الجزائر: زعيم جماعة مسلحة سابقًا يعلن دعمه لإردوغان ضد الانقلابيين

اقترح مدني مزراق، زعيم «الجيش الإسلامي للإنقاذ» المحل بالجزائر، على الرئيس التركي طيب رجب إردوغان إطلاق «هيئة وطنية لإنقاذ تركيا»، يكون فيها أعضاء أهالي الأشخاص الذين يقفون وراء محاولة الانقلاب الفاشلة التي جرت الشهر الماضي.
ونشر مزراق، أمس، رسالة رفعها إلى إردوغان وسلَّمها إلى سفارة تركيا بالجزائر، أن «أبناء الجبهة الإسلامية للإنقاذ سابقا، ورجال الجيش الإسلامي للإنقاذ لاحقا، وفرسان جبهة الجزائر للمصالحة والإنقاذ حاليا، يعلنون تضامنهم الكامل اللامحدود، ودعمهم الشامل اللامشروط، لدولة تركيا رئيسا وحكومة وشعبا ضد كل المحاولات التآمرية اليائسة من أي طرف كان داخليا وخارجيا».
وذكر الزعيم المسلح سابقا أن «موقفنا هذا يأتي منسجما مع موقف دولتنا في الجزائر، الذي عبر عنه السيد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، في بيان رسمي ندد فيه بالانقلاب الغادر، ووقف إلى جانب دولة الحق والقانون في تركيا، وأعلن دعمه الكامل للمؤسسات الشرعية فيها. كما يأتي مؤيدا ومؤازرا للمساعي الحميدة التي باشرها المنتدى العالمي للوسطية، الذي يحاول جاهدا مساعدة الحركة الإسلامية في تركيا، بشقيها السياسي والخدمي، حتى تخرج من هذه المحنة، سالمة منتصرة وبأخف الأضرار».
ولأول مرَة يبدي مزراق انسجاما مع مواقف السلطات الجزائرية، التي جمعته بها خصومة حادة؛ بسبب منع نشطاء «الإنقاذ» من العودة إلى السياسة، بموجب «قانون المصالحة» الذي صدر في 2006، ويقول مزراق إن «مفاوضات الهدنة» مع جيش الدولة التي تمت في 1997، تتضمن تعهدا من المخابرات بإتاحة الفرصة لعناصر «الإنقاذ» بالنشاط السياسي، إذا تخلوا عن السلاح.
وقال مزراق في رسالته: «نحن إذ نعبر عن هذه العواطف الصادقة، والمواقف التي لا نرجو من وراءها إلا نصرة الحق والدفاع عن القضايا العادلة.. فإننا ندعو القائمين على شؤون الدولة في تركيا، وخاصة السيد الرئيس الذي عرفناه مسلما ملتزما داعيا، قبل أن يعرفه الناس رئيسا حاكما قاضيا. أن يتمسك بهدي الرسل والأنبياء وأخلاق الصالحين والأولياء، وأن يجمع بين الحزم واللين، والقوة والرفق والعقوبة والعفو.. ويبقى رئيسا لكل الأتراك، ومن الأتراك خصومه وأعداؤه ومخالفوه لا يفرق بينهم في تطبيق الحق والقانون، ليعطي بذلك درسا في الحكم والسياسة والعدل للعدو والصديق، القريب والبعيد، القوي والضعيف».
وأضاف أنه «إذا كان من حق الرئيس وأعوانه اتخاذ الإجراءات اللازمة لقطع دابر الانقلابيين، ومحو أثرهم وقبر مشروعهم.. كذلك فإن من واجبه أيضا، أن يعمل جاهدا على حماية تركيا من الأخطار التي تفرزها تداعيات الانقلاب.. ولن يكون ذلك إلا بإنشاء هيئة وطنية لحماية وإنقاذ تركيا.. تجتمع فيها كل الأطراف السياسية والاجتماعية على اختلاف مشاربهم وانتماءاتهم، ومعهم لجنة شرعية منتخبة، من أهالي الانقلابيين ومن آزرهم ليكونوا جميعا شركاء وشهودا.. في قرارات العدالة العقابية الرادعة، وفي قرارات العفو الرئاسية المانعة. هذه تردع التمرد والعصيان، وتلك تمنع الظلم والطغيان وتصفية الحسابات.. ولأن يخطئ القاضي في العفو أفضل له من أن يخطئ في العقوبة».
وفي الغالب تنزعج السلطات الجزائرية من أي مبادرة تأتي من مزراق، خصوصا إذا كانت موجهة إلى بلد أجنبي. يشار إلى أن مزراق تسبب في إغلاق فضائية العام الماضي تسمى «الوطن»، على إثر استضافته ببرنامج تعرض فيه للرئيس بوتفليقة بكلام فيه تهديد، بحسب الحكومة.
وتابع مزراق في رسالته: «أنت مسلم سيدي الرئيس، والمسلم من سلم الناس من لسانه ويده، الناس كافة ما بالك بالمسلمين المؤمنين ورجال الدعوة العاملين، ورفقاء الدرب المناضلين، الذين كنتم وإياهم تناضلون وحتى الأمس القريب، معا وجنبا إلى جنب.. سهرتم الليالي الطوال، وتحملتم الأعباء الثقال، وقدمتم النفس والنفيس، وبذلتم الغالي والرخيص، من أجل أن تصبح تركيا على ما هي عليه الآن، ولتكون أفضل وأحسن في القادم من الأعوام إن شاء الله، وما ذلك على الله بعزيز».