ارتفاع عدد القتلى الإيرانيين في حلب وتفاقم الخلافات بين النظام و«حزب الله»

ارتفاع عدد القتلى الإيرانيين في حلب وتفاقم الخلافات بين النظام و«حزب الله»
TT

ارتفاع عدد القتلى الإيرانيين في حلب وتفاقم الخلافات بين النظام و«حزب الله»

ارتفاع عدد القتلى الإيرانيين في حلب وتفاقم الخلافات بين النظام و«حزب الله»

ارتفع عدد قتلی الحرس الثوري الإیراني في سوریا إلى 8، بعد الإعلان عن مقتل الضابطین سید غلام حسین موسوي وعلي نظري، فی معارك حلب (شمال سوريا) الأخیرة.
وأفادت وکالات أنباء إیرانیة، أمس، بينها «دفاع برس» التابعة للقوات المسلحة الإيرانية، عن مقتل سید غلام حسین موسوي وعلي نظري، الضابطین فی الحرس الثوري فی المعارك الأخیرة فی حلب، وسیدفنان فی مدینتي «یزد» و«جهرم».
فی غضون ذلك وصل جثمان فرید کاویاني أحد أعضاء الحرس الثوري أمس من سوریا إلی مدینة «أردبیل»، شمالي إيران. وقبله تم الإعلان عن مقتل محمد حسن قاسمي، وصادق محمد زاده، عضوي الحرس الثوري فی سوریا أیضا.
ونقلت وكالة أناضول عن «دفاع برس»، أن مراسم دفن ثلاثة أعضاء من المیلیشیات الأفغانیة المعروفة باسم «الفاطمیون»، وهم رضا سلطاني ومیرزاجان حسیني وناصر جلیلي، ستقام فی مدینتي «کرمان» (وسط) و«مشهد» (شرق) الإیرانیتین.
وارتفع عدد قتلی الحرس الثوري والقوات الخاصة الإیرانية والمیلیشیات الأفغانیة والباکستانیة؛ والمتمثلة فی «جیش الفاطمیین» و«لواء الزینبیین» الذین یقاتلون بجانب قوات النظام السوري بشکل ملحوظ.
من جهة أخرى تفاقمت الخلافات بين قوات النظام السوري التي تقاتل في حلب، والقوات الرديفة المساندة لها، وسط معلومات عن أن مقاتلي ما يسمى «حزب الله» اللبناني، وحدهم يقاتلون على الخطوط الأمامية في محور الحمدانية، وعلى تلة المحروقات ومصنع الإسمنت، كما قال مصدر عسكري قيادي معارض في حلب لـ«الشرق الأوسط».
وقال المصدر إن الخلافات بين قوات الأسد وقوات ما يسمى «حزب الله»، «تضاعفت خلال اليومين الماضيين على وقع الانسحابات الدراماتيكية التي حدثت إثر هجمات واسعة شنها (جيش الفتح) ضد مواقع النظام في جنوب غربي حلب»، مشيرًا إلى «إننا نسمع عبر الموجات، تبادل الاتهامات بين الطرفين بالخيانة، والانسحابات السريعة». وأضاف: «النظام يتهم الأجانب بعدم المؤازرة بشكل جيد، علما بأن مقاتلي الحزب وحدهم يقاتلون بعد انسحاب مقاتلي حركة النجباء العراقيين والمقاتلين الإيرانيين».
وأوضح المصدر أن مقاتلي الحزب اللبناني «ينتشرون الآن على تخوم مدينة حلب وفي بعض التلال بريفها الجنوبي»، مشيرًا إلى أن هؤلاء «يحمون خطوط الدفاع الأولى عن منطقة غرب حلب، وخطوط الإسناد الخلفية وتحديدًا في خط الدفاع عن الحمدانية في المدينة، ومعمل الإسمنت وتلة المحروقات في الريف الجنوبي، حيث تعرض هؤلاء لهجوم واسع في تلة المحروقات، أسفرت عن وقوع إصابات في صفوفهم».
وقال المصدر إن النظام «يحاول جمع شتات جنوده في حلب، حيث لجأ إلى تعيينات عسكرية جديدة على خلفية الهروب والانسحابات، فعين قائدًا لمعركة حلب»، كما ذكرت «الشرق الأوسط»، أمس، لافتًا إلى أن هذا التعيين «لن يحقق أي شيء، كون المقاتلين الأساسيين الذين يتم الدفع بهم إلى معركة حلب، هم من حركة النجباء العراقية الذين تم سحبهم من تخوم نبل والزهراء إلى قلب مدينة حلب، إضافة إلى مقاتلي حزب الله».
وانتشرت أسئلة في أوساط المؤيدين للنظام السوري عن سر غياب العقيد سهيل الحسن المعروف بـ«النمر» الذي كان قد قاد معارك النظام في سهل الغاب ومعارك حلب في العام 2013، حيث بدأت التساؤلات عن سر عدم تعيينه في موقع قيادة العمليات في حلب، إثر عزل اللواء أديب محمد رئيس اللجنة الأمنية في مدينة حلب وتعيين اللواء زيد صالح عوضًا عنه، وذلك بعد تمكن الفصائل من التقدم في جنوب وجنوب غربي حلب.
وفي مقابل الانهيارات التي طبعت أداء قوات النظام وحلفائها خلال الهجمات الثلاث الماضية، أكد المصدر أن «الهجمات الجديدة المخطط لها سيتصدرها مقاتلون من جند الأقصى والحزب الإسلامي التركستاني الذين بدأوا بالوصول إلى حلب، بعد سحبهم من جبهات ريفي حماه واللاذقية، أول من أمس»، مشيرًا إلى أن الفصيلين المقربين من جبهة فتح الشام ويحملان الراية نفسها «كانا مكلفين في مهام قتالية في الساحل وريف حماه الشمالي والغربي، وقرر جيش الفتح سحبهم إلى حلب، للمشاركة في المعركة الكبرى التي يعتبرها معركة مصيرية».
وقال المصدر إن التقديرات تشير إلى أن مقاتلي «جند الأقصى» والحزب الإسلامي التركستاني «دفعا بنحو 4 آلاف مقاتل إلى حلب»، مشددًا على أن العقيدة القتالية لديهما «لا تقوم على إنشاء نقاط رباط مثل الحواجز والنقاط الثابتة، لا بل تقوم على الانغماس وتنفيذ عمليات انتحارية والانتقال إلى معارك أخرى عندما تقتضي الحاجة»، لافتًا إلى أن مهامها الأساسية «كانت في السيطرة على مدينة إدلب وتنفيذ العمليات العسكرية في أرياف حماه والساحل السوري».



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».