زعيم عشائري: مهربون وراء أسر الآلاف من سكان الحويجة

شيخ قبيلة العبيد قال إن كل عائلة دفعت أكثر من ألف دولار نظير تهريبها

زعيم عشائري: مهربون وراء أسر الآلاف من سكان الحويجة
TT

زعيم عشائري: مهربون وراء أسر الآلاف من سكان الحويجة

زعيم عشائري: مهربون وراء أسر الآلاف من سكان الحويجة

كشف زعيم قبيلة العبيد في العراق، الشيخ وصفي العاصي، أن مهربين كانوا السبب الرئيسي وراء احتجاز تنظيم داعش الآلاف من أهالي الحويجة الأسبوع الماضي، بعد الوشاية بهم أثناء خروجهم من مناطقهم هربًا من قبضة تنظيم داعش.
وقال العاصي، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن «الآلاف من أهالي قضاء الحويجة تم الوشاية بهم عن طريق عدد من المهربين الذين اتفقت العائلات معهم على إيصالهم إلى المناطق الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية في محافظة كركوك، من أجل الهروب من قبضة تنظيم داعش، بعد أن دفع الأهالي مبالغ وصلت إلى أكثر من ألف دولار للعائلة الواحدة، وبعد أن تسلم المهربون تلك المبالغ قاموا بإبلاغ مسلحي تنظيم داعش بمكان وجود العائلات الذين كانوا في منتصف الطريق في رحلة الوصول إلى كركوك وتحديدًا في مناطق جبال حمرين».
وأضاف العاصي «أن مسلحي تنظيم داعش قاموا بنقل هذا العدد الكبير من العائلات في شاحنات حوضية إلى أماكن الاحتجاز، فيما قام مسلحو التنظيم الإرهابي بارتكاب مجزرة بحق أهالي قضاء الحويجة، بعد أن أعدم 112 شابا أمام أنظار ذويهم في مركز قضاء الحويجة، من أجل إرهاب بقية العائلات التي تروم الهروب من قبضة التنظيم الإرهابي».
وأشار العاصي إلى أن «قضاء الحويجة يعد الآن من المناطق المنكوبة بعد أن قام التنظيم الإرهابي بمنع وصول المواد الغذائية والطبية إلى سكان القضاء منذ عدة أشهر، خصوصا بعد أن قام السكان بكثير من الانتفاضات ضد عناصر التنظيم أسفرت عن مقتل العشرات منهم على أيدي الأهالي المنتفضين، ويعاني أكثر من 450 ألف شخص هم عدد سكان القضاء من انعدام تام للمواد الغذائية». ودعا العاصي «رئيس الحكومة والقائد العام للقوات المسلحة إلى الإسراع بتحرير قضاء الحويجة من قبضة تنظيم داعش قبل الشروع في عمليات تحرير الموصل، وإنقاذ الأهالي الذين يخطف الموت العشرات منهم يوميًا، بسبب الجوع أو القتل من قبل عناصر التنظيم الإجرامي».
إلى ذلك، دعا إياد علاوي، زعيم ائتلاف الوطنية، إلى تحرك عاجل لإنقاذ سكان الحويجة الذين يأسرهم «داعش»، وقال «إذا كانت هذه الأساليب الهمجية اللاإنسانية المدانة التي ستتكرر في المناطق الأخرى الخاضعة لسيطرة التنظيم الإرهابي تقع في صلب مفاهيم هذا التنظيم الإجرامي البشع، فإن من واجبنا المسارعة إلى صب كل الجهود في التصدي للتنظيمات الإرهابية، من أجل إيقاف المجازر الوحشية بحق المختطفين، وفك أسر العائلات المرتهنة من قبضة التنظيم التي تعيش أوضاعًا إنسانية مزرية من نقص تام في الغذاء والدواء وقسوة الظروف المناخية، لا سيما أن أغلب الممنوعين من مغادرة هذه المناطق هم من النساء والأطفال وكبار السن». وأضاف علاوي أن «الحكومة مطالبة بتقديم الإغاثة الإنسانية العاجلة للنازحين، وإعادتهم إلى مناطقهم وإعمارها مع تقديم التعويضات العادلة، كما ونكر أن الأوضاع وترتيبها بعد هزيمة داعش لا تقل خطورة عن الإعداد لإلحاق الهزيمة بتنظيم داعش».
يذكر أن قضاء الحويجة الواقع على بعد 40 كيلومترا (كلم) جنوب غربي مركز محافظة كركوك شمال العراق، والتابع لها إداريًا يقدر عدد سكانه بحدود 450 ألف نسمة، غالبيتهم من العرب السنة من عشائر وقبائل الجبور والعبيد وشمر والدليم. وتعتبر الحويجة منطقة ريفية بسبب كثرة الزراعة فيها، حيث تُنتج فيها كثير من المحاصيل الزراعية مثل القطن والذرة والحنطة والشعير.



السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن مشروع الربط الكهربائي مع المملكة العربية السعودية نموذج لتكامل التعاون في مجال الطاقة على المستوى الإقليمي، وبين مصر والمملكة خصيصاً. وأضاف: «كما يعد المشروع نموذجاً يحتذى به في تنفيذ مشروعات مماثلة مستقبلاً للربط الكهربائي»، موجهاً بإجراء متابعة دقيقة لكافة تفاصيل مشروع الربط الكهربائي مع السعودية.

جاءت تأكيدات السيسي خلال اجتماع مع رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، ووزيري الكهرباء والطاقة المتجددة، محمود عصمت، والبترول والثروة المعدنية، كريم بدوي. وحسب إفادة لـ«الرئاسة المصرية»، الأحد، تناول الاجتماع الموقف الخاص بمشروعات الربط الكهربائي بين مصر والسعودية، في ظل ما تكتسبه مثل تلك المشروعات من أهمية لتعزيز فاعلية الشبكات الكهربائية ودعم استقرارها، والاستفادة من قدرات التوليد المتاحة خلال فترات ذروة الأحمال الكهربائية.

وكانت مصر والسعودية قد وقعتا اتفاق تعاون لإنشاء مشروع الربط الكهربائي في عام 2012، بتكلفة مليار و800 مليون دولار، يخصّ الجانب المصري منها 600 مليون دولار (الدولار يساوي 49.65 جنيه في البنوك المصرية). وقال رئيس مجلس الوزراء المصري، خلال اجتماع للحكومة، منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن خط الربط الكهربائي بين مصر والسعودية سيدخل الخدمة في مايو (أيار) أو يونيو (حزيران) المقبلين. وأضاف أنه من المقرر أن تكون قدرة المرحلة الأولى 1500 ميغاواط.

ويعد المشروع الأول من نوعه لتبادل تيار الجهد العالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من مدينة بدر في مصر إلى المدينة المنورة مروراً بمدينة تبوك في السعودية. كما أكد مدبولي، في تصريحات، نهاية الشهر الماضي، أن مشروع الربط الكهربائي مع السعودية، الذي يستهدف إنتاج 3000 ميغاواط من الكهرباء على مرحلتين، يعد أبرز ما توصلت إليه بلاده في مجال الطاقة.

وزير الطاقة السعودي يتوسط وزيري الكهرباء والبترول المصريين في الرياض يوليو الماضي (الشرق الأوسط)

فريق عمل

وفي يوليو (تموز) الماضي، قال وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري، خلال لقائه وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، في الرياض، إن «هناك جهوداً كبيرة من جميع الأطراف للانتهاء من مشروع الربط الكهربائي المصري - السعودي، وبدء التشغيل والربط على الشبكة الموحدة قبل بداية فصل الصيف المقبل، وفي سبيل تحقيق ذلك فإن هناك فريق عمل تم تشكيله لإنهاء أي مشكلة أو عقبة قد تطرأ».

وأوضحت وزارة الكهرباء المصرية حينها أن اللقاء الذي حضره أيضاً وزير البترول المصري ناقش عدة جوانب، من بينها مشروع الربط الكهربائي بين شبكتي الكهرباء في البلدين بهدف التبادل المشترك للطاقة في إطار الاستفادة من اختلاف أوقات الذروة وزيادة الأحمال في الدولتين، وكذلك تعظيم العوائد وحسن إدارة واستخدام الفائض الكهربائي وزيادة استقرار الشبكة الكهربائية في مصر والسعودية.

ووفق المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، الأحد، فإن اجتماع السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول تضمن متابعة مستجدات الموقف التنفيذي لمحطة «الضبعة النووية»، في ظل ما يمثله المشروع من أهمية قصوى لعملية التنمية الشاملة بمصر، خصوصاً مع تبنى الدولة استراتيجية متكاملة ومستدامة للطاقة تهدف إلى تنويع مصادرها من الطاقة المتجددة والجديدة، بما يسهم في تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.

وأكد السيسي أهمية العمل على ضمان سرعة التنفيذ الفعال لمشروعات الطاقة المختلفة باعتبارها ركيزة ومحركاً أساسياً للتنمية في مصر، مشدداً على أهمية الالتزام بتنفيذ الأعمال في محطة «الضبعة النووية» وفقاً للخطة الزمنية المُحددة، مع ضمان أعلى درجات الكفاءة في التنفيذ، فضلاً عن الالتزام بأفضل مستوى من التدريب وتأهيل الكوادر البشرية للتشغيل والصيانة.

وتضم محطة الضبعة، التي تقام شمال مصر، 4 مفاعلات نووية، بقدرة إجمالية تبلغ 4800 ميغاوات، بواقع 1200 ميغاوات لكل مفاعل. ومن المقرّر أن يبدأ تشغيل المفاعل النووي الأول عام 2028، ثم تشغيل المفاعلات الأخرى تباعاً.

جانب من اجتماع حكومي سابق برئاسة مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء المصري)

تنويع مصادر الطاقة

وتعهدت الحكومة المصرية في وقت سابق بـ«تنفيذ التزاماتها الخاصة بالمشروع لإنجازه وفق مخططه الزمني»، وتستهدف مصر من المشروع تنويع مصادرها من الطاقة، وإنتاج الكهرباء، لسد العجز في الاستهلاك المحلي، وتوفير قيمة واردات الغاز والطاقة المستهلكة في تشغيل المحطات الكهربائية.

وعانت مصر من أزمة انقطاع للكهرباء خلال أشهر الصيف، توقفت في نهاية يوليو الماضي بعد توفير الوقود اللازم لتشغيل المحطات الكهربائية. واطلع السيسي خلال الاجتماع، الأحد، على خطة العمل الحكومية لضمان توفير احتياجات قطاع الكهرباء من المنتجات البترولية، وانتظام ضخ إمدادات الغاز للشبكة القومية للكهرباء، بما يحقق استدامة واستقرار التغذية الكهربائية على مستوى الجمهورية وخفض الفاقد.

ووجه بتكثيف الجهود الحكومية لتعزيز فرص جذب الاستثمارات لقطاع الطاقة، وتطوير منظومة إدارة وتشغيل الشبكة القومية للغاز، بما يضمن استدامة الإمدادات للشبكة القومية للكهرباء والقطاعات الصناعية والخدمية، وبتكثيف العمل بالمشروعات الجاري تنفيذها في مجال الطاقة المتجددة، بهدف تنويع مصادر إمدادات الطاقة، وإضافة قدرات جديدة للشبكة الكهربائية، بالإضافة إلى تطوير الشبكة من خلال العمل بأحدث التقنيات لاستيعاب ونقل الطاقة بأعلى كفاءة وأقل فقد.