رمضان لـ «الشرق الأوسط» : نأمل ألا تندفع أنقرة أكثر باتجاه محور موسكو ـ طهران

رمضان لـ «الشرق الأوسط» : نأمل ألا تندفع أنقرة أكثر باتجاه محور موسكو ـ طهران
TT

رمضان لـ «الشرق الأوسط» : نأمل ألا تندفع أنقرة أكثر باتجاه محور موسكو ـ طهران

رمضان لـ «الشرق الأوسط» : نأمل ألا تندفع أنقرة أكثر باتجاه محور موسكو ـ طهران

* أثار إعلان تركيا على لسان رئيس وزرائها بن علي يلدريم قبل يومين، وللمرة الأولى أنها «ستقبل بوجود رئيس النظام السوري بشار الأسد مؤقتًا، لكنه لن يكون له مكان في مستقبل سوريا»، ريبة المعارضة السورية، التي أملت أن «لا تندفع أنقرة أكثر باتجاه محور موسكو – طهران، ما لم يُعدل الطرفان موقفهما من الوضع في سوريا، ويتوقفا عن دعم نظام بشار والمشاركة في قتل السوريين»، وهو ما عبّر عنه رئيس «حركة العمل الوطني من أجل سوريا» وعضو الائتلاف المعارض أحمد رمضان، الذي اعتبر في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «الفراغ الذي تسببت بِه إدارة أوباما في سوريا والشرق الأوسط، وسوء الإدارة في معالجة قضية الإرهاب، دفعا موسكو للاستفادة من ذلك؛ مما زاد من حجم المخاوف والقلق لدى كثير من الدول الحليفة لواشنطن، ومنها تركيا، وجعلتها تعيد النظر في علاقاتها».
ورأى رمضان، أنه «بات واضحًا أن إدارة أوباما تستخدم ورقة حزب العمال الكردستاني في إعادة صياغة المشهد السوري ميدانيًا وسياسيا، بما في ذلك التغيير الديموغرافي وبسط سيطرة هذا الحزب، الذي لا علاقة له بسوريا أو الثورة السورية، على كثير من المناطق التي تقطنها مكونات مجتمعية متعددة؛ ما أثار تركيا، وجعلها تقترب أكثر من موسكو كرسالة احتجاج على واشنطن، ورفضها حتى الآن تلبية أي مطلب لأصدقاء الشعب السوري، مثل المنطقة الآمنة والدعم بالسلاح النوعي».
وشدد رمضان على أن «ما نشهده حاليا تفاهمات روسية - تركية، بشار الأسد ليس طرفا فيها، ولكنه منفذ وفق تعليمات موسكو»، لافتا إلى أن «تلك التفاهمات تشمل إما تجريده من صلاحياته أو خروجه التام من المشهد السياسي، أما الآلية فمرهونة بتفاصيل ذات صلة بالحل السياسي المتكامل».
وعن إمكانية تعديل الائتلاف السوري موقفه من بقاء الأسد لمرحلة انتقالية تماشيا مع الموقف التركي المستجد، أكدت مصادر قيادية في الائتلاف تمسكهم أكثر من أي وقت مضى بأنه «لن يكون هناك مستقبل لبشار في سوريا، سواء في المرحلة الانتقالية أو ما بعدها، باعتبار أن بقاءه يعني إبقاء جذوة الصراع مشتعلة وتكرار النموذج اليمني، ومنح إيران وما يسمى (حزب الله) مسوغات للتدخل وإثارة الأزمة». وأضافت المصادر: «قد تكون لتركيا أسبابها في الانعطافة نتيجة الغضب من واشنطن، خصوصا بعد محاولة الانقلاب في 15 يوليو الماضي، ولكن لا يتوجب أن يدفع الشعب السوري فاتورة أخطاء الآخرين، خصوصا أن سياسة أوباما ألحقت ضررًا كبيرًا بالسوريين وشعوب المنطقة، وأبرز مثال على ذلك مجزرة الكيماوي في غوطة دمشق في 2013، التي تحل ذكراها الثالثة في 21 أغسطس، حيث سحبت واشنطن أداة الجريمة وتركت القاتل يكمل مهمته، فاستخدم النظام الغازات السامة وغاز السارين 139 مرة عقب المجزرة».



تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.