قصة الباليه عبر التاريخ

كتاب جديد يتحدث عن مراحل تطويره

قصة الباليه عبر التاريخ
TT

قصة الباليه عبر التاريخ

قصة الباليه عبر التاريخ

صدر مؤخرًا عن الهيئة العامة السورية للكتاب الترجمة العربية لكتاب «من قصص الباليهات» الذي ترجمه وأعده محمد حنانا. والكتاب الذي ألفه عدد من الباحثين الأوروبيين يقع بنحو 170 صفحة من القطع العادي، يتضمن مقدمة للمترجم والمعد يتحدث فيها عن تاريخ فن الباليه والمراحل التي مرّ بها، وأشهر البلدان التي قدّمت عروضا وفرق الباليه وغير ذلك، كما يضم الكتاب في فصوله شرحًا مفصلاً عن أشهر الباليهات العالمية وعددها 27 باليها، مثل سندريلا، كليوباترا، بايادير، الطائر الناري، كسارة البندق، روميو وجولييت والأميرة النائمة وغيرها. ومن ثم يعرفنا الكتاب في فصل خاص على مصممي رقص الباليه الذين ورد ذكرهم في شرح الباليهات. ويختتم الكتاب بفصل يضم قائمة المؤلفين الذين ساهموا في تأليف موسيقى الباليه مع ملخص لحياتهم وأعمالهم، مع التنويه هنا بأن الكثير من المؤلفين لم يكتبوا موسيقى باليهاتهم، لكن استخدمت موسيقاهم في مجال رقص الباليه مثل: فريدريك شوبان، كارل أورف، آرتو بارت ونيكولاي ريمسكي وغيرهم.
في مقدمته يعرف حنانا القارئ وبشكل سلس بفن الباليه على أنه أداء فني يقدّمه راقصون وراقصات بمصاحبة الموسيقى، وعادة يستخدم الإيماء في الباليه للتعبير عن العواطف والأحاسيس أو لرواية وقصة.
ومن خلال الكتاب نكتشف أن فن الباليه تطور في البلاطات الفرنسية والإيطالية في القرنين السادس عشر والسابع عشر، خصوصًا في بلاط لويس الرابع عشر (حكم في الفترة ما بين 1643 - 1715) حين كان جان باتيست لولي مشرفًا على الموسيقى. في هذه الفترة كانت الباليهات تقدم في القصر بملابس رسمية ثقيلة وشعور مستعارة وأحذية ذات كعوب عالية. ولكن فن الباليه في نهاية القرن الثامن عشر ابتعد عن تأثيرات البلاط وطوّر حركات جيمناستيكية غاية في البراعة، على الرغم من أن الحركة كانت لا تزال مقتصرة على الساقين والقدمين بشكل رئيسي. وفي النصف الأول من القرن التاسع عشر أصبحت الباليه في أوج شعبيتها واعتبرت جزءًا أساسيا من الأوبرا.
وشهد القرن العشرون إصلاحات وتقنيات ثورية في معالجة الباليه التي تحددت هويتها بجهود شخصين، هما: الراقصة الأميركية إيزادورا دانكان (1878ـ 1927) التي ألهمتها الكلاسيكية اليونانية وحركات الطيور والأمواج، وثانيًا من خلال الراقص الروسي الشاب ميخائيل فوكين (1880ـ 1927). وفي هذا القرن أيضًا تأسست فرقة الباليه السويدية في باريس على يد راعي الفن ومنظم العروض الفنية السويدي رولف دوماريه (1888ـ 1964) فيما غدت الباليه في إنجلترا مع بداية القرن العشرين أكثر شعبية، ووضع فون ويليامز وبليّس وبرتين مقطوعات مهمة، وساهم مصممو الرقص البريطانيون البارزون أمثال: فريدريك أشتون وكينيث ماكملان في توطيد تقاليد الباليه في الولايات المتحدة الأميركية. وكان لمصمم الرقص جورج بالانشين التأثير القوي في وضع المؤلفين الموسيقيين لمقطوعاتهم من أجل الباليه، فيما كان الروس يقدمون أروع وأجمل تقاليدهم في الباليه من خلال المؤلف سيرغي بروموكييف؛ فجاءت سندريللا وروميو وجولييت.
ينقلنا المؤلفون والمترجم والمعد بين وباليه وأخرى بشكل ممتع بالحديث عن كل باليه وحكايتها ومشاهدها مع شرح مفصّل عن تقنياتها ومفرداتها والحركات التي تقوم بها بطلة الباليه أو بطله ليدلل على أمر ما. فنتعرف، مثلاً، لى قصة طقوس الربيع، تلك الباليه الروسية المكونة من فصلين، التي تعرفنا على القبائل البدائية في روسيا القديمة وممارستها في فصل الربيع طقوسًا غريبة، وكذلك الحال مع باليه الأميرة النائمة، أو الجمال النائم المؤلفة من ثلاثة فصول إلى آخر الباليهات السبع والعشرين، التي تحدث عنها الكتاب.



«جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي» تتوّج الفائزين بدورتها العاشرة

الشيخ ثاني بن حمد الممثل الشخصي لأمير قطر خلال تكريم الفائزين بالجائزة (الشرق الأوسط)
الشيخ ثاني بن حمد الممثل الشخصي لأمير قطر خلال تكريم الفائزين بالجائزة (الشرق الأوسط)
TT

«جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي» تتوّج الفائزين بدورتها العاشرة

الشيخ ثاني بن حمد الممثل الشخصي لأمير قطر خلال تكريم الفائزين بالجائزة (الشرق الأوسط)
الشيخ ثاني بن حمد الممثل الشخصي لأمير قطر خلال تكريم الفائزين بالجائزة (الشرق الأوسط)

كرّمت «جائزةُ الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي»، بدولة قطر، مساء الثلاثاء، الفائزين في فئات الدورة العاشرة، وذلك خلال حفل كبير حضره الشيخ ثاني بن حمد آل ثاني الممثل الشخصي لأمير البلاد، وشخصيات بارزة، وأعضاء البعثات الدبلوماسية، ونخبة من الباحثين والعاملين بمجال الترجمة.

وتهدف الجائزة إلى تكريم المترجمين وتقدير دورهم في تمتين أواصر الصداقة والتعاون بين شعوب العالم، وتقدير دورهم عربياً وعالمياً في مد جسور التواصل بين الأمم، ومكافأة التميز في هذا المجال، وتشجيع الإبداع، وترسيخ القيم السامية، وإشاعة التنوع، والتعددية والانفتاح.

الشيخ ثاني بن حمد لدى حضوره حفل تكريم الفائزين بالجائزة (الشرق الأوسط)

كما تطمح إلى تأصيل ثقافة المعرفة والحوار، ونشر الثقافة العربية والإسلامية، وتنمية التفاهم الدولي، وتشجيع عمليات المثاقفة الناضجة بين اللغة العربية وبقية لغات العالم عبر فعاليات الترجمة والتعريب، ويبلغ مجمل قيمة الجائزة في مختلف فئاتها مليوني دولار أميركي.

وقال الدكتور حسن النعمة، أمين عام الجائزة، إنها «تساهم في تعزيز قيم إنسانية حضارةً وأدباً وعلماً وفناً، اقتداءً بأسلافنا الذي أسهموا في بناء هذه الحضارة وسطروا لنا في أسفار تاريخها أمجاداً ما زلنا نحن اليوم الأبناء نحتفل بل ونتيه مفتخرين بذلك الإسهام الحضاري العربي في التراث الإنساني العالمي».

وأشاد النعمة بالكتاب والعلماء الذين ترجموا وأسهموا في إنجاز هذه الجائزة، وبجهود القائمين عليها «الذين دأبوا على إنجاحها وإخراجها لنا في كل عام لتكون بهجة ومسرة لنا وهدية من هدايا الفكر التي نحن بها حريُّون بأن نرى عالمنا أجمل وأسعد وأبهج وأرقى».

الدكتور حسن النعمة أمين عام الجائزة (الشرق الأوسط)

من جانب آخر، أعربت المترجمة والأكاديمية، ستيفاني دوغول، في كلمة نيابة عن الضيوف وممثلة للمترجمين، عن شكرها لجهود دولة قطر وجائزة الشيخ حمد للترجمة في تكريم المترجمين والمثقفين من كل أنحاء العالم، موجهة التحية لجميع الفائزين، وللغة العربية.

يشار إلى أنه في عام 2024، توصلت الجائزة بمشاركات من 35 دولة حول العالم، تمثل أفراداً ومؤسسات معنية بالترجمة، من بينها 17 دولة عربية. وقد اختيرت اللغة الفرنسية لغة رئيسية ثانية إلى جانب اللغة الإنجليزية، بينما اختيرت الهنغارية والبلوشية والتترية واليوربا في فئة اللغات القليلة الانتشار.

الفائزون بالدورة العاشرة

وفاز بالجائزة هذا العام «فئة الترجمة من اللغة العربية إلى اللغة الفرنسية»، في المركز الثاني رانية سماره عن ترجمة كتاب «نجمة البحر» لإلياس خوري، والثالث إلياس أمْحَرار عن ترجمة كتاب «نكت المحصول في علم الأصول» لأبي بكر ابن العربي، والثالث (مكرر): ستيفاني دوغول عن ترجمة كتاب «سمّ في الهواء» لجبور دويهي.

وعن «فئة الترجمة من اللغة الفرنسية إلى اللغة العربية»، فاز بالمركز الثاني الحُسين بَنُو هاشم عن ترجمة كتاب «الإمبراطورية الخَطابية» لشاييم بيرلمان، والثاني (مكرر) محمد آيت حنا عن ترجمة كتاب «كونت مونت كريستو» لألكسندر دوما، والثالث زياد السيد محمد فروح عن ترجمة كتاب «في نظم القرآن، قراءة في نظم السور الثلاث والثلاثين الأخيرة من القرآن في ضوء منهج التحليل البلاغي» لميشيل كويبرس، والثالث (مكرر): لينا بدر عن ترجمة كتاب «صحراء» لجان ماري غوستاف لوكليزيو.

من ندوة «الترجمة من اللغة العربية وإليها... واقع وآفاق» (الشرق الأوسط)

أما (الجائزة التشجيعية)، فحصل عليها: عبد الواحد العلمي عن ترجمة كتاب «نبي الإسلام» لمحمد حميد الله. بينما فاز في «فئة الترجمة من اللغة العربية إلى اللغة الإنجليزية»، حصلت على المركز الثالث: طاهرة قطب الدين عن ترجمة كتاب «نهج البلاغة» للشريف الرضي. وذهبت الجائزة التشجيعية إلى إميلي درومستا (EMILY DRUMSTA) عن ترجمة المجموعة الشعرية «ثورة على الشمس» لنازك الملائكة.

وفي (فئة الترجمة من اللغة الإنجليزية إلى اللغة العربية) حصل على المركز الثاني مصطفى الفقي وحسام صبري عن ترجمة كتاب «دليل أكسفورد للدراسات القرآنية» من تحرير محمد عبد الحليم ومصطفى شاه، والثاني (مكرر): علاء مصري النهر عن ترجمة كتاب «صلاح الدين وسقوط مملكة بيت المقدس» لستانلي لين بول.

وفي «فئة الإنجاز»، في قسم اللغة الفرنسية: (مؤسسة البراق)، و(دار الكتاب الجديد المتحدة)، و«في قسم اللغة الإنجليزية»: (مركز نهوض للدراسات والبحوث)، و(تشارلز بترورث (Charles E. Butterworth)، وفي لغة اليورُبا: شرف الدين باديبو راجي، ومشهود محمود جمبا. وفي «اللغة التترية»: جامعة قازان الإسلامية، و«في قسم اللغة البلوشية»: دار الضامران للنشر، و«في اللغة الهنغارية»: جامعة أوتفوش لوراند، وهيئة مسلمي المجر، وعبد الله عبد العاطي عبد السلام محمد النجار، ونافع معلا.

من ندوة «دور الجائزة في الارتقاء بمعايير جودة الترجمة» (الشرق الأوسط)

عقدٌ من الإنجاز

وعقدت الجائزة في الذكرى العاشرة لتأسيسها ندوة ثقافية وفكرية، جمعت نخبة من أهم العاملين في مجال الترجمة والمثاقفة من اللغة العربية وإليها، تتناول الندوة في (الجلسة الأولى): «الترجمة من اللغة العربية وإليها: واقع وآفاق»، بينما تتناول (الجلسة الثانية): «دور الجائزة في الارتقاء بمعايير جودة الترجمة، وكيفية تطوير هذا الدور».

وخلال مشوارها في عشر سنوات، كرّمت الجائزة مئات العاملين في الترجمة من الأفراد والمؤسسات، في نحو 50 بلداً، لتفتح بذلك آفاقاً واسعة لالتقاء الثقافات، عبر التشجيع على الاهتمام بالترجمة والتعريب، ولتصبح الأكبر عالمياً في الترجمة من اللغة العربية وإليها، حيث اهتمت بها أكثر من 40 لغة، كما بلغت القيمة الإجمالية السنوية لمجموع جوائزها مليوني دولار.

ومنذ تأسيسها، كرمت الجائزة 27 مؤسسة ودار نشر من المؤسسات التي لها دور مهم في الترجمة، و157 مترجماً و30 مترجمة، حيث فاز كثيرون من مختلف اللغات الحية عبر العالم. حتى اللغات التي يتحدث بها بضعة ملايين بلغتها الجائزة وكرمت رواد الترجمة فيها من العربية وإليها. أما اللغات الكبرى في العالم فكان لها نصيب وافر من التكريم، مثل الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والألانية والصينية والكورية واليابانية والتركية والفارسية والروسية.

وشملت الجائزة كذلك ميادين القواميس والمعاجم والجوائز التشجيعية للمترجمين الشباب وللمؤسسات الناشئة ذات الجهد الترجمي، وغطت مجالات الترجمة شتى التخصصات الإنسانية كاللغوية والتاريخية والدينية والأدبية والاجتماعية والجغرافية.

وتتوزع فئاتها على فئتين: «الكتب المفردة»، و«الإنجاز»، تختص الأولى بالترجمات الفردية، سواء من اللغة العربية أو إليها، وذلك ضمن اللغات الرئيسية المنصوص عليها في هذه الفئة. وتقبل الترشيحات من قبل المترشح نفسه، ويمكن أيضاً ترشيح الترجمات من قبل الأفراد أو المؤسسات.

أما الثانية فتختص بتكريم الجهود الطويلة الأمد المبذولة من قبل الأفراد والمؤسسات في مجال الترجمة من اللغة العربية أو إليها، في عدة لغات مختارة كل عام، وتُمنح الجائزة بناء على عدد من الأعمال المنجزة والمساهمة في إثراء التواصل الثقافي والمعرفي.