الطفل السوري عمران في صدمة جديدة بعد فقدان شقيقه

والدته في المستشفى في حالة حرجة

الصورة الصادمة للطفل عمران ذي الخمس سنوات في سيارة الإسعاف مع شقيقته (رويترز)
الصورة الصادمة للطفل عمران ذي الخمس سنوات في سيارة الإسعاف مع شقيقته (رويترز)
TT

الطفل السوري عمران في صدمة جديدة بعد فقدان شقيقه

الصورة الصادمة للطفل عمران ذي الخمس سنوات في سيارة الإسعاف مع شقيقته (رويترز)
الصورة الصادمة للطفل عمران ذي الخمس سنوات في سيارة الإسعاف مع شقيقته (رويترز)

توفي شقيق الطفل السوري عمران الذي تصدرت صورته وهو في سيارة الإسعاف مصدومًا بعد انتشاله من تحت أنقاض منزله، متأثرًا بجروحه جراء الغارة التي استهدفت مكان سكنه في أحد أحياء حلب الشرقية في شمال سوريا.
وأكد المرصد السوري «استشهاد الطفل علي البالغ من العمر عشر سنوات؛ متأثرًا بجروحه التي أصيب بها جراء قصف الطائرات الروسية قبل ثلاثة أيام حي القاطرجي». وقال يوسف صادق، مدير مركز حلب الإعلامي، الذي نشر عملية انتشال عمران وأسرته من تحت الأنقاض، بعد قصف منزلهم، في مشهد صدم الكثير من الناس حول العالم، إن الطفل علي دقنيش البالغ من العمر 10 سنوات قد فارق الحياة متأثرًا بإصابته. وأضاف صادق، في تصريحات لشبكة «سي إن إن» الأميركية، أن والدة عمران وعلي ما زالت ترقد في المستشفى في حالة حرجة. واتهم ناشطون معارضون طائرات النظام السوري وروسيا بشن غارات على حلب بينها منزل دقنيش، فيما نفت موسكو هذه التقارير نفيًا قاطعًا.
ونشر المركز فيديو لطبيب يدعى «أبو رسول» كان متابعًا لحالة الطفل قبل وفاته، قال فيه إن «الطفل كان معرضًا لإصابات متعددة في الجسم، كسور بالأطراف العلوية والأضلاع (...) حالته العامة كانت سيئة جدًا بسبب وجود تحت الأنقاض لفترة طويلة». وأضاف الطبيب أن علي «بقي في العناية المشددة نحو ثلاثة أيام، وبدأت حالته تزداد سوءًا منذ اليوم الأول. بسبب النزف الكبير (...) توقف قلبه ثلاث مرات، وأنعشناه ثلاث مرات. لكن للأسف الشديد توفي في النهاية».
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، مع وفاة الطفل علي دقنيش يكون قد ارتفع عدد الأطفال إلى 100 طفل الذين قُتلوا في حلب خلال شهر أغسطس (آب) الحالي.
وأفاد المرصد بأن عدد القتلى المدنيين الذين تمكن من توثيقهم منذ 31 يوليو (تموز) الماضي وحتى 20 أغسطس الحالي ارتفع إلى 448 شخصًا بينهم 100 طفل دون سن 18 عاما، و55 مواطنة فوق سن 18 عاما.
وكان عمران، الشقيق الأصغر لعلي، أثار صدمة عالمية بعد انتشار فيديو لعملية إنقاذه بعد دقائق من نجاته. وتصدرت صورة الطفل الحلبي البالغ من العمر أربع سنوات الصفحات الأولى في الصحف العالمية ومقدمات نشرات الأخبار وتناقلها الملايين من رواد مواقع التواصل الاجتماعي حول العالم في وقت اعتبرت واشنطن أنها تجسد «الوجه الحقيقي للحرب» التي تعصف بسوريا منذ منتصف (مارس) 2011.
وتساءل أنثوني ليك، المدير التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» عن أي نوع من البشر هذا الذي يمكنه أن يرى معاناة الطفل الصغير عمران دقنيش، الذي تم إنقاذه من بين أنقاض المبنى المدمر في مدينة حلب في سوريا، دون أن يشعر بإحساس طاغٍ من التعاطف؟ وقال في بيان صادر عن مكتبه: «ألا يمكننا بالمثل أن نشعر بذات التعاطف إزاء أكثر من مائة ألف طفل محاصرين في رعب تجسده حلب. إنهم جميعًا يعانون أشياء لا يجب أن يعانيها أو حتى أن يراها أي طفل».
وأضاف: «التعاطف لا يكفي. والغضب لا يكفي. يجب أن يقترن التعاطف والغضب بالعمل». وقال ليك: «الأطفال في سن عمران في سوريا لم يعرفوا شيئًا سوى ويلات هذه الحرب التي يشنها البالغون. وعلينا جميعًا أن نطالب بأن يضع هؤلاء البالغون ذاتهم حدًا لكابوس الأطفال في حلب».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.