نجح في نقل لمحات من الحياة في مجتمع مدينة جدة للشاشة، تحدث لـ«الشرق الأوسط» عن ترشيح فيلمه لـ«الأوسكار»، وقال إن العمل كان جاريا في ذلك الاتجاه على مدى شهرين قبل الإعلان أمس عن ترشحيه من قبل الجمعية السعودية للثقافة والفنون. يقول صباغ إن الفيلم يعبر عن «الأمل وعن التغيير، والسعودية الآن تتجه نحو التغيير، وإن شاء الله يكون الفيلم جزءا من هذا الخطاب». يشير إلى صعوبة صنع الأفلام في السعودية، ويحدوه الأمل في أن يكون التغيير المأمول عاملا قويا في مد العون لصناعة الفيلم المحلي.
يعبر صباغ في فيلمه عن شخصيات حية تعيش في مجتمع جدة بين حارات جدة القديمة وشخصياتها التي تثبت في الذاكرة، وبين المناطق الأغنى التي تقطنها بطلة الفيلم وعائلتها. ويشير إلى أن المجتمع السعودي يستحق أن «تروى قصصه بشكل أصيل ودون دعائية».
رئيس جمعية الفنون والثقافة السعودية، سلطان البازعي، قال في تصريح صحافي أمس: «محمود صباغ يمثل جيلا جديدا سيصبح رائدا في تاريخ صناعة الأفلام في السعودية. هذا الجيل الذي قدم أكثر من 70 فيلما في مهرجان الأفلام السعودية في مارس (آذار) الماضي، يتميز بالابتكار والخلق والتصميم للتعبير عن نفسه وعن ثقافته عبر السينما. نشعر بالفخر لأننا نرشح فيلم (بركة يقابل بركة) ليكون ثاني فيلم سعودي يدخل ترشيحات الأوسكار، ونشعر بالتفاؤل بأن السنوات المقبلة ستحمل معها ترشيحات أخرى».
الفيلم الذي سيعرض في مهرجان تورونتو بكندا في سبتمبر (أيلول) المقبل سيحل على السينمات العربية قريبا بداية من إجازة عيد الأضحى، حيث سيعرض في دور السينما بدول الخليج، ثم سيعرض في تونس ومصر ولبنان والأردن والمغرب في شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.