«المنظمة الأميركية لمكافحة التمييز» تعتبر إسرائيل «دولة أبارتهايد»

سنّت أكثر من 50 قانونًا يسمح بالتمييز وممارسة العنصرية ضد «فلسطينيي 48»

«المنظمة الأميركية لمكافحة التمييز» تعتبر إسرائيل «دولة أبارتهايد»
TT

«المنظمة الأميركية لمكافحة التمييز» تعتبر إسرائيل «دولة أبارتهايد»

«المنظمة الأميركية لمكافحة التمييز» تعتبر إسرائيل «دولة أبارتهايد»

قررت حركة «Black Lives Matter» التي تقود نضال المواطنين الأميركيين من أصول أفريقية ضد العنصرية، ضم إسرائيل إلى أهداف كفاحها، واعتبرتها «دولة أبرتهايد تمارس العنصرية ضد مواطنيها العرب (فلسطينيو 48)، وتمارس أعمال قتل وبطش ضد الشعب الفلسطيني في المناطق المحتلة».
وتوجهت الحركة، في برنامجها السياسي الجديد، إلى الإدارة الأميركية والأحزاب والدوائر والمؤسسات المدنية والسياسية الحكومية في الولايات المتحدة، بالدعوة إلى «فرض المقاطعة على إسرائيل ووقف المساعدات الأمنية الأميركية لها».
وجاء في البرنامج أن «إسرائيل سنت أكثر من 50 قانونا يسمح بالتمييز ضد الفلسطينيين لصالح المواطنين اليهود. وفي الممارسة، يجري الاعتماد على تلك القوانين لتدمير بيوت الفلسطينيين وأراضيهم ومزروعاتهم بالجرافات بشكل اعتيادي، من أجل إخلاء الأراضي لإنشاء المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية. كما يقوم الجنود باعتقال الفلسطينيين واحتجازهم في السجون، ومن بينهم أطفال في عمر 4 سنوات. وفي كل يوم يضطر الفلسطينيون إلى اجتياز الحواجز العسكرية إلى جانب جدار الأبرتهايد الذي أقامته لمحاصرة الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وقامت الولايات المتحدة بتمويل معظم أجزائه». ولهذا تدعو الحركة إلى دعم مقاطعة إسرائيل ومكافحة القوانين المضادة لهذه لمقاطعة في الولايات المتحدة.
وجاء في البرنامج أن «القوانين الأميركية لا تمس فقط بمحاولة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، وإنما تهدد أيضا حرية التعبير التي يشرعها القانون». ويتهم البرنامج الإدارة الأميركية بالشراكة مع إسرائيل في شنائعها، وقال إن «تحالف الولايات المتحدة مع إسرائيل يجعلها ضالعة هي أيضا في إبادة الشعب الفلسطيني، خصوصا عندما تغرقها بالمساعدات الأمنية»، وإن «هذه المساعدات، تحول الولايات المتحدة إلى شريك في الجريمة. وليس هذا فحسب، وإنما تشرك الجمهور الأميركي أيضا؛ إذ إنها تحول مليارات الدولارات من أموال دافعي الضرائب إلى شركات إنتاج الأسلحة. وبدلا من استخدام هذه الأموال في بناء مجتمع عادل، فإنها تستخدم لإدارة الحرب ضد غالبية العالم».
وقد صدم هذا الموقف القيادات الإسرائيلية، وحتى القيادات اليهودية في الولايات المتحدة. وأشار مصدر في الخارجية الإسرائيلية إلى أن «هذه المنظمة تقيم علاقات (مشبوهة)، في الأشهر الأخيرة، مع حركة مقاطعة إسرائيل (بي دي إس). ووقعت في شراك الربط غير المنطقي بين عنف الشرطة الأميركية ضد السود، وسياسة إسرائيل. وقامتا معا بتنظيم مناسبات مشتركة في الجامعات الأميركية. وخلال المظاهرات ضد عنف الشرطة، رفع أعضاء في الحركة لافتات ضد الاحتلال الإسرائيلي وربطوا بين التعامل مع غير البيض في الولايات المتحدة، وما تدعي أنه قمع إسرائيلي للفلسطينيين. ولاحظنا يومها أن أحد المتظاهرين رفع العلم الفلسطيني، في مقدمة المظاهرة التي نظمتها حركة (Black Lives Matter) عشية انعقاد مؤتمر الحزب الجمهوري في كليفلاند، الشهر الماضي. وفي الأسبوع الماضي، توثق هذا التعاون بين الحركتين».
وقد رفضت إسرائيل الرسمية التعقيب على هذا التطور، لكن كل من تحدث في الموضوع همسا، أعرب عن قلقه من ذلك.



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».