الجامعة العربية: لا مؤشرات إيجابية في المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية

بعد لقاء جمع الوفد الوزاري العربي مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري في باريس للاطلاع على تطورات المحادثات

الجامعة العربية: لا مؤشرات إيجابية في المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية
TT

الجامعة العربية: لا مؤشرات إيجابية في المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية

الجامعة العربية: لا مؤشرات إيجابية في المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية

أكدت جامعة الدول العربية أنها لم تحصل على مؤشرات إيجابية أو حتى مقبولة حتى الآن تفيد بحدوث بوادر لأي تقدم ملموس على مسار المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية.
وقال المتحدث باسم الأمين العام للجامعة العربية، السفير ناصيف حتى، في تصريحات له اليوم الأربعاء عقب عودته من باريس بعد مشاركته ضمن الوفد الوزاري العربي الذي التقى وزير الخارجية الأميركي جون كيري، إن «الجانب العربي ينتظر حدوث تقدم، وهو الأمر الذي لم يحدث حتى الآن، حيث لم نشعر بأي تقدم يمكن أن نقول عنه إنه ملموس أو مقبول».
وأضاف أن «الولايات المتحدة الأميركية وعدت بالتحرك بداية من شهر يناير (كانون الثاني) المقبل، في حال عدم حدوث أي تقدم؛ أي بعد مرور ستة أشهر من انطلاق المفاوضات المحددة سلفا بسقف زمني لا يتعدى التسعة أشهر».
وأوضح أن واشنطن وعدت بطرح بعض الأفكار العملية في هذا الشأن لتحريك الجمود في مسار المفاوضات، وأكد تمسك الجانب العربي بالمرجعيات التي ذهب بها الجانب الفلسطيني إلى المفاوضات، وهي قرارات مجلس الأمن ذات الصلة وهي 338 و242، التي لا تجيز الاستيلاء على أراضى الغير بالقوة، وتنص أيضا على الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي العربية المحتلة عام 1967 باعتبارها قرارات صادرة وملزمة من مجلس الأمن ويجب أن يتم تنفيذها، إضافة لقيام الدولة الفلسطينية وهو أساس التحرك العربي بعد الانتهاء من مراحل التسوية الانتقالية.
وأشار السفير ناصيف حتى إلى مرور 20 سنة في سبتمبر (أيلول) الماضي على توقيع اتفاق أوسلو الذي أثبت أن التسويات الانتقالية لا تؤدي إلى شيء، مؤكدا أن «التسوية الدائمة بكافة عناصرها هي ضمن قرارات الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة وهي ما نسعى إليه».
وحول نتائج الاجتماع الأخير في باريس بين الوفد الوزاري العربي ووزير الخارجية الأميركي جون كيري، قال المتحدث باسم الأمين العام للجامعة العربية إن كيري أطلع الوفد الوزاري العربي على التطورات الحاصلة في المحادثات الفلسطينية - الإسرائيلية.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.