الصومال: أول سفير أميركي منذ عام 1991 يبدأ مهام عمله في مقديشو

إجراءات أمنية استثنائية في شوارع العاصمة مع قرب الانتخابات

الصومال: أول سفير أميركي منذ عام 1991 يبدأ مهام عمله في مقديشو
TT

الصومال: أول سفير أميركي منذ عام 1991 يبدأ مهام عمله في مقديشو

الصومال: أول سفير أميركي منذ عام 1991 يبدأ مهام عمله في مقديشو

بدأ أمس ستيفن شوارتز مهام عمله في العاصمة الصومالية مقديشو بصفته أول سفير أميركي معتمد منذ سقوط نظام حكم الرئيس الصومالي السابق سياد برى عام 1991. واعتبرت وزارة الخارجية الصومالية في بيان أمس أن تعيين السفير الأميركي الجديد بمثابة دليل على مستقبل العلاقات الثنائية بين الصومال والولايات المتحدة، مشيرة إلى أنه أوضح مؤشر على أن الصومال يتجه نحو الاستقرار والتقدم.
والتقى وزير الخارجية الصومالي عبد السلام عمر أمس مع شوارتز بمقر السفارة بالعاصمة مقديشو، حيث ناقشا، بحسب وكالة الأنباء المحلية، سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وزيادة الدعم الأميركي للصومال، بالإضافة إلى التعاون المشترك في المجالات السياسية، والأمنية، ومستقبل الاقتصاد الصومالي.
ونقلت الوكالة عن السفير الجديد استعداد حكومة بلاده التام لمواصلة دعمها للصومال في التقدم والتطور بمختلف الجوانب، لا سيما الجانب السياسي والأمني وتنمية الاقتصاد، مشيرة إلى أن وزير الخارجية الصومالي أعرب عن شكره وتقديره للولايات المتحدة على جهودها ودعمها المتواصل للصومال.
وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد أعلنت العام الماضي أن الولايات المتحدة أعادت بعثتها الدبلوماسية لدى الصومال في أحدث خطوة لإعادة العلاقات منذ انسحاب واشنطن من البلاد في أوائل التسعينات.
وقبل وصول البعثة الأميركية الجديدة إلى العاصمة الصومالية مقديشو مارس الدبلوماسيون الأميركيون عملهم من السفارة الأميركية لدى كينيا المجاورة متنقلين بين البلدين.
ويعاني الصومال من مشكلات أمنية؛ إذ تسعى الحكومة لتعزيز سيطرتها ومنع سقوط البلاد تحت سيطرة «حركة الشباب الإسلامية» المتشددة المرتبطة بتنظيم القاعدة. وأغلقت الولايات المتحدة في عام 1991 سفارتها في الصومال حين انزلقت البلاد إلى حرب أهلية، ثم انسحب الجيش الأميركي بعد إسقاط طائرة هليكوبتر أميركية ومقتل 18 جنديا كانوا على متنها في عام 1993، كما غادر آخر الجنود الأميركيين الصومال عام 1994.
وفي أوائل عام 2013 اعترفت الولايات المتحدة بالصومال مرة أخرى، حيث قام وزير الخارجية الأميركي بزيارة لم يعلن عنها مسبقا إلى البلاد لإعلان التحرك نحو إعادة العلاقات الدبلوماسية.
وبعد ذلك ببضعة أيام سحبت مرشحة واشنطن لمنصب السفير الأميركي لدى الصومال ترشيحها لأسباب شخصية.
إلى ذلك، واستعداد للانتخابات البرلمانية والرئاسية المقررة نهاية الشهر الحالي، أعلنت الجهات الأمنية وإدارة إقليم بنادر الذي يضم العاصمة مقديشو، عما وصفتها بـ«إجراءات صارمة بحق المواطنين الذين لم يستخرجوا بطاقة الهوية».
وقال قائد أجهزة الأمن والمخابرات اللواء عبد الله جافوا في مؤتمر صحافي مشترك عقده أمس مع مسؤولين أمنيين وعسكريين، إن الهدف من تلك الإجراءات هو تعزيز الأمن والاستقرار في العاصمة مقديشو.
وأضاف جافوا أن هؤلاء الأشخاص لا يمكنهم السفر، والمرور في شوارع العاصمة، والحصول على الخدمات الأساسية، داعيًا المحال التجارية إلى عدم التعامل مع الذين لا يحملون بطاقات الهوية الشخصية.
من جهته، أكد يوسف جمعالي، محافظ إقليم بنادر، أن إدارة بلدية مقديشو ستعمل على تسهيل إجراءات حصول المواطنين على بطاقات الهوية، لافتا إلى أن البلاد بحاجة إلى تعزيز الأمن والاستقرار، لا سيما خلال الانتخابات الرئاسية.



مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
TT

مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)

تسعى الحكومة المصرية، لتعزيز الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، في مجال إدارة الموارد المائية، في ظل تحديات كبيرة تواجهها تتعلق بـ«محدودية مواردها». وخلال لقائه سفيرة الاتحاد الأوروبي في القاهرة أنجلينا إيخورست، الاثنين، ناقش وزير الموارد المائية والري المصري هاني سويلم، التعاون بين الجانبين، في «إعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجتها».

وتعاني مصر عجزاً مائياً، حيث يبلغ إجمالي الموارد المائية، نحو 60 مليار متر مكعب سنوياً، في مقابل احتياجات تصل إلى 114 مليار متر مكعب سنوياً، وبنسبة عجز تقدر 54 مليار متر مكعب، وفق «الري المصرية».

وتعتمد مصر على حصتها من مياه نهر النيل بنسبة 98 في المائة، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب سنوياً.

وحسب بيان لـ«الري المصرية»، ناقش سويلم، مع سفيرة الاتحاد الأوروبي، مقترحات تطوير خطة العمل الاستراتيجية (2024-2027)، طبقاً للأولويات المصرية، مشيراً إلى الدعم الأوروبي لبلاده في مجالات «رفع كفاءة الري، وإعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجة المياه، والتكيف مع تغير المناخ».

ووقَّعت الحكومة المصرية، والاتحاد الأوروبي، إعلاناً للشراكة المائية، خلال فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، COP28، الذي عُقد في دبي عام 2023، بهدف تحقيق الإدارة المستدامة للموارد المائية، وتعزيز الحوار، وتبادل الخبرات.

وأوضح وزير الري المصري أن «الإجراءات التي تتبعها بلاده لرفع كفاءة استخدام المياه، تندرج تحت مظلة الجيل الثاني لمنظومة الري»، منوهاً بقيام الوزارة حالياً «بتأهيل المنشآت المائية، ودراسة التحكم الآلي في تشغيلها لتحسين إدارة وتوزيع المياه، والتوسع في مشروعات الري الحديث»، إلى جانب «مشروعات معالجة وإعادة استخدام المياه، ودراسة تقنيات تحلية المياه من أجل الإنتاج الكثيف للغذاء».

ومن بين المشروعات المائية التي تنفذها الحكومة المصرية، بالتعاون مع عدد من دول الاتحاد الأوروبي، «البرنامج القومي الثالث للصرف، وتحسين نوعية المياه في مصرف (كيتشنر)، وتحديث تقنيات الري لتحسين سبل عيش صغار المزارعين في صعيد مصر، ومراقبة إنتاجية الأراضي والمياه عن طريق الاستشعار عن بعد».

وتعوِّل الحكومة المصرية على الخبرات الأوروبية في مواجهة ندرة المياه، وفق أستاذ الموارد المائية، في جامعة القاهرة، نادر نور الدين، الذي أشار إلى أن «القاهرة سبق أن استعانت بخبراء أوروبيين لصياغة حلول للتحديات المائية التي تواجهها مصر»، وقال إن «كثيراً من المقترحات التي قدمها الخبراء تنفذها الحكومة المصرية في سياستها المائية، ومن بينها التوسع في مشروعات معالجة المياه، وتحلية مياه البحر، واعتماد نظم الري الحديث».

وللتغلب على العجز المائي شرعت الحكومة المصرية في تطبيق استراتيجية لإدارة وتلبية الطلب على المياه حتى عام 2037 باستثمارات تقارب 50 مليون دولار، تشمل بناء محطات لتحلية مياه البحر، ومحطات لإعادة تدوير مياه الصرف بمعالجة ثلاثية، إضافة إلى تطبيق مشروع تحول للري الزراعي الحديث.

ويعتقد نور الدين، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الخبرة الأوروبية في مجال تطوير إدارة المياه والتغيرات المناخية هي الأفضل في هذا المجال»، مشيراً إلى أن «القاهرة تسعى إلى الاستفادة من المنح الأوروبية المقدَّمة في تلك المجالات، وخصوصاً، التكيف مع التغيرات المناخية»، معتبراً أن «التعامل مع العجز المائي في مصر من أولويات السياسة المائية المصرية».

ويُعد الاتحاد الأوروبي من أهم الشركاء في المجال التنموي بالنسبة لمصر، وفق أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، عباس شراقي، الذي أشار إلى أن «التعاون المائي بين الجانبين يأتي ضمن الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي جرى توقيعها بين الحكومة المصرية والاتحاد الأوروبي، لتطوير التعاون بمختلف المجالات».

ويرى شراقي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الاتحاد الأوروبي يمتلك التكنولوجيا والخبرات الحديثة بشأن تطوير استخدام المياه، خصوصاً في الدول التي تعاني من شح مائي».