في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا امتدت الحملة الأمنية الموسعة التي تسميها السلطات حملة التطهير، إلى مؤسسات ومدارس وجمعيات خيرية تتبع حركة الخدمة التي تسميها الحكومة التركية «منظمة فتح الله غولن» أو «الكيان الموازي». وطالت الحملة نحو ألف مدرسة ومؤسسة تعليمية تابعة للحركة، و109 مساكن طلابية، إضافة إلى 1125 جمعية خيرية ووقفا للمساعدات الإنسانية أبرزها جمعية «هل من مغيث» (كيمسا يوكمو) و35 جمعية طبية و19 نقابة مهنية وعمالية.
وامتدت الحملة الأمنية لتشمل وسائل الإعلام، حيث أغلقت السلطات أكثر من 130 مؤسسة منها 45 صحيفة و16 شبكة تلفزيونية و3 وكالات أنباء بينها وكالة أنباء «جيهان» إحدى الوكالات الكبرى في تركيا و23 إذاعة و15 مجلة و29 دار نشر تابعة لحركة فتح الله غولن.
كما تخضع صحيفة «زمان» أبرز صحف غولن لسيطرة الحكومة التركية منذ فرض الوصاية القضائية عليها في مارس (آذار) الماضي، بينما تصدر في طبعات بلغات مختلفة إلى جانب اللغة التركية حول العالم ولها مركز قوي في ألمانيا إلى جانب مراكز أخرى في عدد من العواصم الأوروبية.
وصادرت الحكومة التركية في 2014 أيضا بنك آسيا التابع لحركة الخدمة أو (الكيان الموازي) والذي قام كمؤسسة اقتصادية غير ربوية على مساهمات أعضاء حركة الخدمة وكان يتمتع بمركز اقتصادي قوي وتنتشر فروعه في أنحاء تركيا. وأعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أول من أمس الخميس أن حملة تطهير شركات غولن ستستمر وأنه لن يتم الإبقاء على شيء منها من أجل قطع الدعم لمنظمته لأن كل قرش يذهب إليها يتحول إلى رصاصات تنطلق إلى صدر الشعب التركي. وتقوم تركيا بحملة دبلوماسية في خارج البلاد عبر سفاراتها، تواجه صعوبات جمة لإغلاق مدارس غولن في نحو 160 دولة تنتشر بها هذه المدارس، واستجابت الأردن بإغلاق إحدى المدارس وكذلك باكستان التي أغلقت مدرسة من بين نحو 20 مدرسة موجودة بها وأممت السودان مدارس ومؤسسات غولن الخيرية.
فيما واجهت المطالبات التركية بإغلاق مدارس ومؤسسات غولن الرفض من جانب كل من ألمانيا والولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية فضلا عن قيرغيزستان التي ردت بحدة على الطلب التركي واعتبرته تدخلا في شؤونها الداخلية وصفته بـ«السخيف» وكذلك كازاخستان، ونيجيريا، ورفضت كردستان العراق طلبا للقنصلية التركية في أربيل بإغلاق 20 مدرسة تابعة لحركة الخدمة التي يتزعمها غولن المقيم في ولاية بنسلفانيا الأميركية منذ عام 1999. والذي تطالب تركيا الآن بتسليمه لاتهامه بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة.
وتسعى تركيا منذ تفجر تحقيقات الفساد والرشوة الكبرى التي شهدتها تركيا في ديسمبر (كانون الأول) 2013. وطالت وزراء ومسؤولين في الحكومة التركية التي كان يرأسها إردوغان في ذلك الوقت إلى إغلاق مؤسسات ومدارس غولن ومراكزه التعليمية في الخارج بعد أن أعلن إردوغان أن تحقيقات الفساد كانت محاولة من حركة الخدمة، أو (الكيان الموازي) للإطاحة بحكومته عبر رجال الأمن والقضاة والمدعين العموم الموالين لها، والذين نفذت الحكومة حملة تطهير واسعة ضدهم منذ ذلك الوقت اكتملت بعد محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا في منتصف يوليو (تموز) الماضي.
مؤسسات غولن في الخارج.. صداع لإردوغان
مؤسسات غولن في الخارج.. صداع لإردوغان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة