ابتهاج محمد كانت الاختيار الأمثل لحمل علم أميركا في افتتاح ريو

حققت حلمها الأولمبي رغم أنف من يتغامزون لرؤيتها وهي تتنافس بالحجاب

ابتهاج كانت تستحق أن تتقدم طابور العرض الأميركي - ابتهاج محمد رمز لفريق السلاح الأميركي في الأولمبياد (أ.ف.ب)
ابتهاج كانت تستحق أن تتقدم طابور العرض الأميركي - ابتهاج محمد رمز لفريق السلاح الأميركي في الأولمبياد (أ.ف.ب)
TT

ابتهاج محمد كانت الاختيار الأمثل لحمل علم أميركا في افتتاح ريو

ابتهاج كانت تستحق أن تتقدم طابور العرض الأميركي - ابتهاج محمد رمز لفريق السلاح الأميركي في الأولمبياد (أ.ف.ب)
ابتهاج كانت تستحق أن تتقدم طابور العرض الأميركي - ابتهاج محمد رمز لفريق السلاح الأميركي في الأولمبياد (أ.ف.ب)

كانت من الممكن أن تمر عبر الرواق مساء الجمعة مرتدية حجابًا، وهي تمسك بالعلم الأميركي. أي لحظة كانت تلك لتكون بالنسبة إلى الولايات المتحدة، حيث التسامح احتلت مكانه النرجسية السياسية. ولم تكن ابتهاج محمد لتضطر لقول كلمة واحدة، وهي حاملة راية بلادها في حفل افتتاح أولمبياد ريو. كانت صورة لاعبة مبارزة مسلمة وهي تقود أكثر من 500 من الأميركيين، في أكبر حدث رياضي عالمي لتمثل إعلانًا أكثر فاعلية من أي من كلمات مسيئة تخرج من فم مرشح الرئاسة الجمهوري دونالد ترامب.
وكون الرياضيين الأميركيين جعلوها بحسب تقارير صحافية، الاختيار الثاني بعد السباح الأسطوري مايكل فيليبس، لحمل العلم، يظهر إلى أي مدى يدرك هؤلاء الرياضيون الحاجة إلى أن يظهروا للعالم أنهم ليسوا قادمين من مكان يعتبر فيه عدم التسامح من الفضائل.
يميل الرياضيون الأولمبيون إلى أن يكونوا أكثر ارتقاء ووعيًا بهذه المسائل مقارنة بغالبية النجوم الرياضيين، وكثير منهم لا يعيشون في رغد من العيش الذي ينعم به كثير من الرياضيين المحترفين الذين يتقاضون أموالاً طائلة. يتنافس هؤلاء خارج حدود بلادهم، وعادة ما يكونون منفتحين على ثقافات وشعوب وأفكار جديدة.
وابتهاج محمد هي المثل الأعلى لأميركا اليوم، أميركا التي يمكن فيها لفتاة من نيوجيرسي أن تكبر وبداخلها حلم أولمبي، وأن تحقق هذا الحلم رغم أنف من يتغامزون لدى رؤيتها وهي تنافس مرتدية حجابًا. وبالنسبة إلى عالم يتساءل عما إذا كانت الولايات المتحدة أصيبت بالجنون في عام انتخابي، حيث يثير أحد المرشحين سحابة من الخوف حول كل من لا يعجبه، فإن أفضل رسالة كان يمكن للولايات المتحدة أن ترسلها، هي أن تضع ابتهاج في مقدمة وفد بلادها في افتتاح ألعاب ريو.
كان فيليبس ليكون الاختيار المثالي في أي دورة أولمبية أخرى، وفي أي عام آخر. ربما كان هو أعظم رياضي أولمبي أميركي على مر التاريخ، بعد أن فاز بـ18 ميدالية ذهبية. كما أنه يمثل حكاية رائعة عن الانتصار على الذات، فهو البطل الذي فاز بالألقاب الكبرى صغيرًا، وتعثر مع وقوعه في سلسلة من الأخطاء بما في ذلك القبض عليه بسبب قيادته السيارة مخمورًا، لكنه نفض عنه الغبار ونهض من جديد رجلاً جديدًا. وعندما تحدث في مؤتمر صحافي عشية الافتتاح، كان متحدثًا لبقًا وبليغًا بطريقة ما كان لأحد أن يتخيلها عندما فاز بكل تلك الميداليات الذهبية في بكين، عندما بدا مشدوهًا بالهالة الضخمة التي أحاطت به في ذلك الوقت. قال إنه بكى عندما أبلغ باختياره لحمل علم الولايات المتحدة في الافتتاح، وعلى الرياضيين الأولمبيين الأميركيين أن يفخروا لكونه يتقدمهم.
غير أن هذه الدورة الأولمبية تختلف تمامًا عن أي دورة أخرى في أي عام آخر. إن هذا الأولمبياد يأتي في وقت يحتاج فيه العالم لأن يرى ما تدافع عنه الولايات المتحدة بحق. هل هي البلد الذي يتحدث عنه ترامب؟ هل هي البلد الذي يرتعد لرؤية حجاب على رأس سيدة؟ أم هل هي الأرض التي يؤمن كل طفل فيها بقدرته على أن يكون شيئًا ما بصرف النظر عن العرق أو الطبقة الاجتماعية أو الدين؟ مقارنة بفيليبس، صاحب الـ31 عامًا الذي يكبرها بعام، لم تفز ابتهاج بأي شيء. وهي تنافس في أول أولمبياد تشارك فيه على الإطلاق، ومن غير المتوقع أن تفوز بميدالية ذهبية. وقد يكون بقاؤها وسط أضواء ريو قصيرًا، ولكن صورتها وهي تنافس مرتدية حجابًا، من الممكن أن تدوم أكثر بكثير من صور حاملي الميداليات الملتفين بالعلم الأميركي.
يقول كثير من الناس ممن يقولون، إن السياسة لا مكان لها في المنافسات الأولمبية. ولا شك أن هذا المعنى كان له أكبر الأثر في تصويت عدد من الرياضيين لاختيار فيليبس. غير أن المنافسات الأولمبية لطالما كانت معنية بالسياسة. وما عليك إلا أن تنظر إلى تكدس السيارات على امتداد أميال هنا، مع غلق الطرق لتسهيل حرية انتقال مسؤولي اللجنة الأولمبية الدولية، أو أن ترتاد قطار الأنفاق الجديد الذي يربط ما بين الأحياء الغنية، والذي تم بناؤه بتكلفة ضخمة من دون أن يكون له أي فائدة للطبقة العاملة في ريو. الأولمبياد مكان سياسي إلى حد بعيد.
تدرك اللجنة الأولمبية الأميركية هذا. ولهذا أنفقت من الوقت والمال الكثير هذا الصيف، لتدريب الرياضيين الأميركيين على كيفية تجنب الإساءة إلى ريو أو البرازيل. كما أنها تعي أن الولايات المتحدة، كواحدة من القوى العظمى في العالم، ربما كانت أكثر من تتسلط عليها الأنظار هنا. وهي تفهم أن أفعالها تنسب إلى البلاد. ولا سبيل لأن يوجد رياضي أميركي في دورة أولمبية من دون أن تتعلق به الأنظار. وابتهاج محمد لا تريد أن تتوارى عن الأنظار.
قالت في القمة الأولمبية الأميركية في مارس (آذار) الماضي: «نحن في مناخ سياسي حاد هذه الأيام. وأعتقد بأن المسلمين تحت المجهر، وأتمنى أن أغير الصورة التي قد يحملها الناس للسيدات المسلمات».
قالت ابتهاج في ذلك اليوم إنها لم تشك أبدًا في نفسها كأميركية، على رغم تصاعد الخطاب المعادي للمسلمين في الولايات المتحدة. وأوضحت: «هذه بلادي، وأسرتي كانت دائمًا هنا، وهذا البلد جزء من هويتي وهذا كل ما أعرفه».
إن العالم بحاجة إلى أن يرى ابتهاج محمد. وهو بحاجة لأن يعرف أنها تعبير عما تعنيه أميركا؛ قصة من النجاح العصامي غير المتوقع. وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما مازحًا في فبراير (شباط) الماضي خلال زيارة له لمسجد: «أخبرت ابتهاج أن تعود بالذهبية. ليس للضغط عليها».
لقد اتخذ الرياضيون الأميركيون خيارًا آمنًا، باختيارهم فيليبس ليحمل العلم الأميركي، وهو خيار ملائم. لكنها المرة الوحيدة، في هذا الأولمبياد، التي لم يختاروا الخيار الأمثل. ضاعت الفرصة.



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.