اتهمت إسرائيل منظمة المشاريع الخيرية الأميركية «وورلد فيجن»، بالمساهمة في تمويل الجناح العسكري لحركة حماس في قطاع غزة. وكشفت أن جهاز الأمن العام فيها (الشاباك)، بمساعدة الجيش الإسرائيلي والشرطة، اعتقلوا مدير المنظمة الفلسطيني في القطاع، محمد حلبي (38 عاما)، فأدلى باعترافات تدينه بالتهمة.
وقال الناطق بلسان ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية، أوفير جندلمان، في بيان رسمي له، أمس، إن حلبي اعتقل في يوم 15 يونيو (حزيران) 2016 عندما كان عائدا إلى غزة عبر حاجز «إيرز» (بيت حانون)، واعترف خلال التحقيق معه أنه عمل بالفعل لصالح الجناح العسكري لحركة حماس واستغل أموال منظمة «وورلد فيجن» ومواردها لصالح ولمصلحة حماس.
وقال البيان، إن حلبي، الذي يسكن في قرية جباليا في قطاع غزة، اعترف بأنه كان عضوا فاعلا في الجناح العسكري لحركة حماس، وأنه التحق في صفوفها وهو لا يزال شابا. وأنه تلقى تدريبات تنظيمية وعسكرية في أوائل عام 2000. بل اعترف بأن حماس هي التي دسته في صفوف المنظمة الأميركية في عام 2005. وذلك باستغلال حقيقة أن والده كان يعمل في منظمة تابعة للأمم المتحدة وفي برنامج التطوير التابع للأمم المتحدة (UNDP). وقد ساعد حلبي حماس وقتها من خلال تشغيل «مزارعين» في المناطق المتاخمة للحدود الإسرائيلية، لمراقبة قوات الجيش الإسرائيلي لصالح حماس. وارتقى حلبي في الهيكل التنظيمي لمنظمة «وورلد فيجن» حتى تم تعيينه مديرا لفرعها في قطاع غزة، وفي إطار عمله كانت له سيطرة كاملة على ميزانية المنظمة ومواردها وطرود المساعدات الإنسانية التي توزعها، حيث يقدم حجم تلك الأموال بعشرات الملايين من الدولارات.
وحسب البيان الإسرائيلي، كشف حلبي في أثناء التحقيق معه، تفاصيل حول وجود آلية ممنهجة لتحويل الأموال إلى حماس، وأنه بهذه الآلية حرص على تحويل نحو 60 في المائة من ميزانية «وورلد فيجن» السنوية لها. ومن أجل القيام بذلك، بادر حلبي إلى تنفيذ مشاريع إنسانية وأقام جمعيات زراعية وهمية، كانت عبارة عن غطاء لتحويل الأموال إلى حماس ومحفز لزيادة المبالغ المالية التي حولت إلى فرع «وورلد فيجن» في قطاع غزة. ومن ضمن المشاريع والجمعيات التي أقامها حلبي، كان مشروع إقامة دفيئات للمزارعين، ومشروع ترميم الأراضي الزراعية، ومشروع تقديم المساعدة النفسية والصحية لسكان قطاع غزة، ومشروع دعم للصيادين، ومشروع دعم للمكفوفين وجمعيات للمزارعين.. إلخ. وشكلت جميع تلك المشاريع والجمعيات غطاء لتحويل أموال إلى حماس، حسب الاتهام.
ومن الطرق التي استخدمها، تسجيل كاذب لعناصر حماس باعتبارهم موظفي المنظمة، وإصدار فواتير مزورة، حيث تم تحويل تلك الأموال نقدا إلى حماس. كما تم تحويل شيكات أصدرتها المنظمة الخيرية إلى عناصر حماس. كما أنه جند شركات فلسطينية رست عليها مناقصات المشاريع، مع اتفاق مسبق أن تحول 60 في المائة من قيمة المشروع إلى حماس.
وقال حلبي في التحقيق، حسب البيان الإسرائيلي، إن الأموال التي قام بتحويلها إلى حماس كانت مخصصة إلى حد كبير إلى تعزيز الجناح العسكري لحركة حماس، بما في ذلك حفر الأنفاق وإنشاء مواقع عسكرية، وعلى شراء الأسلحة، وأنه استخدم بعض الأموال لدفع رواتب عناصر حماس، وفي بعض الحالات استولى قادة كبار في الجناح العسكري للحركة على مبالغ مالية كبيرة لأغراضهم الشخصية. كما حول حلبي بشكل ممنهج إلى حماس معدات زراعية كانت مخصصة لمنظمة «وورلد فيجن». وشملت تلك المعدات الحديد وآليات الحفر والمواسير ومواد البناء التي تم استخدامها في إنشاء مواقع حماس وفي حفر أنفاقها. كما استخدم مشاريع إنسانية لتحويل الأموال إلى حماس، مثل مشروع إنشاء الدافئات الزراعية الذي بادر إليه، فاستخدمه لإخفاء مواقع حفر الأنفاق، ومشروع تقديم دعم للصيادين مكنه من تزويد حماس بزوارق وبدلات غوص لوحدة الكوماندوز البحرية التابعة لحماس.
وقال حلبي إن المعونات الإنسانية التي أرسلت إلى سكان قطاع غزة أعطيت بشكل شبه حصري إلى عناصر حماس وعائلاتهم، حيث سكان قطاع غزة الذين لا ينتمون إلى حماس لم يتلقوا أي معونات رغم أوضاعهم الصعبة، وذلك خلافا لإجراءات المنظمات الإنسانية التي تعمل في قطاع غزة. وزود حلبي بواسطة منظمة «وورلد فيجن» عناصر الجناح العسكري لحركة حماس وذويهم شهريا بآلاف طرود الطعام والمعدات الطبية.
وقال بيان الحكومة الإسرائيلية، إنه برزت خلال التحقيق معلومات كثيرة حول أشخاص آخرين في قطاع غزة استغلوا عملهم في منظمات إنسانية ومؤسسات تابعة للأمم المتحدة، من أجل العمل لصالح حماس. وكشف حلبي أن مؤسسات الأمم المتحدة في قطاع غزة تخضع لسيطرة حماس.
يذكر أن منظمة «وورلد فيجن» هي منظمة أميركية غير حكومية، تعتبر من كبرى المنظمات الخيرية في العالم، وأغلبية الدعم المالي لها يأتي من الدول الغربية والأمم المتحدة.
إسرائيل تتهم أحد أكبر المشروعات الخيرية الأميركية بتمويل نشاطات حماس في غزة
تعتقل مدير «وورلد فيجن» وتنشر اعترافاته بتحويل 60 % من ميزانية جناحها العسكري
إسرائيل تتهم أحد أكبر المشروعات الخيرية الأميركية بتمويل نشاطات حماس في غزة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة