معلومات عن نقل أسلحة من {حميميم} إلى {الاتحاد الديمقراطي}

المعارضة تضعها ضمن اتفاق أميركي ـ روسي.. والأكراد ينفونها

معلومات عن نقل أسلحة من {حميميم} إلى {الاتحاد الديمقراطي}
TT

معلومات عن نقل أسلحة من {حميميم} إلى {الاتحاد الديمقراطي}

معلومات عن نقل أسلحة من {حميميم} إلى {الاتحاد الديمقراطي}

تضاربت المعلومات المتعلّقة بنقل أسلحة مجهولة المصدر من قاعدة حميميم العسكرية، إلى حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، حيث كشفت وكالة الأنباء الإيطالية «آكي» عن «نقل أسلحة غير معروفة المصدر من مطار حميميم الذي تسيطر عليه روسيا، إلى مناطق سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي، بشكل شبه يومي». وفي وقت لم تستبعد المعارضة السورية المسلحة هذا الأمر، ووضعته في سياق «الاتفاق الأميركي الروسي لدعم حزب الـ(pyd) ليكون محور العمل المسلح الموازي لنظام بشار الأسد»، نفى مسؤول كردي هذه المعلومات جملة وتفصيلاً، واصفًا إياها بأنها «اتهامات سياسية موجهة من أطراف إقليمية وداخلية، لا مصلحة لها بالحل السياسي في سوريا».
ونقلت الوكالة الإيطالية عن مصادر عسكرية في قوات النظام السوري، تأكيدها أن «شحنات الأسلحة تُنقل بشكل شبه يومي من قاعدة حميميم إلى مناطق حزب الاتحاد الديمقراطي، لكنها لا ترتقي لكثافة الجسر الجوي»، وأضافت: «تصل شحنات أسلحة من طرف ثالث إلى مرفأ على الساحل السوري، وتُنقل إلى مطار حميميم بإشراف روسي، ثم تُنقل بطائرات مروحية إلى مناطق سيطرة الحزب الكردي، ولا نملك تأكيدات على أنها تصل إلى وحدات حماية الشعب أو قوات سوريا الديمقراطية، أم تبقى بحوزة الحزب الذي يسيطر عمليًا عليها». وتابعت المصادر: «لدينا تأكيدات من داخل المطار على أن هذه المستوعبات المنقولة تحوي أسلحة وذخائر، لكن في نفس الوقت لدينا تأكيدات أن مصدرها ليس روسيًا، ولا إمكانية لمعرفة المصدر إن كان أميركيًا أم غير ذلك».
مستشار القيادة العامة في قوات سوريا الديمقراطية، ناصر حاج منصور، نفى هذه المعلومات، معتبرًا أنها «تنطوي على كمّ من الكذب والعداء للأكراد». وقال في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «إن قوات سوريا الديمقراطية تعلن على الملأ أنها تتعاون مع التحالف الدولي لمحاربة (داعش) في سوريا، كما أن وحدات حماية الشعب (الكردي) تقول يوميًا إنه ليس هناك أي تعاون أو تنسيق بيننا وبين الروس والنظام»، معتبرًا أنه «لا يعقل لقوة أن تحترم نفسها وتتحالف مع التحالف الدولي ومع الأميركان والروس والنظام في وقت واحد». وسأل حاج منصور: «هل هناك قوة في العالم تستطيع أن ترضي الأميركان والروس معًا؟»، واضعًا هذه المعلومات في سياق «الاتهامات السياسية الموجهة من أطراف إقليمية وداخلية معينة، ليس لها مصلحة بحل سياسي في سوريا».
ويحظى حزب الاتحاد الديمقراطي بدعم الولايات المتحدة الأميركية والتحالف الدولي، وتقاتل «قوات سوريا الديمقراطية» التابعة للحزب، كلاً من تنظيم داعش وفصائل المعارضة السورية المسلحة على حد سواء.
عضو المجلس العسكري في الجيش السوري الحر، أبو أحمد العاصمي، أوضح أن «لا إثباتات ملموسة لدى الجيش الحر، لكن هذه العملية إن صحّت فهي بالتأكيد تجري ضمن اتفاق روسي أميركي على رعاية الحرب في سوريا». وأكد في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «هناك مشاهدات ومراقبة حثيثة، منذ بدأ النظام يتقدم في الكاستيلو، عن تكثيف الأكراد هجماتهم إلى جانب النظام ضد الثوار».
وقال العاصمي: «الوقائع تثبت يوميًا أن الأكراد هم مجرد أذرع للروس وللأميركيين، وهذا دليل رضا الطرفين عنهم، ما يؤكد وجود اتفاق روسي أميركي على إدارة الحرب في سوريا»، معتبرًا أن «أي اتفاق على نقل سلاح من حميميم إلى الأكراد، قد يكون حقيقيًا»، كاشفًا عن «وجود معلومات عن تجميع لعناصر بعض العشائر في شمال الرقة، وتحديدًا في مطار القامشلي بإشراف أميركي، تحضيرًا لمعركة الرقة»، معتبرًا أن «مثل هذه المسألة لا تكون بقرار روسي منفرد، بل بقرار روسي أميركي مشترك».
مصدر قيادي آخر في المعارضة السورية، أشار في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «الروس والأميركيين متفقون على دعم قوات سوريا الديمقراطية، وحزب الاتحاد الديمقراطي». وقال: «العنوان العريض لهذا الدعم المزدوج، هو محاربة (داعش)، لكن الحقيقة هي أن هناك تنسيقًا غير خفي بين (الاتحاد الديمقراطي) ونظام بشار الأسد، والدليل مهاجمة قوات الـ(pyd) فصائل المعارضة في أكثر من منطقة في محيط حلب، ما سهّل على النظام دخول منطقة السكن الشبابي وحي بني زيد».
المصدر السوري المعارض، اعتبر أن «التسليح والدعم اللا محدود من قبل الروس والأميركان للحزب الديمقراطي الكردي، دليل رغبتهما في أن يكون هذا الحزب محور العمل المسلح الموازي لنظام بشار الأسد».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.