المخلافي لـ «الشرق الأوسط»: الموقف الروسي ليس له علاقة مباشرة ضد «الشرعية»

قال إن إيران كانت حاضرة في المشاورات وأمرت الحوثيين بعدم التوقيع

المخلافي لـ «الشرق الأوسط»: الموقف الروسي ليس له علاقة مباشرة ضد «الشرعية»
TT

المخلافي لـ «الشرق الأوسط»: الموقف الروسي ليس له علاقة مباشرة ضد «الشرعية»

المخلافي لـ «الشرق الأوسط»: الموقف الروسي ليس له علاقة مباشرة ضد «الشرعية»

قال عبد الملك المخلافي، نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية اليمني لـ«الشرق الأوسط» إن الحكومة اليمنية ستتخذ حزمة من الإجراءات خلال الأيام المقبلة لدعم وجودها على الأرض وفرض سيطرتها العسكرية في كثير من المحاور، إضافة إلى انتقال عدد من الوزراء إلى المناطق المحررة، مع دعم المقاومة الشعبية ضد الانقلاب العسكري، وذلك بعد توقف المشاورات مع الانقلابيين.
وتتهم الحكومة اليمنية إيران ودولة أخرى لم يسمها المخلافي: «بتقويض العملية السلمية ودعمها المباشر لتعنت الانقلابيين (الحوثيين وصالح) في الوصول إلى حل بموجبه تنفذ كل بنود الاتفاق والقرارات الدولية حول الأوضاع في اليمن».
وقال المخالفي إن الدولتين اللتين شجعتا الموقف المتعنت للانقلابيين في مشاورات الكويت، من خارج الدول الـ18 الراعية لعملية السلام، مشددا على أن هذا الدعم بعث برسائل ضاعفت الأوهام لدى الحوثيين في السلطة والقوة ورفضهم لما تقدمه جميع الدول من حلول لإنجاح مسار السلام.
وعن الموقف الروسي وإعاقة مندوبها في مجلس الأمن إصدار مشروع بيان صحافي يعرب عن قلق أعضاء مجلس الأمن من إعلان الانقلابيين «تأسيس مجلس سياسي»، قال المخلافي إن هذا الموقف ربما كان رسالة أعطت بعض الوهم للانقلابيين، وكان ذلك واضحا في إعلامهم، وفهمت على غير نحوها.. هذا الموقف الطارئ سيصحح قريبا، موضحا أن الموقف الروسي ليس له علاقة مباشرة ضد الحكومة أو الشرعية اليمنية، التي تدخل في حوار مباشر مع الجانب الروسي، الذي يدعم بقوة الشرعية اليمنية، وسيكون هناك لقاءات دبلوماسية قريبة.
وقدمت إيران كل الدعم للانقلابيين، وكانوا حاضرين في كل المشاورات من خلال سفارتهم، وفقا للمخلافي، من خلال الاتصالات التي تجري في أكثر من عاصمة: «وبالتالي لدينا تأكيدات أنهم كانوا يتابعون أدق التفاصيل في المشاورات، وهم الذين كانوا يقدمون الاستشارة لوفد الانقلابيين، كيف ومتى يسيرون بأي اتجاه ومتى يرفضون ما يقدم على طاولة المشاورات، ومتى يقبلون، وكانت استشارتهم تركز بعدم القبول وعرقلة كل ما يقدم لإتمام السلام وأمرتهم بذلك».
وأضاف المخلافي أن الحكومة اليمنية ستبقى مع السلام، وستدعم المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ، رغم أنه «خيب أمل الحكومة اليمنية فيما يتعلق بقول الحقيقة أمام الرأي العام، وأن يكون واضحا وصريحا في توصيف الوضع، وأن الانقلابيين بتعنتهم هم من أفشلوا كل المساعي إلى إنجاح المشاورات في الكويت»، موضحا أنه لا بد أن يكون ولد الشيخ واضحا معهم في كل ما يتعلق بالحوار، وإلا سيشجعهم على الرفض والتعنت وعدم قبول أي مقترح، وأشار إلى أن الاتفاق الأخير الذي وقعت عليه الحكومة لم يكن السبب الوحيد لإفشال المساعي الدبلوماسية، بل منذ اللحظات الأولى لانطلاق المشاورات. واستطرد المخلافي، حديثه قائلا إن الحكومة اليمنية قدرت ما قاله المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ، في مجلس الأمن الأسبوع الماضي، وتحديدا حديثه عن موافقة الحكومة الشرعية على الوثيقة التي قدمها والتي تمثل مشروع الاتفاق، وأن الجانب الآخر (الانقلابيين) رفضوا التوقيع على هذه الوثيقة، وحملهم مسئولية في هذا الجانب.
واستدرك الوزير بالقول: «إن الحكومة كانت تتمنى أن يستمر هذا الوضوح حتى عند ختام المشاورات، إذ سيخدم ما يقوله المبعوث الأممي عملية السلام من خلال إيصال رسالة للشعب اليمني والحكومة الشرعية والشعب اليمني، مضمونها أن الانقلابيين يتحملون المسئولية كاملة عن فشل المشاورات».
واستمرت مشاورات الكويت قرابة 90 يوما، واتضح وفقا لوزير الخارجية اليمني أن الانقلابيين غير مستعدين للسلام، وغير مستعدين لاستقرار اليمن، ولا يدركون قيمة المجتمع الدولي الذي يبحث عن السلام، موضحا أن الشعب هو من سيقوم هذا الدور كي تعيش الميليشيا هذه الأدوار والجهود التي تبذل لإتمام عملية السلام، وأن هذا الوضع لا يمكن أن يستمر.
وأضاف المخلافي، أن الحكومة اليمنية قدمت تنازلات كثيرة لإتمام العملية السلمية، والتي كان آخرها التوقيع على ما قدمه المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ، رغم ملاحظات الحكومة على بعض ما ورد فيه، إذ كانت تعتقد الحكومة أن الانسحاب سيكون بشكل كامل وشامل وفقا للقرار الأممي 2216، وليس كما ورد في الاتفاق أن يكون الانسحاب جزئيا يبدأ من 3 محافظات في المرحلة الأولى.
وشدد وزير الخارجية اليمني على أن المجتمع الدولي يدرك أن الحكومة اليمنية، وافقت على كل ما قدم إليه من اتفاقيات وخطط الإنجاح عملية السلام في اليمن، وكان في المقابل رفض واضح من قبل «الحوثيين وصالح» على كل ما يقدم لدفع المشاورات نحو الأمام، وهي دلائل على مساعي الطرف الآخر إلى إفشال هذه المشاورات.
وتعول الحكومة اليمنية على الشعب، في تغيير المعادلة وإرغام الحوثيين للانصياع لمطالب السلام، وهو ما يؤكده المخلافي بقوله، أن الشعب اليمني لن يستسلم لهذه الميليشيات وسيستمر يقاوم أعماله العسكرية، وسيجبر الحوثيين وحلفائهم للتوقيع على السلام، خاصة أن ما يحدث في أكثر من موقع من حراك شعبي، وما نتوقعه من انتفاضات متتالية شعبية ضد الانقلابيين، يدل وبقوة على أن جميع أطياف الشعب ترفض هذه الميليشيا.
وحول إعلان الانقلابيين تأسيس مجلس جديد وأثره في الواقع اليمني، أكد المخلافي أن هذا التحالف قديم ويعود إلى تاريخ تسهيل الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح عملية دخول الحوثيين إلى صنعاء دون مواجهة، وسيكشف هذا المجلس وفي الأيام القليلة المقبلة عن خيبة الحوثيين وحليفهم، في تعويم العملية الانقلابية على الشرعية، موضحا أن ردود الفعل كانت كبيرة حتى من إطار المجموعة المساندة للانقلابيين، وهو ما يؤكد أن هذه المجموعة لا تحظى بأي تأييد شعبي ولا تستطيع أن تقوم بأي دور في إنقاذ المواطنين مما هم فيه.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.