وزارة التجارة السعودية تُلزم منشآت القطاع الخاص باستخدام الفواتير الإلكترونية

بهدف تسريع الإجراءات وتخفيض التكاليف على المنشآت

وزارة التجارة السعودية تُلزم منشآت القطاع الخاص باستخدام الفواتير الإلكترونية
TT

وزارة التجارة السعودية تُلزم منشآت القطاع الخاص باستخدام الفواتير الإلكترونية

وزارة التجارة السعودية تُلزم منشآت القطاع الخاص باستخدام الفواتير الإلكترونية

دعت وزارة التجارة والاستثمار السعودية الشركات والمؤسسات إلى تطبيق نظام الفواتير الإلكترونية والتخلص من الأنظمة التقليدية، بهدف تسريع الإجراءات والاعتماد على الأنظمة المتقدمة في الفواتير، ما يؤدي إلى تخفيض التكاليف واختصار الوقت والجهد.
وطالبت الوزارة في خطاب تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، قطاع الأعمال في البلاد من الشركات والمؤسسات، بضرورة تهيئة الأوضاع المحاسبية ومسك الدفاتر، استعدادًا لتطبيق أنظمة الفواتير الإلكترونية.
وأشارت الوزارة إلى أن هذه الخطوة تأتي تمهيدًا لإلزام الشركات بالإجراءات النظامية، وفقًا لخطة زمنية يتم اعتمادها من وزارة التجارة والاستثمار.
من جهته قال الدكتور محمد دردير، رئيس لجنة المكاتب الاستشارية في الغرفة التجارية في جدة (غرب السعودية) لـ«الشرق الأوسط»، إن هذا الإجراء يُعتبر من إحدى أساليب المراقبة المالية على قطاع الأعمال، ما يُسهل مراقبة استحقاق الزكاة السنوي، ومتابعة حركة التجارة إلكترونيًا، والقوائم المالية للمنشآت.
وأضاف دردير أن تطبيق مثل هذا النظام يساعد الشركات على مراقبة مدفوعاتها لتنظيم العقود، مشيرًا إلى أن مثل هذا النظام متوقع تطبيقه منذ فترة طويلة، بغرض التحول إلى التعاملات الإلكترونية في قطاعات الأعمال، في ظل «رؤية السعودية 2030».
وبحسب مختصين، فإن نظام الفواتير الإلكترونية يخفض من التكاليف المباشرة وغير المباشرة للمنشآت، وتشمل التكاليف المباشرة مصاريف طباعة الفواتير والوقت اللازم لإعداد الملف ورسوم البريد والورق وتكاليف الفواتير غير المسلّمة، وتكلفة مساحة التخزين، أما التكاليف غير المباشرة، فهي غالبًا ما تكون تكاليف خفية ولكنها تكاليف تظل حقيقية يمكن تخفيضها أو القضاء عليها من خلال حصول المُستهلك على حل سريع، ويشمل ذلك تخفيض أخطاء إجراءات المعاملة، وتحقيق محاسبة أفضل، والتعامل بسهولة أكبر مع استفسارات الفواتير، الأمر الذي يؤدي إلى توفير الوقت والموارد البشرية لاستغلالها في إنجاز أعمال أخرى.
وأضاف المختصون أنه على الرغم من الحاجة لتبادل الفواتير بين البائع والمشتري، وعلى الرغم من توفر بعض النماذج المفوترة، فإن الطرق الأكثر شيوعًا في تبادل الفواتير هي البريد، وفي حالة المعاملات المباشرة نجد أن الطريقة الشائعة هي تسليم الفاتورة مباشرة إلى العميل، ولعل المشكلة الأساسية المتعلقة بالمعالجة اليدوية هي أن الأوراق ظلت راسخة في عملية الفوترة بين الكيانات من كل الفئات.
ويوفر تطبيق الفواتير كثيرًا ومزيدًا من خيارات الدفع التي يمكن أن تستخدمها المنشآت، إلى جانب إعطاء المستهلك خيارات أكثر مرونة حول كيفية الدفع، وإضافة إلى ذلك، فهناك رسوم تنافسية للغاية ويمكن بالتالي تقليل التكلفة.
وتعتبر عملية الفوترة خطوة هامة في التجارة، حيث إنها تمثل انطلاقة البداية لعملية السداد بين الشركاء التجاريين، وأثر التكنولوجيا مهم في تيسير مساعي الشركات المستمرة للحد من المستندات التي تعتمد على الأوراق، ويمكن تبسيط العملية عبر مواءمة عناصر البيانات والتصميمات الموحدة للمستندات، أو الصيغ المستعملة الهادفة للتعجيل باعتماد التبادل الإلكتروني لمستندات الفاتورة.
وكانت وزارة التجارة والاستثمار قد أكدت في وقت سابق على كافة المنشآت والأسواق والمحلات التجارية، استخدام اللغة العربية في جميع الفواتير وبطاقات السعر والإعلانات والعقود وعروض الأسعار وجميع المطبوعات وشهادات الضمان، مع إمكانية استخدام اللغة الإنجليزية لغةً إضافية.
ويأتي ذلك تنفيذًا لما يقضي به نظام البيانات التجارية، وحتى يكون المستهلك على معرفة تامة بالسلع والخدمات التي يحصل عليها وفقًا للغته الأساسية.



الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
TT

الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)

على مدار الأسبوعين الماضيين، اجتمع قادة الدول والمنظمات الدولية، والمستثمرون، والقطاع الخاص، في العاصمة السعودية الرياض، لمناقشة قضايا المناخ، والتصحر، وتدهور الأراضي، وندرة المياه، وسط «مزاج جيد ونيات حسنة»، وفق الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر إبراهيم ثياو، خلال مؤتمر صحافي عُقد مساء الخميس.

وجرى جمع 12 مليار دولار تعهدات تمويل من المنظمات الدولية الكبرى. وفي المقابل، تُقدَّر الاستثمارات المطلوبة لتحقيق أهداف مكافحة التصحر وتدهور الأراضي بين 2025 و2030 بنحو 355 مليار دولار سنوياً، مما يعني أن هناك فجوة تمويلية ضخمة تُقدَّر بـ278 مليار دولار سنوياً، وهو ما يشكل عقبة كبيرة أمام تحقيق الأهداف البيئية المطلوبة.

وحتى كتابة هذا الخبر، كانت المفاوضات لا تزال جارية. وكان من المرتقب إعلان النتائج في مؤتمر صحافي عصر اليوم، إلا أنه أُلغي، و«تقرَّر إصدار بيان صحافي يوضح نتائج المؤتمر فور انتهاء الاجتماع، وذلك بدلاً من عقد المؤتمر الصحافي الذي كان مخططاً له في السابق»، وفق ما أرسلته الأمم المتحدة لممثلي وسائل الإعلام عبر البريد الإلكتروني.

التمويل

وقد تعهدت «مجموعة التنسيق العربية» بـ10 مليارات دولار، في حين قدَّم كل من «صندوق أوبك» و«البنك الإسلامي للتنمية» مليار دولار، ليصبح بذلك إجمالي التمويل 12 مليار دولار، وهو ما جرى الإعلان عنه يوم الخميس.

وكانت السعودية قد أطلقت، في أول أيام المؤتمر، «شراكة الرياض العالمية للتصدي للجفاف»، بتخصيص 150 مليون دولار على مدى السنوات العشر المقبلة.

وأشار تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إلى وجود فجوة تمويلية تبلغ 278 مليار دولار سنوياً، تهدد قدرة الدول على تحقيق أهداف مكافحة هذه الظواهر بحلول عام 2030، ما يشكل عقبة أمام استعادة الأراضي المتدهورة التي تُقدَّر مساحتها بمليار هكتار.

وتبلغ الاستثمارات المطلوبة لتحقيق هذه الأهداف بين 2025 و2030، نحو 355 مليار دولار سنوياً، في حين أن الاستثمارات المتوقعة لا تتجاوز 77 ملياراً، مما يترك فجوة تمويلية ضخمة تصل إلى 278 مليار دولار، وفق تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، الذي أصدرته في اليوم الثاني من المؤتمر. وفي وقت تواجه الأرض تحديات بيئية تتعلق بتدهور الأراضي والتصحر، إذ أشارت التقارير التي جرى استعراضها، خلال المؤتمر، إلى أن 40 في المائة من أراضي العالم تعرضت للتدهور، مما يؤثر على نصف سكان العالم ويتسبب في عواقب وخيمة على المناخ والتنوع البيولوجي وسُبل العيش.

وفي الوقت نفسه، يفقد العالم أراضيه الخصبة بمعدلات مثيرة للقلق، وزادت حالات الجفاف بنسبة 29 في المائة منذ عام 2000، متأثرة بالتغير المناخي، وسوء إدارة الأراضي، مما أدى إلى معاناة ربع سكان العالم من موجات الجفاف، ومن المتوقع أن يواجه ثلاثة من كل أربعة أشخاص في العالم ندرة كبيرة في المياه بحلول عام 2050، وفقاً لبيانات اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر. وقد ارتفع الجفاف الحاد بنسبة 233 في المائة خلال خمسين عاماً، وفق آخِر تقارير «البنك الدولي».

وفي ظل هذه الظروف، جاء مؤتمر الرياض «كوب 16» لمناقشة أهمية التعاون الدولي والاستجابة الفعّالة لمجابهة هذه التحديات، وليسلّط الضوء على ضرورة استعادة 1.5 مليار هكتار من الأراضي بحلول عام 2030 لتحقيق الاستدامة البيئية.

يُذكر أن «مؤتمر كوب 16» هو الأول من نوعه الذي يُعقَد في منطقة الشرق الأوسط، وأكبر مؤتمر متعدد الأطراف تستضيفه المملكة على الإطلاق. وصادف انعقاده الذكرى الثلاثين لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إحدى المعاهدات البيئية الثلاث الرئيسية المعروفة باسم «اتفاقيات ريو»، إلى جانب تغير المناخ والتنوع البيولوجي.