حماس تبدي خشية من ثمن باهظ تطلبه إيران

العاروري قال إن سليماني يريد طمس هوية «القسام» وتذويبها في «فيلق القدس»

حماس  تبدي خشية من ثمن باهظ تطلبه إيران
TT

حماس تبدي خشية من ثمن باهظ تطلبه إيران

حماس  تبدي خشية من ثمن باهظ تطلبه إيران

قالت مصادر محسوبة على التيار الإسلامي في تركيا، ومقربة من القيادي الحمساوي صالح العاروري، مسؤول دائرة الضفة الغربية المقيم في تركيا، إن العاروري أبدى، خلال جلسة مغلقة، قلقه الشديد من الثمن الباهظ الذي يمكن أن تدفعه الحركة إلى إيران، مقابل الدعم المادي والعسكري الذي تتلقاه كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس.
واتهم العاروري قاسم سليماني، قائد «فيلق القدس»، بمحاولاته استقطاب حماس لدرجة «طمس الهوية الحمساوية لكتائب القسام وتذويبها في فيلق القدس لتصبح آلة تنفيذية بيد إيران».
وقال العاروري إن سليماني يريد من حماس، ولاء كاملا مشابها لموقف حركة الجهاد الإسلامي، التي أعلنت مبايعتها لإيران خلال زيارة وفدها إلى طهران برئاسة أمينها العام رمضان شلح.
وأعرب العاروري عن مخاوف من إدراج حماس، نتيجة لارتماء ذراعها العسكري في الحضن الإيراني، بقائمة الإرهاب العربية والغربية، إذا تحولت العلاقة بين «القسام» والحرس الثوري إلى ارتماء في أحضان إيران، مثلما حدث سابقا مع «حزب الله» اللبناني.
وجاء حديث العاروري وسط اختلافات داخل حماس حول العلاقة مع المحاور في المنطقة. ويدعم تيار في حماس، استعادة العلاقة مع إيران على حساب الدول العربية الأخرى، ويرفض تيار آخر ذلك.
ويميل قادة غزة، إلى استعادة العلاقة مع إيران بينما يتحفظ قادة الخارج على ذلك. ومن بين المنادين باستعادة العلاقة، القيادي محمود الزهار، المقرب جدا من كتائب القسام. وتطرق العاروري في جلسته الخاصة، لمشاركة حماس في الانتخابات البلدية والمحلية. وعبر عن دعمه لتصريحات محمود الزهار بأن حماس لن تسمح للرئيس الفلسطيني محمود عباس بالعودة إلى غزة. غير أنه انتقد جهر الزهار، الذي وصفه بمناضل الحناجر الفضائية، بذلك، خصوصا أنه عبر عن موقفه هذا في لقاءات مع وسائل إعلام إيرانية، مثل صحيفة «كيهان»، ووكالة «فارس» للأنباء، على أساس أن مثل هذه التفوهات، عبر الإعلام الإيراني، لا تفيد حماس، بل إنها تضرها وتصورها كمن تتنصل من اتفاق القاهرة والدوحة، وخاصة الاتفاق على تشكيل وحدة وطنية تمهيدا لانتخابات رئاسية وتشريعية تعيد ترتيب البيت الفلسطيني.
وشكا العاروري ضيق ذات يد حركته المادي، في قطاع غزة، حيث لم تتمكن من دفع رواتب منتسبيها الأمنيين، الذين تذمروا بعد أن اقتصرت المنحة القطرية، البالغة 31 مليون دولار، على صرف رواتب المدنيين من موظفي حكومة غزة، ما خلق جوا مشحونا في صفوف الأمنيين من كوادرها.
وعلاقة حماس بإيران متوترة منذ وقفت الحركة ضد النظام السوري، وهو ما أغضب الإيرانيين الذين أرادوا موقفا مخالفا لذلك. وتعمقت الخلافات بعد رفض حماس المجاهرة برأي علني مؤيد لإيران في اليمن والعراق، وخلافاتها مع دول سنية في المنطقة. وكان آخر خلاف ظهر للعلن، عندما هاجم الحرس الثوري الإيراني حماس وتعمدت الرد عليه بلهجة حاسمة، وإيصال رسائل متعددة، من بينها أن الحركة ليست في جيب أحد، وأن ذلك لن يكون ضمن أي اتفاقات مستقبلية، وأنها لا تقبل أي مزايدة عليها في المسألة النضالية.
وكانت حماس أصدرت بيانا رسميا، استنكرت فيه التصريحات الصادرة عن مستشار الحرس الثوري الإيراني، العميد خسرو عروج، التي اتهمها فيها بالسعي وراء التفاوض مع الاحتلال عبر تركيا.
وقالت الحركة: «إن ما جاء على لسان المسؤول الإيراني، هي افتراءات باطلة ولا أساس لها من الصحة». وأضافت في لهجة حادة: «نذكر القاصي والداني ومنهم الحرس الثوري الإيراني، أن سياسة حماس الرسمية والفعلية، هي عدم التفاوض مع العدو». وأضافت الحركة، بأنها «ستظل رأس حربة المقاومة في فلسطين حتى التحرير والعودة بإذن الله».
وجاء البيان الحمساوي بعد ساعات فقط من تصريحات للعروج اتهم فيها حماس بالسعي إلى توقيع معاهدات مع إسرائيل عبر تركيا، مضيفا: «هذا كلام آخر وتفكير مغاير لنهج الإمام الخميني الذي يرفض الجلوس مع الظالم على طاولة واحدة».
وأكدت مصادر مقربة من حماس، أن إيران تريد استخدام حماس. وتابعت المصادر: «الطريقة التي تفكر بها إيران هي احتواء الفصائل الفلسطينية وتوجيهها».
كل تلك الأمور كانت محل نقاش بين إيران وحماس في السنوات القليلة الماضية، قبل أن يهاجم القيادي في حماس، موسى أبو مرزوق، إيران، في تسريب نشرته «الشرق الأوسط»، تحدث فيه، عن كذب الإيرانيين في دعم المقاومة، متهما إياهم بالدهاء والباطنية، ووضع الاشتراطات مقابل الدعم الذي لم يصل منذ 2009 على حد قوله، ما أثار توترا جديدا، طلبت معه إيران، اعتذارا من أبو مرزوق الذي لم يقبل، لكنه عاد أخيرا إلى الحديث عن دعم إيران للمقاومة، في تصريحات متناقضة.



إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)

اعترضت إسرائيل صاروخين باليستيين أطلقتهما الجماعة الحوثية في سياق مزاعمها مناصرة الفلسطينيين في غزة، السبت، قبل يوم واحد من بدء سريان الهدنة بين تل أبيب وحركة «حماس» التي ادّعت الجماعة أنها تنسق معها لمواصلة الهجمات في أثناء مراحل تنفيذ الاتفاق في حال حدوث خروق إسرائيلية.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تشن الجماعة المدعومة من إيران هجمات ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي، وتطلق الصواريخ والمسيرات باتجاه إسرائيل، وتهاجم السفن الحربية الأميركية، ضمن مزاعمها لنصرة الفلسطينيين.

وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، يحيى سريع، في بيان متلفز، عصر السبت، بتوقيت صنعاء، إن جماعته نفذت عملية عسكرية نوعية استهدفت وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب بصاروخ باليستي من نوع «ذو الفقار»، وإن الصاروخ وصل إلى هدفه «بدقة عالية وفشلت المنظومات الاعتراضية في التصدي له»، وهي مزاعم لم يؤكدها الجيش الإسرائيلي.

وأضاف المتحدث الحوثي أن قوات جماعته تنسق مع «حماس» للتعامل العسكري المناسب مع أي خروق أو تصعيد عسكري إسرائيلي.

من جهته، أفاد الجيش الإسرائيلي باعتراض الصاروخ الحوثي، ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» أن صافرات الإنذار والانفجارات سُمعت فوق القدس قرابة الساعة 10.20 (الساعة 08.20 ت غ). وقبيل ذلك دوّت صافرات الإنذار في وسط إسرائيل رداً على إطلاق مقذوف من اليمن.

وبعد نحو ست ساعات، تحدث الجيش الإسرائيلي عن اعتراض صاروخ آخر قبل دخوله الأجواء، قال إنه أُطلق من اليمن، في حين لم يتبنّ الحوثيون إطلاقه على الفور.

ومع توقع بدء الهدنة وتنفيذ الاتفاق بين إسرائيل و«حماس»، من غير المعروف إن كان الحوثيون سيتوقفون عن مهاجمة السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا في البحر الأحمر، وخليج عدن؛ إذ لم تحدد الجماعة موقفاً واضحاً كما هو الحال بخصوص شن الهجمات باتجاه إسرائيل، والتي رهنت استمرارها بالخروق التي تحدث للاتفاق.

1255 صاروخاً ومسيّرة

زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي استعرض، الخميس، في خطبته الأسبوعية إنجازات جماعته و«حزب الله» اللبناني والفصائل العراقية خلال الـ15 شهراً من الحرب في غزة.

وقال الحوثي إنه بعد بدء سريان اتفاق الهدنة، الأحد المقبل، في غزة ستبقى جماعته في حال «مواكبة ورصد لمجريات الوضع ومراحل تنفيذ الاتفاق»، مهدداً باستمرار الهجمات في حال عودة إسرائيل إلى التصعيد العسكري.

جزء من حطام صاروخ حوثي وقع فوق سقف منزل في إسرائيل (أ.ف.ب)

وتوعّد زعيم الجماعة المدعومة من إيران بالاستمرار في تطوير القدرات العسكرية، وقال إن جماعته منذ بدء تصعيدها أطلقت 1255 صاروخاً وطائرة مسيرة، بالإضافة إلى العمليات البحرية، والزوارق الحربية.

وأقر الحوثي بمقتل 106 أشخاص وإصابة 328 آخرين في مناطق سيطرة جماعته، جراء الضربات الغربية والإسرائيلية، منذ بدء التصعيد.

وفي وقت سابق من يوم الجمعة، أعلن المتحدث الحوثي خلال حشد في أكبر ميادين صنعاء، تنفيذ ثلاث عمليات ضد إسرائيل، وعملية رابعة ضد حاملة الطائرات «يو إس إس ترومان» شمال البحر الأحمر، دون حديث إسرائيلي عن هذه المزاعم.

وادعى المتحدث سريع أن قوات جماعته قصفت أهدافاً حيوية إسرائيلية في إيلات بـ4 صواريخ مجنحة، كما قصفت بـ3 مسيرات أهدافاً في تل أبيب، وبمسيرة واحدة هدفاً حيوياً في منطقة عسقلان، مدعياً أن العمليات الثلاث حقّقت أهدافها.

كما زعم أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «ترومان» شمال البحر الأحمر، بعدد من الطائرات المسيرة، وهو الاستهداف السابع منذ قدومها إلى البحر الأحمر.

5 ضربات انتقامية

تلقت الجماعة الحوثية، في 10 يناير (كانون الثاني) 2025، أعنف الضربات الإسرائيلية للمرة الخامسة، بالتزامن مع ضربات أميركية - بريطانية استهدفت مواقع عسكرية في صنعاء وعمران ومحطة كهرباء جنوب صنعاء وميناءين في الحديدة على البحر الأحمر غرباً.

وجاءت الضربات الإسرائيلية الانتقامية على الرغم من التأثير المحدود للمئات من الهجمات الحوثية، حيث قتل شخص واحد فقط في تل أبيب جراء انفجار مسيّرة في شقته يوم 19 يوليو (تموز) 2024.

مطار صنعاء الخاضع للحوثيين تعرض لضربة إسرائيلية انتقامية (أ.ف.ب)

وإلى جانب حالات الذعر المتكررة بسبب صفارات الإنذار وحوادث التدافع في أثناء الهروب للملاجئ، تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ حوثي، في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، كما أصيب نحو 20 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في الـ21 من الشهر نفسه.

واستدعت الهجمات الحوثية أول رد من إسرائيل، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتَي توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

دخان يتصاعد في صنعاء الخاضعة للحوثيين إثر ضربات غربية وإسرائيلية (أ.ف.ب)

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء، ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر 2024، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.