أمير نجران: الشعب السعودي استثنائي.. ثبات في الشدائد وصبر عند المصائب

قطر تشجب الاعتداءات الآثمة على حدود السعودية

الأمير جلوي بن عبد العزيز بن مساعد لدى زيارته ذوي «الشهداء» في المنطقة أمس (واس)
الأمير جلوي بن عبد العزيز بن مساعد لدى زيارته ذوي «الشهداء» في المنطقة أمس (واس)
TT

أمير نجران: الشعب السعودي استثنائي.. ثبات في الشدائد وصبر عند المصائب

الأمير جلوي بن عبد العزيز بن مساعد لدى زيارته ذوي «الشهداء» في المنطقة أمس (واس)
الأمير جلوي بن عبد العزيز بن مساعد لدى زيارته ذوي «الشهداء» في المنطقة أمس (واس)

نقل الأمير جلوي بن عبد العزيز بن مساعد أمير منطقة نجران، تعازي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية السعودي، والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، إلى أسر المواطنين والمقيمين السبعة الذين «استشهدوا» إثر سقوط مقذوف عسكري مصدره الأراضي اليمنية على مدينة نجران مساء الثلاثاء الماضي.
جاء ذلك خلال زيارة أمير منطقة نجران أمس، لذوي «الشهداء» فارس بن محمد ربعان آل منصور، وحسين بن مسعود ربعان آل منصور، وإبراهيم بن حسن ربعان آل منصور في مركز رجلاء، وهادي بن علي الشهراني في محافظة حبونا، وخالد بن عوض الكربي، في مركز المشعلية.
وقال أمير منطقة نجران في حديثه إن «صمود أهالي منطقة نجران في هذه الظروف، أثبت للعالم أننا شعب استثنائي، ثبات في الشدائد، وصبر عند المصائب».
وأكد أن «مواقف ذوي الشهداء أمر يدهش العالم أجمع، فهم يفخرون بمصابهم أكثر من حزنهم على فراق أحبائهم، ذلك أنهم مؤمنون بقضاء الله وقدره، وعلى يقين أنهم فقدوا رجلا استشهد في أمر أصاب الوطن، وفي المقابل نرى الوطن بكل مواطنيه يعدون ذلك مصابًا عليهم جميعًا».
ونوّه أمير نجران بما شاهده من مواقف ودعوات أفاض بها المواطنون، من شمال الوطن إلى جنوبه، ومن شرقه إلى غربه، وشاركوا بمشاعر طيبة وصادقة، من أئمة الحرمين الشريفين، والمشايخ والأكاديميين والأطباء والمثقفين والرياضيين وغيرهم، رجالا ونساء، ليثبتوا جميعًا أن الوطن جسد واحد.
من جانبهم، عبّر «ذوو الشهداء» عن شكرهم لولاة الأمر والمواطنين والمقيمين على تعازيهم ومواساتهم، مؤكدين أن من فقدوهم رحلوا فداء للوطن، وأنهم ثابتون مع ولاة الأمر والوطن، في السراء والضراء، مشددين على أن المقذوفات التي تسقط على المنطقة لم ولن تهز من مواقفهم شيئا.
وكان صاروخ أطلقه الحوثيون يوم الثلاثاء الماضي سقط على المدينة الصناعية في نجران وأدى إلى «استشهاد» 4 مواطنين و3 مقيمين وإصابة آخرين.
إلى ذلك، أعربت قطر عن إدانتها واستنكارها الشديدين للاعتداء الآثم الذي تعرضت له منطقة نجران بصاروخ أطلق من الأراضي اليمنية.
وقالت وزارة الخارجية القطرية في بيان أمس إن «قطر إذ تشجب استمرار الاعتداءات الآثمة على حدود السعودية وداخل أراضيها التي تهدف إلى زعزعة استقرار وأمن المملكة وترويع الآمنين، فإنها تؤكد وقوف قطر بجانب المملكة وتأييدها الكامل للإجراءات كافة التي تتخذها للحفاظ على أمنها واستقرارها».
وأعرب البيان عن «تعازي قطر الصادقة ومواساتها للحكومة والشعب السعودي ولأسر الضحايا الذين سقطوا جراء هذه الجريمة الآثمة».



مسؤول إيراني لـ«الشرق الأوسط»: عازمون مع الرياض على إرساء السلام في المنطقة

نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
TT

مسؤول إيراني لـ«الشرق الأوسط»: عازمون مع الرياض على إرساء السلام في المنطقة

نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)

أكد نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي، أن إيران والسعودية تعتزمان إرساء السلام وديمومة الهدوء في منطقة متنامية ومستقرّة، مضيفاً أن ذلك يتطلب «استمرار التعاون الثنائي والإقليمي وتعزيزه، مستهدفين تذليل التهديدات الحالية».

وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» على هامش زيارته إلى السعودية التي تخلّلها بحث العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها وتطويرها في شتى المجالات، بالإضافة إلى مناقشة المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، خلال لقاء، الاثنين، مع وليد الخريجي، نائب وزير الخارجية السعودي، قال روانجي: «الإجراءات الإيرانية - السعودية تتوّج نموذجاً ناجحاً للتعاون الثنائي ومتعدد الأطراف دوليّاً في إطار التنمية والسلام والأمن الإقليمي والدولي»، مشدّداً على استمرار البلدين في تنمية التعاون في مختلف المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية والقنصلية؛ بناءً على الأواصر التاريخية والثقافية ومبدأ حسن الجوار، على حد وصفه.

الجولة الثانية من المشاورات الثلاثية عُقدت في الرياض الثلاثاء (واس)

والثلاثاء، رحبت السعودية وإيران «بالدور الإيجابي المستمر لجمهورية الصين الشعبية وأهمية دعمها ومتابعتها لتنفيذ (اتفاق بكين)»، وفقاً لبيان صادر عن الخارجية السعودية، أعقب الاجتماع الثاني للجنة الثلاثية السعودية - الصينية - الإيرانية المشتركة لمتابعة «اتفاق بكين» في العاصمة السعودية الرياض.

وأشار نائب وزير الخارجية الإيراني إلى أن الطرفين «تبادلا آراءً مختلفة لانطلاقة جادة وعملية للتعاون المشترك»، ووصف اجتماع اللجنة الثلاثية في الرياض، بأنه «وفَّر فرصة قيّمة» علاقات متواصلة وإيجابية بين إيران والسعودية والصين.

روانجي الذي شغل سابقاً منصب سفير إيران لدى الأمم المتحدة، وعضو فريق التفاوض النووي الإيراني مع مجموعة «5+1»، اعتبر أن أجواء الاجتماعات كانت «ودّية وشفافة»، وزاد أن الدول الثلاث تبادلت الآراء والموضوعات ذات الاهتمام المشترك وأكّدت على استمرار هذه المسيرة «الإيجابية والاستشرافية» وكشف عن لقاءات «بنّاءة وودية» أجراها الوفد الإيراني مع مضيفه السعودي ومع الجانب الصيني، استُعرضت خلالها مواضيع تعزيز التعاون الثنائي، والثلاثي إلى جانب النظر في العلاقات طوال العام الماضي.

الجولة الأولى من الاجتماعات التي عُقدت في بكين العام الماضي (واس)

وجدّد الجانبان، السعودي والإيراني، بُعيد انعقاد الاجتماع الثاني للجنة الثلاثية السعودية - الصينية - الإيرانية المشتركة لمتابعة «اتفاق بكين» في الرياض، الخميس، برئاسة نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي، ومشاركة الوفد الصيني برئاسة نائب وزير الخارجية الصيني دنغ لي، والوفد الإيراني برئاسة نائب وزير خارجية إيران للشؤون السياسية مجيد تخت روانجي؛ التزامهما بتنفيذ «اتفاق بكين» ببنوده كافة، واستمرار سعيهما لتعزيز علاقات حسن الجوار بين بلديهما من خلال الالتزام بميثاق الأمم المتحدة وميثاق منظمة التعاون الإسلامي والقانون الدولي، بما في ذلك احترام سيادة الدول واستقلالها وأمنها.

من جانبها، أعلنت الصين استعدادها للاستمرار في دعم وتشجيع الخطوات التي اتخذتها السعودية وإيران، نحو تطوير علاقتهما في مختلف المجالات.

ولي العهد السعودي والنائب الأول للرئيس الإيراني خلال لقاء في الرياض الشهر الحالي (واس)

ورحّبت الدول الثلاث بالتقدم المستمر في العلاقات السعودية - الإيرانية وما يوفره من فرص للتواصل المباشر بين البلدين على المستويات والقطاعات كافة، مشيرةً إلى الأهمية الكبرى لهذه الاتصالات والاجتماعات والزيارات المتبادلة بين كبار المسؤولين في البلدين، خصوصاً في ظل التوترات والتصعيد الحالي في المنطقة؛ ما يهدد أمن المنطقة والعالم.

كما رحّب المشاركون بالتقدم الذي شهدته الخدمات القنصلية بين البلدين، التي مكّنت أكثر من 87 ألف حاج إيراني من أداء فريضة الحج، وأكثر من 52 ألف إيراني من أداء مناسك العمرة بكل يسر وأمن خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الحالي.

ورحّبت الدول الثلاث بعقد الاجتماع الأول للجنة الإعلامية السعودية - الإيرانية المشتركة، وتوقيع مذكرة تفاهم بين معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية ومعهد الدراسات السياسية والدولية، التابع لوزارة الخارجية الإيرانية.

كما أعرب البلدان عن استعدادهما لتوقيع اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي (DTAA)، وتتطلع الدول الثلاث إلى توسيع التعاون فيما بينهما في مختلف المجالات، بما في ذلك الاقتصادية والسياسية.

ودعت الدول الثلاث إلى وقف فوري للعدوان الإسرائيلي في كلٍ من فلسطين ولبنان، وتدين الهجوم الإسرائيلي وانتهاكه سيادة الأراضي الإيرانية وسلامتها، كما دعت إلى استمرار تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى فلسطين ولبنان، محذرة من أن استمرار دائرة العنف والتصعيد يشكل تهديداً خطيراً لأمن المنطقة والعالم، بالإضافة إلى الأمن البحري.

وفي الملف اليمني، أكدت الدول الثلاث من جديد دعمها الحل السياسي الشامل في اليمن بما يتوافق مع المبادئ المعترف بها دولياً تحت رعاية الأمم المتحدة.

وكانت أعمال «الاجتماع الأول للجنة الثلاثية المشتركة السعودية - الصينية - الإيرانية»، اختتمت أعمالها في العاصمة الصينية بكّين، ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، وأكد خلاله المجتمعون على استمرار عقد اجتماعات اللجنة الثلاثية المشتركة، وعلى مدى الأشهر الماضية، خطت السعودية وإيران خطوات نحو تطوير العلاقات وتنفيذ «اتفاق بكين»، بإعادة فتح سفارتيهما في كلا البلدين، والاتفاق على تعزيز التعاون في كل المجالات، لا سيما الأمنية والاقتصادية.

وأعادت إيران في 6 يونيو (حزيران) الماضي، فتح أبواب سفارتها في الرياض بعد 7 أعوام على توقف نشاطها، وقال علي رضا بيغدلي، نائب وزير الخارجية للشؤون القنصلية (حينها): «نعدّ هذا اليوم مهماً في تاريخ العلاقات السعودية - الإيرانية، ونثق بأن التعاون سيعود إلى ذروته»، مضيفاً: «بعودة العلاقات بين إيران والسعودية، سنشهد صفحة جديدة في العلاقات الثنائية والإقليمية نحو مزيد من التعاون والتقارب من أجل الوصول إلى الاستقرار والازدهار والتنمية».