توقعات بتحسن الاقتصاد الخليجي في 2017.. ونمو القطاع غير النفطي 3.9 %

المركز الإحصائي لدول مجلس التعاون تنبأ بارتفاع التضخم 2.8 % العام المقبل

توقعات بتحسن الاقتصاد الخليجي في 2017.. ونمو القطاع غير النفطي 3.9 %
TT

توقعات بتحسن الاقتصاد الخليجي في 2017.. ونمو القطاع غير النفطي 3.9 %

توقعات بتحسن الاقتصاد الخليجي في 2017.. ونمو القطاع غير النفطي 3.9 %

يتجه مؤشر الاقتصاد الخليجي للتحسن العام المقبل، بحسب المركز الإحصائي لدول مجلس التعاون، الذي توقع أن ينمو الاقتصاد في 2017، في حدود 3.4 في المائة بالأسعار الثابتة، وذلك بالنظر لتنفيذ الدول الأعضاء سياسات التصحيح المالي، وما يتبع ذلك من تحسن في ثقة واستثمارات قطاع الأعمال.
ورجّح تقرير المركز الذي صدر أمس وتلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، بعنوان: «آفاق اقتصاد مجلس التعاون لدول الخليج العربية 2016 – 2017»، أن ترتفع أسعار المستهلكين بشكل طفيف نظرًا لإجراءات رفع الدعم الحكومي عن المشتقات النفطية، وارتفاع أسعار الفائدة لدى البنوك المحلية في دول المجلس.
وأشار إلى أن أبرز التطورات التي ستؤثر في اقتصادات مجلس التعاون خلال المديين القصير والمتوسط، تشمل بقاء أسعار النفط الخام في مستوياتها المنخفضة نسبيًا، وتنامي الدين العام، وزيادة النمو الاقتصادي في الدول المصدرة للعمالة لمجلس التعاون، وتراجع المراكز المالية لكثير من الاقتصادات الكبرى.
وعرض التقرير نمو الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الثابتة، متوقعًا تراجعه خلال عام 2016 متأثرًا بتراجع الإنفاق الحكومي وانخفاض النمو في السيولة المحلية، وثقة قطاع الأعمال، مشيرًا إلى احتمال تسجيل النمو معدل اثنين في المائة في 2016، وهو أقل من متوسط النمو خلال الفترة بين عامي 2011 و2016 البالغ 4.9 في المائة.
وتنبأ التقرير بأن يأخذ القطاع غير النفطي دور القيادة في النمو الاقتصادي في هذه الفترة في ظل تراجع أسعار النفط، وأن ينمو القطاع غير النفطي بمعدل 3.5 في المائة و3.9 في المائة في عامي 2016 و2017 على التوالي، وأن تقود قطاعات البناء والتشييد والنقل والتخزين والمواصلات النمو الاقتصادي لمجلس التعاون في عامي 2016 و2017.
وعن نمو الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الحالية، تشير توقعات المركز الإحصائي لدول مجلس التعاون، إلى أنه سينكمش بنسبة 11 في المائة عام 2016 وذلك بصورة أقل من معدل الانكماش عام 2015 البالغ 15 في المائة تقريبًا. ويتأثر معدل النمو في الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الحالية بدرجة كبيرة بتغير أسعار النفط، إذ تراجع متوسط سعر سلة «أوبك» بين عامي 2014 و2015 بنحو 50 في المائة (من 96.3 دولار للبرميل إلى 49.5 دولار للبرميل).
وتطرق التقرير كذلك إلى التضخم في أسعار المستهلكين، مرجحًا أن يبلغ معدل التضخم السنوي نحو 2.6 في المائة عام 2016، و2.8 في المائة عام 2017، وهي معدلات أعلى بقليل عن متوسط التضخم في الفترة بين 2011 و2015، البالغ 2.5 في المائة؛ إذ إن السياسات الحكومية المتعلقة بتخفيض الدعم من المشتقات البترولية وزيادة الإيرادات غير النفطية من جهة، وارتفاع أسعار الفائدة على القروض المحلية من جهة أخرى، ستؤثر صعودًا على أسعار السلع والخدمات.
وتوقع أن يتأثر نمو اقتصاد مجلس التعاون هبوطًا في المديين القصير والمتوسط بعوامل عدة أبرزها: استمرار تراجع أسعار النفط العالمية وما يترتب عليه من خفض الإنفاق الحكومي في دول المجلس، ورفع سعر الفائدة للاحتياطي الفيدرالي الأميركي كسلسلة من عملية تطبيع السياسة النقدية للولايات المتحدة، وتراجع استثمار القطاع الخاص، وارتفاع تكاليف تمويل العجز في الميزان الحكومي.
وفي المقابل، من المرجح أن تسهم عوامل في زيادة الضغوط التضخمية على أسعار السلع والخدمات في مجلس التعاون، ومنها السياسات الحكومية المتعلقة بتخفيض الدعم على المنتجات البترولية، وإجراءات زيادة الإيرادات العامة غير النفطية، وزيادة تكاليف تمويل القروض الشخصية والتجارية، واتجاه النمو التصاعدي في الدول المصدرة للعمالة لمجلس التعاون ما يسبب ارتفاعًا في أجور العمالة الوافدة في مجلس التعاون.
ونظرًا لكون سعر النفط الخام هو المحدد الأهم في معدل نمو اقتصاد مجلس التعاون، تفيد توقعات المركز الإحصائي لدول مجلس التعاون الخليجي باستمرار العوامل التي تضغط هبوطًا على أسعار النفط، والمتمثلة في زيادة نمو المعروض النفطي العالمي مع محافظة كثير من البلدان المصدرة للنفط في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على مستويات إنتاجها العالية، في الوقت الذي تشهد فيه كبرى الدول المستوردة للنفط تراجعًا في النمو الاقتصادي ومن أهمها الصين ودول الاتحاد الأوروبي.
يذكر أن المركز الإحصائي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية أنشئ ليكون المصدر الرسمي للبيانات والمعلومات والإحصاءات في ما يتعلق بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وليعزز العمل الإحصائي والمعلوماتي لمراكز الإحصاء الوطنية وأجهزة التخطيط في دول المجلس.



انطلاق «ملتقى السياحة السعودي 2025» بمشاركة أكثر من 100 جهة

جانب من «ملتقى السياحة السعودي 2025» بالرياض (الشرق الأوسط)
جانب من «ملتقى السياحة السعودي 2025» بالرياض (الشرق الأوسط)
TT

انطلاق «ملتقى السياحة السعودي 2025» بمشاركة أكثر من 100 جهة

جانب من «ملتقى السياحة السعودي 2025» بالرياض (الشرق الأوسط)
جانب من «ملتقى السياحة السعودي 2025» بالرياض (الشرق الأوسط)

استضافت العاصمة الرياض النسخة الثالثة من «ملتقى السياحة السعودي 2025»، بمشاركة أكثر من 100 جهة؛ حيث يقدم منصة شاملة لاستعراض أحدث المستجدات في القطاع، من خلال إبراز المشروعات الاستثمارية، وتطوير المهارات والقدرات، وبناء شراكات جديدة تسهم في دفع عجلة التنمية السياحية في المملكة.

ويسعى الملتقى، الذي يقام في الفترة من 7 إلى 9 يناير (كانون الثاني) الحالي، بالشراكة مع وزارة السياحة وهيئة السياحة السعودية وصندوق التنمية السياحي، إلى تقديم تجارب مبتكرة لزوّاره واستكشاف إمكانات الوجهات المتنوعة التي تتميز بها المملكة.

وأكد رئيس السياحة الداخلية في الهيئة، محمد بصراوي، خلال الكلمة الافتتاحية، أن قطاع السياحة يشهد مسيرة مستمرة من التقدم والنمو المتسارع، مع تحقيق أرقام قياسية وابتكار منتجات جديدة. وقال: «في عام 2023، احتفلنا بوصول عدد الزوّار إلى 100 مليون زائر للمملكة، وهو ما يتماشى مع طموحات (رؤية 2030) وتوجيهات ودعم قيادتنا الحكيمة».

وأضاف بصراوي أن النسخة السابقة للملتقى شهدت مشاركة أكثر من 28 ألف زائر من 100 جهة، وتم توقيع 62 اتفاقية، منها 9 اتفاقيات مع الهيئة السعودية للسياحة، إضافة إلى استحداث أكثر من 20 مبادرة ومنتجاً جديداً.

وأكد أن النسخة الحالية ستشهد مزيداً من الشراكات المثمرة والتسهيلات التجارية في قطاع السياحة، إلى جانب إطلاق حملات ترويجية دولية ومحلية لتعزيز مكانة المملكة بصفتها وجهة سياحية رائدة.

جناح صندوق التنمية السياحي في «ملتقى السياحة السعودي 2025» بالرياض (الشرق الأوسط)

من جانبه، قال المتحدث الرسمي للصندوق، خالد الشريف، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، على هامش الملتقى، إن الصندوق يعمل على تنفيذ أكثر من 135 مشروعاً مؤهلاً في جميع أنحاء المملكة، تبلغ قيمتها الإجمالية أكثر من 40 مليار ريال. ما يُمثل إنجازاً كبيراً في غضون 4 سنوات فقط، مشيراً إلى أن من بين المشروعات التي تم العمل عليها إنشاء أكثر من 8800 غرفة فندقية، موزعة على مختلف المناطق، بما في ذلك أبها والباحة والطائف والعلا والمدينة المنورة، وليس فقط في المدن الكبرى مثل الرياض وجدة والمنطقة الشرقية.

وأكد الشريف أن الاستثمارات السياحية في المملكة تستهدف جميع المدن والطموحات، مشدداً على أن هذه المشروعات هي البداية فقط مع دعم الدولة المستمر. ولفت إلى أن الصندوق يُركز على جذب الاستثمارات الأجنبية في القطاع السياحي، بالتعاون مع وزارتي الاستثمار والسياحة، ومن أبرز الأمثلة على نجاح هذه الجهود هو مشروع فندق «ريكسوس» في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية، إضافة إلى مشروع «صندوق إنسيمور»، الذي يتضمن إقامة أكثر من فندق في مختلف مناطق البلاد.

وأشار الشريف إلى أن منطقة عسير تعد واحدة من أبرز المناطق المستهدفة في القطاع السياحي، نظراً لتنوع طبيعتها الجغرافية، موضحاً أن هذه المنطقة تستهدف السياح المحليين والدوليين في فصل الصيف، وأن إجمالي عدد المشروعات في المنطقة الجنوبية بلغ 15 مشروعاً، بقيمة إجمالية تصل إلى 2.6 مليار ريال، معرباً عن أهمية استمرار دعم الصندوق لهذه المشروعات، سواء من قِبَل الشركات التابعة لصندوق الاستثمارات العامة أو القطاع الخاص.

وتابع الشريف أن الاستدامة تُشكل أحد أبرز توجهات الدولة في القطاع السياحي، مع التركيز على مشروعات البحر الأحمر، التي تعد معياراً عالمياً في مجال الاستدامة، إضافة إلى الاهتمام بالحفاظ على الطبيعة في مناطق مثل عسير، خصوصاً فيما يتعلق بالشعاب المرجانية والجبال.

وأكد أن إشراك المجتمعات المحلية في هذه المشروعات يُعدّ عنصراً أساسياً في نجاحها، ومن أهم أهداف الصندوق في مختلف المناطق.

يُشار إلى أن «ملتقى السياحة السعودي» حقق إنجازات ملحوظة منذ انطلاقته، مسلطاً الضوء على التراث الثقافي الغني والمواقع السياحية المميزة في المملكة، مع المساهمة في تحقيق التزام مشترك نحو تطوير هذا القطاع الحيوي.

ويضم البرنامج مجموعة متنوعة من الندوات وورش العمل التي تُسلط الضوء على أحدث الاتجاهات والتطورات، ما يمكّن الحضور من التفاعل مع المتحدثين الرئيسيين وصناع القرار، إلى جانب تعزيز المهارات والقدرات المهنية لمتخصصي السياحة.