6 جرحى في هجوم على سياح غربيين في أفغانستان

الغموض يحيط بتحطم مروحية في إقليم لوجار

جنود أفغان يفحصون السيارة التي كان يستقلها سياح أجانب عقب إصابتها بصاروخ (إ.ب.أ)
جنود أفغان يفحصون السيارة التي كان يستقلها سياح أجانب عقب إصابتها بصاروخ (إ.ب.أ)
TT

6 جرحى في هجوم على سياح غربيين في أفغانستان

جنود أفغان يفحصون السيارة التي كان يستقلها سياح أجانب عقب إصابتها بصاروخ (إ.ب.أ)
جنود أفغان يفحصون السيارة التي كان يستقلها سياح أجانب عقب إصابتها بصاروخ (إ.ب.أ)

أصيب ستة سياح أوروبيين وأميركيين بجروح أمس جراء تعرض موكبهم لإطلاق صاروخ في غرب أفغانستان بين مدينتي باميان وهيرات التاريخيتين وقال مسؤول في هيرات عاصمة الولاية التي تحمل الاسم نفسه قرب الحدود الإيرانية بأن المصابين هم من بين مجموعة تضم اثني عشر شخصا هم ثمانية بريطانيين وثلاثة أميركيين وألماني. وحملت المصادر الرسمية التي اتصلت بها وكالة الصحافة الفرنسية، طالبان مسؤولية نصب هذا الكمين على طريق جبلي. وقال الناطق باسم الجيش نجيب الله نجيبي بأن «سياحا أجانب وسائقهم جرحوا في كمين نصبه مقاتلون من طالبان» على طريق بين ولايتي باميان وهيرات. وأوضح أن «سيارتهم تعرضت لهجوم صاروخي مباشر من طالبان، وأن السياح استطاعوا الخروج (منها) وأصيبوا بجروح طفيفة. وهم الآن في طريقهم إلى هيرات». من جهته أشار المتحدث باسم حاكم هيرات فرهاد جيلاني، إلى أن السياح كانوا مسافرين في موكب تحت حماية الجيش الأفغاني الذي رد بإطلاق النار، مؤكدا أن «الكثير من (عناصر) طالبان قتلوا». ولم تتبن حركة طالبان حتى الآن هذا الهجوم وقد وقع الهجوم في إقليم جشت الشريف في ولاية غور الجبلية المعزولة (وسط)، في منتصف الطريق بين ولايتي باميان وهيرات الغنيتين بالآثار واللتين تعتبران هادئتين نسبيا في البلاد. من جهته، قال نجيب الله نجيبي، المتحدث باسم الجيش في هيرات إن «طالبان هاجمت مجموعة السائحين بينما كانوا مسافرين في ششت الشريف». وأوضح «عندما تمت مهاجمتهم، (قفزوا) من السيارة وجرحوا أنفسهم باصطدامهم بالصخور. ولم يتعرض أي منهم لإطلاق نار». وبعد الهجوم، رافق الجيش السائحين إلى هيرات في قافلة عسكرية. من ناحية أخرى، قال جيلاني فرهاد، المتحدث باسم حاكم هيرات إن «صحة السائحين المصابين لا تدعو للقلق. فقد تعرضوا لإصابات طفيفة فقط». مع ذلك تشهد مناطق عدة في غور اضطرابات وتستهدف من قبل طالبان ويعتبر السفر برا خطيرا للغاية في أفغانستان، حيث تتزايد هجمات المسلحين الإسلاميين خصوصا في شمال البلاد وجنوبها، وشرقها أيضا حيث تدور معارك عنيفة. ففي مطلع يونيو (حزيران) قتل الصحافي الأميركي ديفيد جليكي من الإذاعة العامة «إن بي آر سير» مع زميله المترجم الأفغاني ذبيح الله تمنى، بينما كانا مسافرين ضمن موكب عسكري في ولاية هلمند المضطربة بجنوب أفغانستان.
كذلك تتعرض حافلات محلية بانتظام لمكامن على الطرقات. وبالنسبة للأجانب فإن خطر التعرض للاختطاف مرتفع أيضا. وقد رفعت الولايات المتحدة مستوى تحذيرها في مايو (أيار) معتبرة أن خطر الاختطاف «مرتفع جدا» بعد أن نجا أحد رعاياها بصعوبة من عملية خطف في وسط كابل. إلى ذلك يتعرض موظفو الوكالات الإنسانية الأقل حماية من الدبلوماسيين أو العسكريين الأجانب، بشكل خاص لعملية الخطف التي يمكن أن تكون إجرامية أو سياسية. وقد خطفت امرأة هندية في الأربعين من العمر تعمل لمؤسسة آغا خان في التاسع من يونيو في كابل قبل أن يفرج عنها في 23 يوليو (تموز) بعد ستة أسابيع من اختطافها. إلى ذلك تحطمت مروحية في إقليم لوجار الواقع في جنوب شرقي أفغانستان، في الوقت الذي لم يتمكن فيه المسؤولون من الاتفاق على الجهة التي تتبع لها المروحية. وزعمت مصادر قريبة من حركة طالبان على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أن مروحية تابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، سقطت في منطقة أزرا فيما قالت بعثة الدعم التابعة للناتو على صفحتها على «تويتر» إنه لا يبدو أن المروحية تابعة للناتو. ويزعم مسؤولون محليون وآخرون تابعون للحكومة في الإقليم أن المروحية، التي تحطمت في منطقة مسجد الصفد في مقاطعة أزرا، تابعة لباكستان. وقال سليم صالح، المتحدث باسم حاكم لوجار، إن المروحية تحطمت في منطقة خاضعة لسيطرة حركة طالبان، وقد احتجزت الحركة الأفراد الستة الناجين من الحادث. وأوضح صالح أن الأفراد، الذين كانوا على متن المروحية، يحملون الجنسية الباكستانية. غير أن مصادر أمنية باكستانية قالت: إنه لم تتوجه أي مروحية باكستانية إلى أفغانستان أمس. ولم يصدر بعد مسلحو طالبان أي بيان بهذا الشأن.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».