أقطاب الأحزاب الشيعية الثلاثة يطلقون برامجهم الانتخابية من بغداد والمحافظات

{دولة القانون} يقول إنه «لا بديل للمالكي».. والصدريون يكشفون عن «مرشح أكاديمي مستقل»

مرشحو ومرشحات كتلة الأحرار الصدرية يشاركون في تجمع انتخابي ببغداد أمس (أ.ف.ب)
مرشحو ومرشحات كتلة الأحرار الصدرية يشاركون في تجمع انتخابي ببغداد أمس (أ.ف.ب)
TT

أقطاب الأحزاب الشيعية الثلاثة يطلقون برامجهم الانتخابية من بغداد والمحافظات

مرشحو ومرشحات كتلة الأحرار الصدرية يشاركون في تجمع انتخابي ببغداد أمس (أ.ف.ب)
مرشحو ومرشحات كتلة الأحرار الصدرية يشاركون في تجمع انتخابي ببغداد أمس (أ.ف.ب)

في اليوم الخامس من بدء الحملات الدعائية للانتخابات البرلمانية المقبلة في العراق في الثلاثين من أبريل (نيسان) الحالي أطلق كل من التيار الصدري الذي يتزعمه مقتدى الصدر والمجلس الأعلى الإسلامي بزعامة عمار الحكيم وائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي برامجهم الانتخابية.
فبينما أطلقت كتلة الأحرار الصدرية وكتلة المواطن التابعة للمجلس الأعلى برنامجيهما الانتخابيين في احتفالات مركزية في بغداد أمس، اختار المالكي محافظة واسط ليعلن منها برنامجه الانتخابي للمحافظات بعد أن كان أطلق الحملة الدعائية من بغداد الأربعاء الماضي. وبينما أكد عضو البرلمان العراقي عن ائتلاف دولة القانون علي الشلاه في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أنه «ليس لدى دولة القانون بديل عن المالكي لولاية ثالثة من أربع سنوات»، فإن عضو البرلمان العراقي عن كتلة الأحرار التابعة للتيار الصدري حاكم الزاملي أبلغ «الشرق الأوسط» أن «المرحلة المقبلة تتطلب شخصا آخر بعد كل ما عانيناه من فشل على كل المستويات».
وتتنافس الكتل الشيعية الكبرى الثلاث، التي تشكل الآن «التحالف الوطني»، على المحافظات الوسطى والجنوبية، فضلا عن مدينة بغداد لا سيما في أحيائها الشيعية مثل الصدر والحرية والشعلة والكاظمية والشعب.
وجدد المالكي اتهاماته لدول لم يسمها باستخدام «نفوذها السياسي لإحباط العملية الديمقراطية» في العراق معلنا رفض أي شكل من أشكال «المحاصصة والطائفية وبث الفرقة بين العراقيين». وقال المالكي في حفل أقيم في مدينة الكوت (180 كلم شرق بغداد) إن «يد العراق يجب أن تبقى على الزناد كون المرحلة المقبلة صعبة»، داعيا إلى «معاقبة من أخفق في تقديم الخدمات في المرحلة السابقة من خلال عدم انتخابهم والتصويت لهم».
أما كتلة الأحرار الصدرية فقد ركزت في برنامجها الانتخابي على تشكيل حكومة أغلبية سياسية من دون محاصصة طائفية. وفي هذا السياق أكد القيادي في التيار الصدري، حاكم الزاملي، في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «عمل التيار الصدري واضح طوال السنوات الماضية انطلاقا من البيئة التي ننتمي إليها وهي بيئة الفقراء والمحرومين، وبالتالي فإن برنامجنا يسعى لإنقاذ هؤلاء مما هم عليه من وضع محزن بسبب سياسات الحكومة الفاشلة خلال الدورتين الماضيتين والتي رفعت نسبة الفقر بالعراق إلى نحو 20 في المائة». وأضاف الزاملي أن «فرصنا كبيرة بالحصول على أكبر عدد من المقاعد والتي تجعلنا قادرين على تحقيق مشروعنا الخدمي والتنموي في العراق ومن بين أهم ما سوف نعمل عليه هو استقطاع جزء من ورادات النفط ووضعها في صندوق خاص لخدمة العراقيين لا سيما الفقراء منهم». وبشأن الولاية الثالثة للمالكي، قال الزاملي إن «هذا الأمر محسوم بالنسبة لنا، إذ إننا لن نتحالف مع المجلس الأعلى وكتل أخرى من أجل ترشيح رئيس وزراء جديد سنحدده نحن الصدريين ولن يكون صدريا بل هو شخصية أكاديمية مستقلة وليس من المرشحين للانتخابات الحالية».
من جهته، أعلن زعيم المجلس الأعلى الإسلامي، عمار الحكيم، البرنامج الانتخابي لائتلاف المواطن. وقال الحكيم في احتفال بمكتبه ببغداد: «إننا نتكلم اليوم بلغة من يثق بمشروعه ورؤيته ومن يثق ببرنامجه ورجاله وبلغة المواطن الذي ينشد الأمن والأمان والطمأنينة والسلام ويريد العيش بكرامة في بلد ينعم بالخير والثروات وينبض بالهمم والرجال، واسمحوا لي أن أتكلم بهذه اللغة لأن مشروعنا مع المواطن في كل المَواطن ورؤيتنا وبرنامجنا بناء الوطن والمواطن وطيلة السنوات الماضية كنا نعمل ونراقب ونشخص ونعالج وننتقد ونعترف وكل ذلك في ضوء رؤية ومنهج وتراكمية في الخبرة والتجربة وأفعالنا سبقت أقوالنا فكنا للعهد راعين فلم نخلف حين وعدنا ولم نجامل على حساب مبادئنا أعلنا عن قيمنا وثوابتنا في العمل السياسي، ودفعنا ضريبة ذلك الكثير الكثير لكننا ما زلنا نسير بقوة وصلابة حتى نحقق النصر المبين».
وأكد الحكيم أن العراق «أمام استحقاق مصيري، إذ إننا نقف عند مفترق طرق، وقد حانت ساعة الاختيار، فقدموا أنفسكم ومشروعكم لشعبكم وليكن هو الحكم وهو الذي يختار، واحرصوا على أن تكونوا قريبين منه، متقبلين لملاحظاته ومستوعبين لتحفظاته ومتفهمين لإحباطاته وواجبكم أن تحولوا الإحباط إلى أمل واليأس إلى إرادة والركود إلى انطلاقة، هذا هو واجبنا وهذه هي مسؤوليتنا الشرعية والأخلاقية والسياسية».
بدوره، قال عضو ائتلاف دولة القانون ورئيس لجنة الثقافة والإعلام في البرلمان العراقي، علي الشلاه، في تصريحه لـ«الشرق الأوسط» إن «تركيزنا خلال الفترة المقبلة يتمثل في أن العراق يجب أن يبقى رأسا قويا وأطرافا قوية بعكس ما يريده منافسونا بأن تكون الأقاليم قوية لكن القلب واهن»، مشيرا إلى «إننا وعلى الرغم من أن الإنجاز لم يكن بمستوى الطموح بسبب الإرهاب حافظنا على الوحدة الوطنية وأخرجنا المحتل وحاربنا الميليشيات من البصرة إلى الأنبار». وتابع الشلاه «إن قرارنا في دولة القانون هو التجديد للمالكي لولاية ثالثة لأنه يعرف القوات المسلحة جيدا وأفضل من يدير المرحلة المقبلة ونعمل على المحافظة على ثروات البلاد حتى لو أدى ذلك إلى ما أدى إليه من خلافات مع الآخرين»، معتبرا أن المنهج الذي يسيرون عليه هو «الوسطية لأن التشدد ينتج الميليشيات والتطرف الطائفي وهو ما لا يخدم العراق مستقبلا».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.