مصر: تأجيل محاكمة المتهمين باغتيال النائب العام إلى نهاية الشهر الحالي

أكدوا أن اعترافاتهم في التحقيقات جاءت تحت «إكراه»

مصر: تأجيل محاكمة المتهمين باغتيال النائب العام إلى نهاية الشهر الحالي
TT

مصر: تأجيل محاكمة المتهمين باغتيال النائب العام إلى نهاية الشهر الحالي

مصر: تأجيل محاكمة المتهمين باغتيال النائب العام إلى نهاية الشهر الحالي

أجلت محكمة جنايات القاهرة أمس محاكمة 67 متهما في قضية مقتل النائب العام السابق هشام بركات، وذلك إلى جلسة 30 أغسطس (آب) الحالي. وجاء قرار التأجيل لاستكمال فض الأحراز، والاطلاع على التقارير الطبية الخاصة بعدد من المتهمين، وضم تقارير أخرى.
واغتيل بركات في يونيو (حزيران) 2015 في حادث تفجير استهدف موكبه بمنطقة «مصر الجديدة» شرق القاهرة. ويحاكم في القضية 67 متهما من بينهم 51 محبوسا. وأعلن وزير الداخلية اللواء مجدي عبد الغفار في مؤتمر صحافي سابق، أن قيادات تنظيم الإخوان في تركيا وحركة حماس ضلعوا في التخطيط والتمويل والتنفيذ لعملية اغتيال بركات.
وخلال جلسة الأمس قدم ممثل النيابة العامة التقارير الرسمية الصادرة عن مصلحة الطب الشرعي، في شأن تنفيذ قرار المحكمة بتوقيع الكشف الطبي على 13 متهما بناء على طب من هيئة الدفاع عنهم في جلسة سابقة، حيث أظهرت التقارير عدم وجود أي إصابات بالمتهمين من أي نوع، وهو الأمر الذي اعترض عليه المتهمون داخل قفص الاتهام.
وقامت المحكمة بعرض محتويات الأسطوانة المدمجة المقدمة من النيابة العامة في شأن المعاينات التصويرية التي أجريت خلال مرحلة التحقيقات وما تضمنتها من اعترافات تفصيلية مصورة للمتهمين بارتكاب الجرائم المسندة إليهم، حيث تبين من المقطع المصور الأول أنه يخص المتهم أحمد جمال الذي شرح بدايات انضمامه لجماعة الإخوان ومراحل التخطيط لارتكاب جريمة اغتيال النائب العام الراحل.
كما عرضت المحكمة مقطعا آخر يضم اعترافات المتهم حمدي جمعة عبد العزيز في شأن تفاصيل عملية الاغتيال، ومقطعا آخر للمتهم عبد الله محمد السيد ويتعلق بكيفية مشاركته في تنفيذ عملية تفجير جراج قسم شرطة الأزبكية عبر وضع عبوة ناسفة، ويقر فيه بانتمائه للجان النوعية التابعة لجماعة الإخوان. وعرضت المحكمة لنحو 60 صورة فوتوغرافية لوقائع المعاينات وشقتين استخدمتا من قبل المتهمين في أعمال التخطيط والإيواء.
وأثارت الاعترافات المصورة للمتهم وبقية زملائه حفيظة هيئة الدفاع عنهم، حيث شككوا في سلامة تلك الاعترافات، وزعموا بأن المتهمين تعرضوا لاعتداءات وإكراه حتى يدلوا بمثل هذه الاعترافات، وطالبوا المحكمة بأن تناقش المتهمين بمعرفتها كل على حدة.
واستجابت المحكمة لطلب إخراج 4 متهمين من قفص الاتهام والاستماع إليهم ومناقشتهم بشكل مباشر، حيث ادعى المتهم محمود الأحمدي أنه جرى تعذيبه والاعتداء عليه حتى يدلي بالاعتراف المصور الذي عرضته المحكمة، مشيرا إلى أنه تم التحقيق معه على مدى 20 ساعة خرج في أعقابها في حراسة أمنية كبيرة لإجراء المعاينة التصويرية المعروضة.
كما زعم المتهم أبو بكر السيد عبد الحميد بأنه تعرض لتعذيب أثر على حالته النفسية.. غير أن المحكمة في ختام مناقشتها له، تبين لها أن المتهم سليم نفسيا وبدينا ولم تظهر عليه من واقع مناقشته أي أعراض لأي أمراض نفسية.
وكان النائب العام المستشار نبيل أحمد صادق قد سبق وأمر بإحالة المتهمين للمحاكمة الجنائية، في ختام التحقيقات التي باشرتها نيابة أمن الدولة العليا والتي كشفت عن انتماء المتهمين في تلك القضية إلى جماعة الإخوان الإرهابية، وأنهم اتفقوا وتخابروا مع عناصر من حركة حماس (الجناح العسكري لجماعة الإخوان) وكذا قيادات من تلك الجماعة من الهاربين بالخارج، وذلك للإعداد والتخطيط لاستهداف بعض رموز الدولة المصرية، سعيا منهم لإحداث حالة من الفوضى وعدم الاستقرار في البلاد، بغية إسقاط الدولة. وأسندت النيابة العامة للمتهمين ارتكاب جرائم «الانضمام لجماعة إرهابية داخل البلاد، والالتحاق بمنظمة إرهابية خارج البلاد، والتخابر مع حركة حماس، والقتل العمد والشروع فيه، والتخريب، وحيازة واستعمال وتصنيع مفرقعات، والاتفاق الجنائي، وحيازة أسلحة نارية وبيضاء بغير ترخيص، والتسلل من الحدود».



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.