قوات سوريا الديمقراطية تعلن سيطرتها على منبج.. و«داعش» يطلق سراح المئات

مدنيون تم تحريرهم في منبج بعد إنهاء سيطرة «داعش» على المدينة
مدنيون تم تحريرهم في منبج بعد إنهاء سيطرة «داعش» على المدينة
TT

قوات سوريا الديمقراطية تعلن سيطرتها على منبج.. و«داعش» يطلق سراح المئات

مدنيون تم تحريرهم في منبج بعد إنهاء سيطرة «داعش» على المدينة
مدنيون تم تحريرهم في منبج بعد إنهاء سيطرة «داعش» على المدينة

أطلق تنظيم داعش المتطرف سراح مئات المدنيين غداة أخذهم دروعا بشرية أثناء خروج مقاتليه من مدينة منبج في محافظة حلب في شمال سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان السبت.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية: «بعد وصول قافلة تنظيم داعش التي خرجت أمس من منبج إلى جرابلس وريفها، بات مئات المدنيين بحكم الأحرار».
وأكد مصدر كردي أنه «تم إطلاق سراح البعض.. وآخرون تمكنوا من الفرار على الطريق» إلى جرابلس شمالا من دون أن يكون بوسعه أن يؤكد ما إذا كان تم إطلاق سراح جميع المدنيين.
وأفاد قيادي في مجلس منبج العسكري المنضوي في «قوات سوريا الديمقراطية» والمرصد السوري أمس الجمعة بأن المتطرفين أخذوا معهم نحو ألفي مدني استخدموهم دروعًا بشرية منعًا لاستهدافهم أثناء خروجهم من مدينة منبج باتجاه مدينة جرابلس الحدودية مع تركيا.
إلى ذلك، قال متحدث باسم تحالف قوات سوريا الديمقراطية إن التحالف الذي تدعمه الولايات المتحدة سيطر بالكامل على مدينة منبج الواقعة في شمال سوريا قرب الحدود التركية بعد مغادرة آخر فلول مقاتلي تنظيم داعش المتطرف المدينة.
وقال شرفان درويش، المتحدث باسم مجلس منبج العسكري المتحالف مع قوات سوريا الديمقراطية لوكالة «رويترز» للأنباء إن قوات التحالف تمشط المدينة حاليا بعد رحيل المجموعة المتبقية من مقاتلي التنظيم الذين كانوا قد تحصنوا بها. وأضاف أنهم حرروا أكثر من ألفي مدني كان المتشددون يحتجزونهم رهائن.
وأضاف أن المدينة تحت السيطرة الكاملة لقوات سوريا الديمقراطية التي تقوم حاليا بعمليات تمشيط.
ويهدف هجوم تحالف قوات سوريا الديمقراطية الذي بدأ في نهاية مايو (أيار) الماضي إلى طرد تنظيم داعش المتطرف من المناطق التي يسيطر عليها على الحدود مع تركيا.
وتمثل عملية منبج التي لعبت فيها القوات الخاصة الأميركية دورا مهما على الأرض أكثر الانتصارات طموحًا تحققها جماعة متحالفة مع واشنطن في سوريا منذ أن شنت الولايات المتحدة حملتها العسكرية ضد تنظيم «داعش» المتطرف قبل عامين.
وتمثل خسارة منبج ضربة قوية للتنظيم، نظرًا لأهميتها الاستراتيجية حيث كانت تعمل كطريق لنقل المقاتلين الأجانب والإمدادات من الحدود التركية.
وفي وقت سابق، قال تحالف المقاتلين الأكراد والعرب المتجمعين في تحالف قوات سوريا الديمقراطية إن عملية الجمعة هي «آخر عملية وآخر حملة».
وقال درويش في وقت سابق إن نحو 100 مقاتل من «داعش» المتطرف ما زالوا في وسط المدينة وإنهم يستخدمون المدنيين دروعا بشرية. وقال إن عددا من المدنيين قتلوا وهم يحاولون الفرار.
وأظهرت صور عددا من السكان يتم إطلاق سراحهم من منطقة خاضعة لسيطرة «داعش» المتطرف وتستقبلهم قوات سوريا الديمقراطية.
وتمكن هجوم قوات سوريا الديمقراطية من السيطرة سريعًا على المناطق الريفية المحيطة بمنبج، لكنه تباطأ بمجرد أن امتد القتال إلى داخل المدينة. وقالت قوات سوريا الديمقراطية إنها كانت تتجنب شن هجوم واسع النطاق داخل منبج خوفا على المدنيين.
وقال سكان ومراقبون إن عشرات المدنيين ومن بينهم أطفال ونساء من منبج قُتلوا الشهر الماضي في غارات جوية يُشتبه بأن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة هو الذي شنها بعد أن كانوا قد فروا من المدينة في ذروة الغارات الجوية.
وقال مسؤولون أميركيون إنه فور انتهاء عملية منبج ستتوفر الظروف المواتية للتحرك إلى الرقة معقل تنظيم داعش المتطرف. وتوقع المسؤولون الأميركيون معركة شرسة.
وخلال أكثر من شهرين من المعارك، واجهت قوات سوريا الديمقراطية مقاومة شرسة من المتطرفين الذين لجأوا إلى زرع الألغام وتفجير السيارات فضلا عن احتجاز المدنيين لإعاقة تقدم خصومهم.
وتعد منبج الخسارة الأبرز لتنظيم داعش على يد قوات سوريا الديمقراطية التي كانت قد طردته من مناطق عدة في شمال سوريا وشمال شرقها منذ تأسيسها في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.