قوات حكومة السراج تواصل تقدمها في سرت

العميد الغصري: المعركة عسكريًا انتهت وإعلان النصر لن يطول

قوات حكومة السراج تواصل تقدمها في سرت
TT

قوات حكومة السراج تواصل تقدمها في سرت

قوات حكومة السراج تواصل تقدمها في سرت

واصلت قوات حكومة السراج، أمس، تقدمها في سرت، حيث بسطت سيطرتها على مزيد من المباني وتحاول دحر الإرهابيين من الأحياء المتبقية تحت قبضتهم بعد أربعة أيام على خسارتهم معقلهم الرئيسي في المدينة الساحلية.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصوريها أن مقاتلي القوات الحكومية حاولوا التقدم باتجاه الحي رقم 3 في سرت مستخدمين المدافع الرشاشة والأسلحة الخفيفة، بينما أعلنت قيادة القوات الحكومية بسط السيطرة على عمارات ألف وحدة سكنية وهي مجموعة قيد الإنشاء.
وقال المركز الإعلامي لعملية البنيان المرصوص في بيان أن «قوات البنيان المرصوص تبسط سيطرتها على عمارات 1000 وحدة سكنية، والعمارات الهندية، وتستمر في التقدم باتجاه الحي رقم 2». من جهته أوضح الناطق باسم «البنيان المرصوص» العميد محمد الغصري أن سيطرة تنظيم داعش في سرت باتت تقتصر عمليا على الحي رقم واحد فقط الواقع في وسط المدينة؛ لأن الحيين الباقيين، أي رقم 2 الواقع إلى الغرب ورقم 3 الواقع إلى الشرق، هما «منطقتا اشتباك». وأوضح العميد الغصري أن القوات الموالية للحكومة «تمكنت من دخول الحي رقم 2 وهي تحاول بسط سيطرتها الكاملة عليه، وهو أمر نتوقع حصوله اليوم إن شاء الله»، في حين أن تقدمها على الجبهة الثانية أي في «الحي رقم 3 يسير بوتيرة أبطأ». وشدد الناطق على أن «المعركة عسكريا انتهت»، وأن «إعلان النصر لن يطول كثيرا»، من دون أن يحدد متى يتوقع حصول ذلك.
وأضاف أن تقدم قوات «البنيان المرصوص» تم «بفضل من الله ومن سلاح الجو الأميركي» الذي شن أمس «أكثر من 5 غارات على مواقع» الإرهابيين في سرت، مشيرا إلى أن هذا الإسناد الجوي أدى إلى تقليل الخسائر البشرية في صفوف القوات الحكومية. وأوضح أنه «قبل التدخل الأميركي كان الهجوم يكلفنا ما بين 35 و40 (شهيدا)، أما الآن فأصبحت خسائرنا أقل بكثير واليوم تحديدا سقط لنا في المعركة 3 (شهداء) فقط».
وعن أوضاع المدنيين في سرت، أكد العميد الغصري أن «سرت خالية من المدنيين نهائيا، اللهم إلا من عوائل الدواعش»، مؤكدا أن قوات البنيان المرصوص سمحت للمدنيين بالفرار من المدينة، و«هذا ما كلفنا أكثر من 40 (شهيدا)؛ لأن الدواعش أرسلوا 3 سيارات مفخخة على أنها لإخراج مدنيين من سرت لكن هؤلاء كانوا انتحاريين فجروا سيارتهم بمقاتلينا».
ومنذ انطلاقها في 12 مايو (أيار)، قتل في عملية «البنيان المرصوص» أكثر من 300 من مقاتلي القوات الحكومية وأصيب أكثر من 1800 بجروح، بينهم 150 جروحهم خطرة. وكان المركز الإعلامي لعملية البنيان المرصوص أعلن السبت السيطرة على مبنى إذاعة كان الإرهابيون يستخدمونها لبث دعايتهم. وقال في بيان إن «قواتنا تبسط سيطرتها على مبنى إذاعة مكمداس الخاصة بعد عمليات تمشيط واسعة للمناطق التي سيطرت عليها مؤخرًا».
وجال مصورو الوكالة الفرنسية داخل مباني جامعة سرت ومركز واغادوغو، حيث لا تزال الشعارات الإرهابية شاهدة على فترة احتلال التنظيم المتطرف لهذه المباني. وداخل قاعات مركز واغادوغو كان الدمار سيد الموقف، بحسب المصور الذي شاهد أمام المركز مجموعة من مقاتلي القوات الحكومية وهم يرفعون شارة النصر وبأيديهم لافتة للتنظيم كتب عليها «نقاتل في ليبيا وأعيننا على روما»، في إشارة إلى التهديدات التي ما انفك التنظيم الإرهابي يتوعد بها الأوروبيين بالسيطرة على عاصمة الكثلكة في العالم.
وبعد 3 أشهر على بدء عملية «البنيان المرصوص» لاستعادة سرت التي أصبحت في يونيو (حزيران) 2015 معقل تنظيم داعش في ليبيا، أعلنت القوات الموالية للحكومة الأربعاء السيطرة على مقر قيادة التنظيم في مجمع واغادوغو للمؤتمرات.
وفي إيطاليا، ذكرت وسائل الإعلام أن السلطات الليبية أبلغت نظيرتها الإيطالية بوجود خلية إرهابية قرب ميلانو على صلة بأحد قادة تنظيم داعش. وأوضحت المصادر أن هذه المعلومات حصلت عليها الاستخبارات الليبية بعد العثور على وثائق في مقرات تنظيم داعش في سرت هذا الأسبوع.
وبحسب الوثائق، فإن الإرهابيين المتمركزين قرب ميلانو في شمال إيطاليا، يأتمرون بأبو نسيم، وهو تونسي في السابعة والأربعين من العمر، وعاش في البلاد خلال شبابه، ثم قاتل في أفغانستان وسوريا قبل أن يصبح قائدا في تنظيم داعش في ليبيا عام 2014.
وتتخوف إيطاليا التي أعلنت رفع حالة الاستنفار لمواجهة التهديد الإرهابي، من أن يجتاز مقاتلون من التنظيم المتشدد من سرت البحر المتوسط على متن سفن للمهاجرين، من أجل شن هجمات في البلاد.



ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
TT

ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)

تبنّت الجماعة الحوثية إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من اعترافها بتلقي ثلاث غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

وفي حين أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض الصاروخ الحوثي، يُعد الهجوم هو الثاني في السنة الجديدة، حيث تُواصل الجماعة، المدعومة من إيران، عملياتها التصعيدية منذ نحو 14 شهراً تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

وادعى يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، في بيان مُتَلفز، أن جماعته استهدفت بصاروخ فرط صوتي من نوع «فلسطين 2» محطة كهرباء «أوروت رابين» جنوب تل أبيب، مع زعمه أن العملية حققت هدفها.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه «بعد انطلاق صفارات الإنذار في تلمي اليعازر، جرى اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن قبل عبوره إلى المناطق الإسرائيلية».

ويوم الجمعة الماضي، كان الجيش الإسرائيلي قد أفاد، في بيان، بأنه اعترض صاروخاً حوثياً وطائرة مُسيّرة أطلقتها الجماعة دون تسجيل أي أضرار، باستثناء ما أعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية من تقديم المساعدة لبعض الأشخاص الذين أصيبوا بشكل طفيف خلال هروعهم نحو الملاجئ المحصَّنة.

وجاءت عملية تبنِّي إطلاق الصاروخ وإعلان اعتراضه، عقب اعتراف الجماعة الحوثية باستقبال ثلاث غارات وصفتها بـ«الأميركية البريطانية»، قالت إنها استهدفت موقعاً شرق مدينة صعدة، دون إيراد أي تفاصيل بخصوص نوعية المكان المستهدَف أو الأضرار الناجمة عن الضربات.

مقاتلة أميركية على متن حاملة طائرات في البحر الأحمر (أ.ب)

وإذ لم يُعلق الجيش الأميركي على الفور، بخصوص هذه الضربات، التي تُعد الأولى في السنة الجديدة، كان قد ختتم السنة المنصرمة في 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، باستهداف منشآت عسكرية خاضعة للحوثيين في صنعاء بـ12 ضربة.

وذكرت وسائل الإعلام الحوثية حينها أن الضربات استهدفت «مجمع العرضي»؛ حيث مباني وزارة الدفاع اليمنية الخاضعة للجماعة في صنعاء، و«مجمع 22 مايو» العسكري؛ والمعروف شعبياً بـ«معسكر الصيانة».

106 قتلى

مع ادعاء الجماعة الحوثية أنها تشن هجماتها ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، في سياق مناصرتها للفلسطينيين في غزة، كان زعيمها عبد الملك الحوثي قد اعترف، في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وأن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

وكانت الولايات المتحدة قد أنشأت، في ديسمبر 2023، تحالفاً سمّته «حارس الازدهار»؛ ردّاً على هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها الجوية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، بمشاركة بريطانيا في بعض المرات؛ أملاً في إضعاف قدرات الجماعة الهجومية.

دخان يتصاعد من موقع عسكري في صنعاء خاضع للحوثيين على أثر ضربة أميركية (أ.ف.ب)

واستهدفت الضربات مواقع في صنعاء وصعدة وإب وتعز وذمار، في حين استأثرت الحديدة الساحلية بأغلبية الضربات، كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية، لأول مرة، لاستهداف المواقع الحوثية المحصَّنة، غير أن كل ذلك لم يمنع تصاعد عمليات الجماعة التي تبنّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ نوفمبر 2023.

وأدّت هجمات الحوثيين إلى إصابة عشرات السفن بأضرار، وغرق سفينتين، وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، فضلاً عن تقديرات بتراجع مرور السفن التجارية عبر باب المندب، بنسبة أعلى من 50 في المائة.

4 ضربات إسرائيلية

رداً على تصعيد الحوثيين، الذين شنوا مئات الهجمات بالصواريخ والطائرات المُسيرة باتجاه إسرائيل، ردّت الأخيرة بأربع موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة الحوثية بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

كذلك تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ، في 19 ديسمبر الماضي، وإصابة نحو 23 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في 21 من الشهر نفسه.

زجاج متناثر في مطار صنعاء الدولي بعد الغارات الجوية الإسرائيلية (أ.ب)

واستدعت هذه الهجمات الحوثية من إسرائيل الرد، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتيْ توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء؛ ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر الماضي، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.