مشاورات حول دخول المغرب شريكا رابعا في شركة الجسر العربي

لرفع نسبة تشغيل الخط البحري بين المغرب وإسبانيا إلى 30%

ميناء العقبة الأردني
ميناء العقبة الأردني
TT

مشاورات حول دخول المغرب شريكا رابعا في شركة الجسر العربي

ميناء العقبة الأردني
ميناء العقبة الأردني

قالت مصادر أردنية مطلعة إن هناك مشاورات تجريها شركة «الجسر العربي» المملوكة لكل من الأردن ومصر والعراق، لإدخال المغرب كشريك رابع في الشركة، وذلك من خلال استقطاب سفن جديدة لتشغيلها على الخط البحري بين المغرب وإسبانيا.
وأضافت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن شركة «الجسر العربي» تعمل حاليا مع شركات أجنبية أخرى على هذا الخط، وأنها تحظى بنسبة 10 في المائة من التشغيل، التي تقوم بنقل 3 ملايين راكب.
وأوضح المصدر أن دخول المغرب بشراكة في «الجسر العربي» سيرفع التشغيل إلى 30 في المائة، وهو رقم جيد يدر أرباحا كبيرة على الدول المشاركة. وقال: «إن الباب سيكون مفتوحا لأي دولة عربية ترغب الدخول بشراكة في الشركة، التي من شأنها تعزيز العمل العربي المشترك».
من جانبه، أكد وزير النقل المصري جلال سعيد أن مجلس إدارة شركة «الجسر العربي» توصل إلى أنه لا مبرر لمسألة تخفيض الرسوم عبر الشركة؛ لأن الرسوم توازي ثلث أسعار الموانئ المصرية والسعودية.. قائلا: «إن تخفيض الرسوم التي تتقاضاها الشركة مفيد للجهات التي تقوم بعملية الشحن، لكنه يؤثر في اقتصاديات الجسر العربي، ونحن نريد الاطمئنان بأنها تعمل بشكل اقتصادي جيد، حتى لا تلجأ إلى دعم الدول الثلاث».
وقال سعيد في تصريح صحافي في عمان على هامش زيارته أمس للأردن، إن هناك رؤى مشتركة وواضحة بين مصر والأردن، ونحتاج إلى تطبيق القرارات الفنية بشأنها والتواصل على مستوى الجهات المنفذة سواء الشركات أو الجسر العربي، وأن تكون المصالح الحكومية أيضا على المستوى نفسه.
وشدد وزير النقل المصري على أن شركة الجسر العربي للملاحة تعد أحد رموز العمل العربي المشترك التي لا تزال قائمة حتى الآن، وأنه من مصلحة الجميع المحافظة على استمراريتها ودعمها في هذه المرحلة الحالية، خاصة في ظل التحديات التي تواجهها، مطالبا في هذا الصدد بضرورة العمل على تنمية قدراتها والأسواق التي تعمل فيها إضافة إلى فتح أسواق جديدة.
وقال: «إننا اتفقنا خلال الجمعية العمومية على ضرورة فتح أسواق جديدة للشركة من خلال نقل ركاب ما بين المغرب وإسبانيا، وما بين الإمارات وميناء البصرة، وما بين دهب في مصر والسعودية.. كما ناقشنا إمكانية ضغط النفقات، حيث طلب مجلس الإدارة بتخفيض بدلات السفر طواعية منه، فيما طالبت الدول الثلاث تقليل مخصصاتها هذا العام إلى نصف الأعوام السابقة».
وأضاف سعيد أن «الجسر العربي للملاحة لديها إمكانيات كبيرة يجب تنميتها، لذا فإن الدول الثلاث عازمة على مساعدتها في هذا الصدد كي تتنوع مواردها، وكي تبقى رمزا من رموز التعاون العربي في الوقت الحالي». متابعا: «إننا نفكر في أن يكون للجسر العربي ذراع برية، وأيضا أن تكون هناك كيانات أكبر تنتمي إليها الشاحنات التي تعمل حاليا بشكل فردي». موضحا أنه «من الأسهل للجانب الحكومي سواء في مصر أو الأردن التعامل مع كيانات كبيرة تكون لها مصداقيتها وقدرتها على متابعة الوحدات التي تعمل تحت إشرافها، وسوف نعطيها بعضا من المميزات.. وأعتقد أن ذلك سيكون في صالح الجميع».
وردا على سؤال حول موضوع إنشاء أو إقامة كيان عربي في مجال نقل الشاحنات على غرار الجسر العربي للملاحة، أجاب وزير النقل الأردني الدكتور يحيى الكسبي قائلا: «بحثنا هذا الموضوع خلال الاجتماعات. وهناك توجه من الوزير المصري، ونحن متفقون عليه»، مضيفا أن «هناك تفكيرًا في وجود كيان واحد ينظم هذه الشاحنات حتى لا يكون هناك احتكار للجسر العربي، مما سيسهم بدوره في تخفيف المشكلات وتيسير الحركة التجارية. ونعترف بأن هناك مشكلات تتعلق بموضوع الشحن والأفراد، لكننا سنتمكن من إيجاد الحلول لها قريبا».
وردا على سؤال حول ما إذا كان قد تم التطرق إلى موضوع الجسر البري ما بين مصر والسعودية، أجاب وزير النقل المصري بأن هذا الموضوع لم يطرح من قبل الجانب الأردني خلال الاجتماعات، قائلا إن «الجسر ما بين مصر والسعودية هو قرار سيادي مأخوذ على مستوى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس عبد الفتاح السيسي، ونحن كفنيين دورنا هو ما بعد اتخاذ القرار السياسي في هذا الموضوع».
وتابع سعيد قائلا: «إن هناك سؤالا كان يثار دائما وهو لماذا لم ينشأ الجسر من قبل ؟ وأجبنا عليه بأنه في المراحل السابقة كانت دائما المبادرة مبادرة من الفنيين، ولم يكن هناك دعم سياسي للمشروع، لكن في هذه المرة وجد القرار السياسي على مستوى القيادتين في البلدين، وهو ما يجعل دور الفنيين والمهنيين أسفل في التعامل مع الموضوع».
وأفاد بأن هناك لجانا فنية من الجانبين تقوم بإعداد الدراسات، وهي مكونة من عدة جهات من ضمنها وزارة النقل المصرية، قائلا: «عندما تكتمل الدراسات الفنية سيكون هناك لقاء لمناقشة ما تم التوصل إليه».
وأشار سعيد إلى أن هناك بدائل كثيرة يجب أن تدرس فيما يتعلق بمشروع الجسر؛ لأن هناك قضايا مرتبطة بالشعب المرجانية إضافة إلى الظواهر الجيولوجية الموجودة في المنطقة بجانب الجرز. وقال: إن أي شخص يجب أن يدرس كل البدائل والأمور الفنية، ومنها إنشاء كبار علوية، حيث ستكون تكلفتها أقل بنحو النصف أو الثلث من الأنفاق.
وأضاف وزير النقل المصري أن الأنفاق لن يتم اللجوء إليها إلا إذا كانت هناك عوارض، فيما يخص أعلى سطح المياه.. نافيا أن يكون قد تحدث مسبقا عن فكرة حفر الأنفاق لتكون بديلا عن الجسر البري بين البلدين.



الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
TT

الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)

على مدار الأسبوعين الماضيين، اجتمع قادة الدول والمنظمات الدولية، والمستثمرون، والقطاع الخاص، في العاصمة السعودية الرياض، لمناقشة قضايا المناخ، والتصحر، وتدهور الأراضي، وندرة المياه، وسط «مزاج جيد ونيات حسنة»، وفق الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر إبراهيم ثياو، خلال مؤتمر صحافي عُقد مساء الخميس.

وجرى جمع 12 مليار دولار تعهدات تمويل من المنظمات الدولية الكبرى. وفي المقابل، تُقدَّر الاستثمارات المطلوبة لتحقيق أهداف مكافحة التصحر وتدهور الأراضي بين 2025 و2030 بنحو 355 مليار دولار سنوياً، مما يعني أن هناك فجوة تمويلية ضخمة تُقدَّر بـ278 مليار دولار سنوياً، وهو ما يشكل عقبة كبيرة أمام تحقيق الأهداف البيئية المطلوبة.

وحتى كتابة هذا الخبر، كانت المفاوضات لا تزال جارية. وكان من المرتقب إعلان النتائج في مؤتمر صحافي عصر اليوم، إلا أنه أُلغي، و«تقرَّر إصدار بيان صحافي يوضح نتائج المؤتمر فور انتهاء الاجتماع، وذلك بدلاً من عقد المؤتمر الصحافي الذي كان مخططاً له في السابق»، وفق ما أرسلته الأمم المتحدة لممثلي وسائل الإعلام عبر البريد الإلكتروني.

التمويل

وقد تعهدت «مجموعة التنسيق العربية» بـ10 مليارات دولار، في حين قدَّم كل من «صندوق أوبك» و«البنك الإسلامي للتنمية» مليار دولار، ليصبح بذلك إجمالي التمويل 12 مليار دولار، وهو ما جرى الإعلان عنه يوم الخميس.

وكانت السعودية قد أطلقت، في أول أيام المؤتمر، «شراكة الرياض العالمية للتصدي للجفاف»، بتخصيص 150 مليون دولار على مدى السنوات العشر المقبلة.

وأشار تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إلى وجود فجوة تمويلية تبلغ 278 مليار دولار سنوياً، تهدد قدرة الدول على تحقيق أهداف مكافحة هذه الظواهر بحلول عام 2030، ما يشكل عقبة أمام استعادة الأراضي المتدهورة التي تُقدَّر مساحتها بمليار هكتار.

وتبلغ الاستثمارات المطلوبة لتحقيق هذه الأهداف بين 2025 و2030، نحو 355 مليار دولار سنوياً، في حين أن الاستثمارات المتوقعة لا تتجاوز 77 ملياراً، مما يترك فجوة تمويلية ضخمة تصل إلى 278 مليار دولار، وفق تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، الذي أصدرته في اليوم الثاني من المؤتمر. وفي وقت تواجه الأرض تحديات بيئية تتعلق بتدهور الأراضي والتصحر، إذ أشارت التقارير التي جرى استعراضها، خلال المؤتمر، إلى أن 40 في المائة من أراضي العالم تعرضت للتدهور، مما يؤثر على نصف سكان العالم ويتسبب في عواقب وخيمة على المناخ والتنوع البيولوجي وسُبل العيش.

وفي الوقت نفسه، يفقد العالم أراضيه الخصبة بمعدلات مثيرة للقلق، وزادت حالات الجفاف بنسبة 29 في المائة منذ عام 2000، متأثرة بالتغير المناخي، وسوء إدارة الأراضي، مما أدى إلى معاناة ربع سكان العالم من موجات الجفاف، ومن المتوقع أن يواجه ثلاثة من كل أربعة أشخاص في العالم ندرة كبيرة في المياه بحلول عام 2050، وفقاً لبيانات اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر. وقد ارتفع الجفاف الحاد بنسبة 233 في المائة خلال خمسين عاماً، وفق آخِر تقارير «البنك الدولي».

وفي ظل هذه الظروف، جاء مؤتمر الرياض «كوب 16» لمناقشة أهمية التعاون الدولي والاستجابة الفعّالة لمجابهة هذه التحديات، وليسلّط الضوء على ضرورة استعادة 1.5 مليار هكتار من الأراضي بحلول عام 2030 لتحقيق الاستدامة البيئية.

يُذكر أن «مؤتمر كوب 16» هو الأول من نوعه الذي يُعقَد في منطقة الشرق الأوسط، وأكبر مؤتمر متعدد الأطراف تستضيفه المملكة على الإطلاق. وصادف انعقاده الذكرى الثلاثين لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إحدى المعاهدات البيئية الثلاث الرئيسية المعروفة باسم «اتفاقيات ريو»، إلى جانب تغير المناخ والتنوع البيولوجي.