بعد مقتل أربعة أعيان.. اغتيال شيخ قبلي خامس في البيضاء

رئيس الحكومة يتوعد الخاطفين والقتلة بالعقاب

رئيس الحكومة اليمنية الدكتور أحمد بن دغر في الرياض أمس مع نجل أحد الأعيان الأربعة المقتولين في البيضاء («الشرق الأوسط»)
رئيس الحكومة اليمنية الدكتور أحمد بن دغر في الرياض أمس مع نجل أحد الأعيان الأربعة المقتولين في البيضاء («الشرق الأوسط»)
TT

بعد مقتل أربعة أعيان.. اغتيال شيخ قبلي خامس في البيضاء

رئيس الحكومة اليمنية الدكتور أحمد بن دغر في الرياض أمس مع نجل أحد الأعيان الأربعة المقتولين في البيضاء («الشرق الأوسط»)
رئيس الحكومة اليمنية الدكتور أحمد بن دغر في الرياض أمس مع نجل أحد الأعيان الأربعة المقتولين في البيضاء («الشرق الأوسط»)

أقدمت الميليشيات الانقلابية على قتل شيخ قبلي برصاص قناص بينما كان يقود سيارته عائدا إلى مسكنه في مدينة البيضاء شرقي محافظتي إب والضالع أمس.
وذكرت مصادر محلية، أن مقتل الشيخ القبلي محمد الفقير المظفري، جاءت عقب أيام فقط على إعدام الميليشيات أربعة مشايخ ووجهاء من قبيلة آل عمر، الذين عثر على جثثهم ملقية في منطقة نائية بمديرية الملاجم، الثلاثاء الماضي وبعد ثلاثة أيام على اعتقالهم من منازلهم في مديرية ذي ناعم.
وكشفت المصادر عن فشل وساطات قام بها مشايخ وأعيان قبليون للتوسط لدى قبائل محافظة البيضاء لإزالة حالة التوتر بين الأهالي من جهة ومسلحي الميليشيات، موضحة أن القبائل رفضت تحكيما قبليا من الميليشيات بخمسين ثور هجر ومائة مليون ريال يمني، مشيرة إلى أن قبائل البيضاء طلبت بحقها القانوني والشرعي في تسليم قتلة المشايخ الأربعة «الشيخ أحمد صالح العمري، والشيخ محمد أحمد العمري، والشيخ صالح سالم بنه، وصالح أحمد صالح العمر»، وأيضا كل من ثبت تورطه بتنفيذ الجريمة.
إلى ذلك، أكد رئيس الحكومة اليمنية، الدكتور أحمد عبيد بن دغر، أن الحكومة ماضية في تطهير ما تبقى من مناطق محافظة البيضاء، وسط البلاد، وباقي المحافظات الشمالية من الانقلابيين الخارجة عن النظام والقانون.
وأشار خلال لقائه أمس الأحد بعدد من أعيان وأبناء محافظة البيضاء، إلى صمود الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في مجابهة الميليشيات الانقلابية التي اعتدت على الحقوق ودمرت المنازل، وقتلت الأبرياء، داعيا الجميع إلى التكاتف والتلاحم والوقوف صفًا وحدًا في مواجهة ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية.
وأوضح أن إقدام ميليشيات الحوثي على اختطاف أربعة من مشايخ ورجال آل عمر وأعضاء في المؤتمر الشعبي العام من مديرية ذي ناعم، وإعدامهم، يعد مخالفة للأعراف القبلية والأخلاق الإنسانية التي لا تمس للدين الإسلامي بصلة، مؤكدا أن من أقدم على هذا العمل الإجرامي والجبان سينال عقابه طال الزمن أم قصر.
وقالت مصادر حضرت اللقاء لـ«الشرق الأوسط»: إن «عددا من أبناء البيضاء تحدثوا عن جملة من القضايا المؤرقة، بينها الحالة الاقتصادية التي تعاني منها محافظتهم وانعكاساتها على الخدمات الأساسية كالكهرباء والماء والصحة، خصوصا المديريات المحررة من الميليشيات الانقلابية، فضلا عن تطرقهم لحالات الجرحى التي تستوجب سرعة نقلها للعلاج.
وأشارت المصادر إلى مطالبة الحاضرين بدعم المقاومة الشعبية والجيش الوطني بالسلاح لمواجهة الميليشيات الانقلابية التي تملك ترسانة أسلحة كبيرة يسخرونها لقتل الأبرياء والمدنيين من أبناء المحافظة، لافتة إلى توجيه رئيس الحكومة لوزير الصحة بسرعة علاج الجرحى ونقل الحالات التي يصعب علاجها إلى الخارج والاهتمام بأسر الشهداء وتخصيص منح علاجية للمحافظة كبقية المحافظات الأخرى.
وفي سياق ذي صلة، قالت مصادر محلية في مدينة إب مركز المحافظة، إن الميليشيات الحوثية اعتقلت القيادي المؤتمري، عضو المجلس المحلي لمحافظة إب، عادل الحبيشي، نجل الشيخ الراحل عبد العزيز الحبيشي، مستشار الرئيس الأسبق، أمس الأحد، بعيد أن قامت باختطافه واقتياده إلى جهة مجهولة.
وأضافت المصادر، التي فضلت عدم كشف هويتها لـ«الشرق الأوسط»، إن اعتقال القيادي المؤتمري إثر عملية مداهمة واقتحام لمنزله، مستخدمة في عمليتها الأطقم والمسلحين المدججين بمختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة.



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.