الأمم المتحدة ستحقق في هجوم كيميائي محتمل في حلب

طلبت وقف إطلاق النار لمدة 48 ساعة

الأمم المتحدة ستحقق في هجوم كيميائي محتمل في حلب
TT

الأمم المتحدة ستحقق في هجوم كيميائي محتمل في حلب

الأمم المتحدة ستحقق في هجوم كيميائي محتمل في حلب

أعلن الناطق الإعلامي باسم أمين عام الأمم المتحدة فرحان الحق أن الجهة المخولة في التحقيق بهجوم كيميائي محتمل في حلب في العاشر من هذا الشهر (أول من أمس)، هي منظمة الأسلحة الكيماوية التابعة للأمم المتحدة وأنه إذا ثبت ذلك فإنه يعد جريمة حرب.
ونقل الحق عن المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا قوله بشأن هذا الهجوم المحتمل: «لست أنا من يحسم قضية معرفة ما إذا حصل (الهجوم) فعلا، رغم وجود أدلة كثيرة تثبت أن هذا ما حصل». وأضاف دي ميستورا: «إذا حصل ذلك فسيكون جريمة حرب، وعلى الجميع أخذ ذلك في الاعتبار».
وكانت أنباء أشارت إلى مقتل نحو 4 أشخاص وجرح العشرات بمواد تبدو كيميائية.
يذكر أن التقرير النهائي بشأن مسؤولية الأطراف التي استخدمت الكيماوي كسلاح في الحرب السورية، سيصدر نهاية الشهر الحالي.
وقالت الأمم المتحدة، أمس، إنها تسعى لأن ترتب مع روسيا وقفا للقتال «قابلا للتطبيق» من أجل توصيل المساعدات الإنسانية لمدينة حلب السورية، وحذرت من أن الوقت ينفد أمام ما يصل إلى مليوني مدني محاصرين في المدينة.
وكانت روسيا قد قالت، أول من أمس، إنه سيكون هناك وقف لإطلاق النار لمدة ثلاث ساعات يوميا في حلب اعتبارا من غد للسماح بدخول قوافل المساعدات الإنسانية للمدينة وهو اقتراح قال الوسيط الدولي إنه «غير كاف».
وقال يان ايجلاند مستشار الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة، إن المطلوب وقف إطلاق النار لمدة 48 ساعة لضمان توصيل المساعدات. وأضاف: «الشيء الجديد والإيجابي اليوم هو أن روسيا الاتحادية قالت إنها مستعدة للجلوس معنا والشريك الآخر (الولايات المتحدة) لمناقشة كيف يمكن تطبيق اقتراح الأمم المتحدة. يحدونا جميعا الأمل في أن يقود هذا لشيء».
وقال ستيفان دي ميستورا، المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، خلال مؤتمر صحافي في جنيف، أمس «ثلاث ساعات لا تكفي. قال الروس إنهم يصغون إلينا وإنهم على استعداد لمناقشة كيفية تحسين اقتراحهم الأصلي».
وكان يشير إلى الاجتماع الذي تعقده مجموعة العمل الإنسانية الخاصة بسوريا التابعة للأمم المتحدة لسوريا كل خميس، برئاسة الروس والأميركيين.
وأضاف: «لقد عبرنا بوضوح عن وجهة نظرنا، كما أعرب الروس عن استعدادهم للحوار، وسنرى ما سيسفر عنه ذلك».
من جهته، قال يان ايغلاند الذي يرأس فريق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية الخاص بسوريا إن سكان حلب يعانون من انقطاع التيار الكهربائي كما أن المياه مقطوعة منذ أيام. وأضاف: «إنهم يعتمدون حاليا بدرجة كبيرة على طريق الكاستيلو». والكاستيلو الذي شكل طريق الإمداد الرئيسي للفصائل المقاتلة أصبح خاضعا لسيطرة الجيش السوري منذ 17 يوليو (تموز) الماضي. وتابع ايغلاند: «يتم تدمير هذه الطريق، وتفخيخها. هناك الكثير من المخاطر في حين أن الخدمات اللوجستية ضخمة بحيث نحتاج كل أسبوع إلى 48 ساعة» هدنة في القتال.
إلى ذلك، حثت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين جميع أطراف النزاع في سوريا على ضمان سلامة وكرامة المدنيين قبل كل شيء، بما في ذلك الأسر والفئات الضعيفة المحاصرة في مدينة حلب، ممن يواجهون القصف المستمر والعنف والتشريد.
وأعربت المفوضية في بيان صدر عنها، أمس، عن القلق البالغ إزاء سلسلة من الهجمات على مواقع النازحين داخليا في محافظة إدلب خلال الأيام العشرة الماضية، فضلا عن غيرها من الهجمات على مواقع أخرى للنازحين والمدنيين في أماكن أخرى في البلاد، التي أسفرت عن سقوط ضحايا من المدنيين ومزيد من النزوح.
وأشارت المفوضية إلى أن الهجمات تظهر استخفافا مروعا بحياة المدنيين، مؤكدة على أهمية السماح بالوصول إلى مكان آمن، واحترام الطابع المدني والإنساني لمستوطنات النازحين داخليا وطالبت بـ«ضمان حماية المدنيين على أساس القانون الدولي الإنساني، والقانون الدولي للاجئين، وقانون حقوق الإنسان. ودعت للتوصل إلى حل دائم ومستدام لهذا الصراع».
وعلى صعيد اللاجئين، قال المفوض السامي لحقوق الإنسان، الأمير زيد بن رعد، إن تجريم المهاجرين لدخولهم ومغادرتهم بلغاريا بشكل غير منتظم، يضع الكثير منهم في حلقة مفرغة سيئة أيا كانت نتيجتها، ويثير مخاوف جدية حول امتثال الدولة للقانون الدولي.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.