لاجئون فلسطينيون في الأردن متمسكون بحق العودة رغم عقود من الهجرة

عبروا عن دعمهم لقرار عباس عدم تمديد المفاوضات

لاجئون فلسطينيون في الأردن متمسكون بحق العودة رغم عقود من الهجرة
TT

لاجئون فلسطينيون في الأردن متمسكون بحق العودة رغم عقود من الهجرة

لاجئون فلسطينيون في الأردن متمسكون بحق العودة رغم عقود من الهجرة

في منزله الصغير، الذي زينت جدرانه خريطة فلسطين، وصور قادة فلسطينيين غابوا عن الحياة، يتحدث الناشط الاجتماعي خالد عرار، من مخيم البقعة شمال العاصمة الأردنية عمان، عن سعادته إزاء قرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس رفض التمديد لمفاوضات السلام الجارية مع إسرائيل برعاية أميركية.
ويقول عرار، البالغ من العمر 63 عاما، إن أي حل سياسي يتجاوز حق العودة إلى فلسطين عام 1948 «محكوم عليه بالفشل».
ويشير إلى دعم اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات عموما لقرار القيادة الفلسطينية بالتمسك بالثوابت الفلسطينية، التي أصبحت معروفة، بحسبه، وهي قيام الدولة الفلسطينية على الأراضي المحتلة عام 1967، وعاصمتها القدس الشريف، وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى مدنهم وبلداتهم.
ويطالب عرار قيادة منظمة التحرير الفلسطينية بالتمسك بهذه الثوابت «لأنه لا يحق لأي كان أن يتنازل» عن حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم، وفق القرار «194» الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة، ويؤكد أن حق العودة هو حق فردي للاجئين وأبنائهم، ولا يجوز لأحد إسقاطه.
ويقع مخيم البقعة شمال العاصمة الأردنية عمان، ويبعد عنها نحو عشرة كيلومترات، ويُعدّ أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في الأردن من حيث عدد السكان، ويتجاوز عدد القاطنين فيه مائة ألف نسمة، غالبيتهم من المدن والبلدات والقرى الفلسطينية التي احتلت عام 1948.
الحاج عبد الله سالم، الذي تجاوز عمره 70 عاما، يصرّ على أخبارنا عن رحلته من بئر السبع عام 1948 مع عائلته إلى منطقة العوجا شمال أريحا، ثم الخروج منها إلى الأردن بعد هزيمة يونيو (حزيران) عام 1967.
والحاج عبد الله، الذي أصبح اليوم جدّا لكثير من الأحفاد، ما زال ينتظر العودة إلى بئر السبع، مؤكدا تمسكه بحقه في بلده فلسطين. ويرى أن من واجب القيادة الفلسطينية أن تتمسك بحق العودة، وعدّ أن من يفرط بهذا الحق «لم يخلق بعد».
وفي المخيم يلفت انتباهك التلاميذ، الذين أنهوا يومهم الدراسي، وحين تسأل أحدهم: «من أين أنت؟» فيجيب بأنه من حيفا أو الطيرة أو بيت محسير أو الفلوجة أو عجور أو الدوايمة، وكلها مناطق فلسطينية احتُلّت عام 1948. ويقول الناشط السياسي محمد الصلاحات (40 عاما) إن «الأطفال هنا يعرفون كل شيء عن بلداتهم في فلسطين، لأن الآباء والأجداد يحدثونهم عما يُعرف بقصص أهل البلد، لذلك تجد الفتى الذي لم يتجاوز عمره 12 عاما يعرف تفاصيل العلاقات الاجتماعية في البلدة التي وُلِد فيها جده أو والده».
ويرى الصلاحات أن هناك ترحيبا ودعما لقرار الرئيس الفلسطيني بالتمسك بحق العودة ورفض يهودية الدولة، ويقول: «يافا وحيفا وعكا وكل القرى الفلسطينية هي أرضنا، وليست لليهود، ولا بد أن نعود إليها يوما ما».
ويقول شيخ آخر في المخيم إن «الإسرائيليين لا يريدون سلاما، لذلك يجب أن تكون هناك استراتيجية جديدة لمنظمة التحرير الفلسطينية عنوانها العودة إلى الشعب والوحدة الوطنية والتمسك بالثوابت التي حددها الرئيس الراحل أبو عمار (ياسر عرفات)». ويطالب القيادة الفلسطينية بـ«البدء فورا بإجراءات إعادة الوحدة بين الضفة الغربية وقطاع غزة لتوحيد الجهود الفلسطينية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.