بدء المرحلة 4 من «معركة حلب».. وأسوأ أسبوع على المستشفيات منذ 5 سنوات

مصادر من الداخل ترجح فك الحصار عن المدينة خلال ساعات

بدء المرحلة 4 من «معركة حلب».. وأسوأ أسبوع على المستشفيات منذ 5 سنوات
TT

بدء المرحلة 4 من «معركة حلب».. وأسوأ أسبوع على المستشفيات منذ 5 سنوات

بدء المرحلة 4 من «معركة حلب».. وأسوأ أسبوع على المستشفيات منذ 5 سنوات

أطلقت المعارضة السورية يوم أمس ما قالت إنها «المرحلة الرابعة» من معركة حلب، فيما أعلنت الأمم المتحدة عن جهود دبلوماسية مكثفة تبذل بهدف التوصل إلى اتفاق بشأن هدنة إنسانية في المدينة، آملة في التوصل إلى اتفاق حول خطة إنسانية شاملة خلال الأيام القليلة المقبلة، في الوقت الذي قالت فيه «أطباء من أجل حقوق الإنسان» ومقرها الولايات المتحدة، إنه كان أسوأ أسبوع من الهجمات على المنشآت الطبية في منطقة حلب، منذ بداية الصراع السوري قبل 5 سنوات.
وتوقّع مصدر عسكري من داخل حلب، أن يتم كسر الحصار عن حلب خلال ساعات قليلة، إما من الجهة الجنوبية الغربية عبر منطقة الراموسة، أو من الجهة الشرقية عبر منطقة «الشيخ سعيد»، مشيرًا، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن مدينة حلب تشهد معارك عنيفة، وهناك قرار بالتعتيم الإعلامي على كل ما يحصل لسلامة سير المعركة. وأشار المصدر إلى أنه بعد ساعات على إطلاق المرحلة الرابعة من المعركة، تمكنت الفصائل من تحرير قرية العامرية وتلة المحروقات. وفي الصباح كان «فيلق الشام» قد أعلن «أن المرحلة الرابعة تهدف إلى استعادة السيطرة على نقاط الجمعيات والعامرية وتلة المحروقات جنوب المدينة، تمهيدًا لمحاصرة كلية المدفعية بشكل كامل»، ليعود بعد الظهر ويؤكد السيطرة على الأولى والثانية، وأن التقدم مستمر نحو تلة المحروقات.
وذكر «مكتب أخبار سوريا» أن جيش الفتح استعاد السيطرة على قرية العامرية وتلتي الجمعيات والمحروقات جنوب مدينة حلب، بعد اشتباكات مع قوات النظام، واستولى على أسلحة خفيفة، وذلك ضمن مرحلة جديدة أطلقها لفك الحصار عن الأحياء الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة بالمدينة، باسم «غزوة إبراهيم اليوسف».
وأوضح المصدر أن الهدف من ترقيم مراحل المعركة هو كثرة الجبهات في المدينة التي تصل إلى 20 جبهة، مضيفًا: «وبذلك نكون واثقين في تقويمنا لطبيعة سير المعركة»، فيما أكد أن المعارضة حريصة على سلامة المدنيين القاطنين في المناطق التي يتم تحريرها، وهو ما تم في منطقة مشروع الـ1070 شقة.
من جهتها، أفادت «شبكة شام» المعارضة، بحدوث اشتباكات عنيفة جدًا بين المعارضة وقوات النظام، مع استمرار معركة فك الحصار عن المدينة، حيث تجري معارك عنيفة على جبهات العامرية والراموسة، في محاولة من المعارضة للسيطرة على المنطقة، بينما حاولت قوات النظام التقدم والتسلل إلى منطقة مشروع الـ1070 شقة المحررة، وتصدى لهم «جيش الفتح» موقعًا قتلى في صفوفهم. وأشارت الشبكة إلى شن الطيران الروسي والمروحيات غارات جوية على الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة، ترافق مع قصف مدفعي عنيف.
ويعيش أهالي حلب الذين يبلغ عددهم نحو 350 ألف شخص، في حصار كامل منذ نحو شهر، ويقول ناشط من المدينة لـ«الشرق الأوسط»: «منذ بدء المعارضة معركتها على حلب والقصف المدفعي وراجمات الصواريخ لا تفارق أجواء المنطقة»، مؤكدا أن كل الممرات الإنسانية التي تم الحديث عنها هي كذب، ولم تسجّل أي حالة خروج من الأهالي، كما أن «كل المعابر التي أعلنوا عنها مرصودة بالقناصين، ولا يمكن لأي شخص التجرؤ والمرور عليها». وأضاف: «لكن التقدم الذي تحرزه المعارضة بدأ يعطي الأمل لأهالي المدينة المحاصرين في إمكانية فتح الطريق وفك الحصار خلال وقت قريب».
ويوم أمس، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان، إلى ارتفاع عدد القتلى الذين سقطوا خلال 24 ساعة إلى 16 على الأقل، بينهم 4 أطفال، جراء قصف جوي استهدف أحياء المشهد والسكري وبستان القصر والصالحين، ومناطق أخرى في أحياء حلب الشرقية التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة بمدينة حلب، كما أسفر القصف عن سقوط عدد كبير من الجرحى، بعضهم لا يزال بحالات خطرة.
بدورها قالت «شبكة شام»، إن مدينة حلب وبعض القرى بريفها، عاشت يوم أول من أمس يومًا داميًا، إذ سقط فيه عشرات القتلى والجرحى نتيجة القصف المدفعي والصاروخي العنيف.
وأشارت إلى أن الدفاع المدني أعلن عن وصول عدد القتلى إلى 35 شخصًا، موضحة: «في مدينة حلب، وتحديدًا في حي السكري، ارتكبت طائرات النظام مجزرة بحق المدنيين راح ضحيتها 10 قتلى، فضلا عن سقوط كثير من الجرحى، حيث ألقت برميلاً متفجرًا على المنازل السكنية، وقامت فرق الدفاع المدني بانتشال جثامين القتلى وإسعاف الجرحى».
كما تعرض حي «الأنصاري» لغارة جوية خلفت 4 قتلى و3 جرحى، فيما قصفت الطائرات بلدة «كفر حمرة» الواقعة في ريف حلب الشمالي، ما تسبب في مقتل شخصين، كما سقط قتيلان نتيجة القصف العشوائي على حي صلاح الدين. كما تعرض حي المشهد لقصف جوي ومدفعي، ما أدى لمقتل 8 أشخاص في الحي، مشيرة إلى أن فرق الدفاع المدني لا تزال تحاول انتشال العالقين من تحت الركام.
في السياق، قالت جماعة «أطباء من أجل حقوق الإنسان» ومقرها الولايات المتحدة، إنه كان أسوأ أسبوع من الهجمات على المنشآت الطبية في منطقة حلب منذ بداية الصراع السوري، قبل 5 سنوات. وأضافت الجماعة، ومقرها نيويورك، أن المنشآت الطبية استُهدفت في الفترة من 23 إلى 31 يوليو (تموز). وكانت حلب المدينة والمحافظة بين أكثر المناطق تضررًا من احتدام أعمال العنف، في حين أخفقت جهود السلام في وقت سابق هذا العام، وانهار وقف هش لإطلاق النار.
وقالت ويدني براون، مديرة برامج جماعة «أطباء من أجل حقوق الإنسان»، في بيان نقلته «رويترز»: «منذ يونيو (حزيران) شهدنا تقارير متزايدة عن هجمات على المدنيين في حلب، وضربات على البنية التحتية الطبية المتبقية في المنطقة». وأضافت: «كل هجوم من هذه الهجمات يمثل جريمة حرب». وقالت جماعة «أطباء من أجل حقوق الإنسان» إنها قامت بتوثيق أكثر من 370 هجومًا على 265 منشأة طبية خلال الحرب، ومقتل 750 من العاملين في القطاع الطبي.



سكان العراق أكثر من 45 مليون نسمة... نصفهم من النساء وثلثهم تحت 15 عاماً

عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
TT

سكان العراق أكثر من 45 مليون نسمة... نصفهم من النساء وثلثهم تحت 15 عاماً

عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)

يزيد عدد سكان العراق على 45 مليون نسمة، نحو نصفهم من النساء، وثلثهم تقل أعمارهم عن 15 عاماً، وفق ما أعلن رئيس الحكومة، محمد شياع السوداني، اليوم (الاثنين)، حسب الأرقام غير النهائية لتعداد شامل هو الأول منذ عقود.

وأجرى العراق الأسبوع الماضي تعداداً شاملاً للسكان والمساكن على كامل أراضيه لأول مرة منذ 1987، بعدما حالت دون ذلك حروب وخلافات سياسية شهدها البلد متعدد العرقيات والطوائف.

وقال السوداني، في مؤتمر صحافي: «بلغ عدد سكان العراق 45 مليوناً و407 آلاف و895 نسمة؛ من ضمنهم الأجانب واللاجئون».

ونوّه بأن «الأسر التي ترأسها النساء تشكّل 11.33 في المائة» بالبلد المحافظ، حيث بلغ «عدد الإناث 22 مليوناً و623 ألفاً و833 بنسبة 49.8 في المائة» وفق النتائج الأولية للتعداد.

ووفق تعداد عام 1987، كان عدد سكان العراق يناهز 18 مليون نسمة.

وشمل تعداد السنة الحالية المحافظات العراقية الـ18، بعدما استثنى تعداد أُجري في 1997، المحافظات الثلاث التي تشكل إقليم كردستان المتمتع بحكم ذاتي منذ 1991.

وأعلن الإقليم من جهته الاثنين أن عدد سكانه تخطى 6.3 مليون نسمة؛ من بينهم الأجانب، طبقاً للنتائج الأولية، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأرجئ التعداد السكاني مرات عدة بسبب خلافات سياسية في العراق الذي شهد نزاعات وحروباً؛ بينها حرب ما بعد الغزو الأميركي في 2003، وسيطرة تنظيم «داعش» في 2014 على أجزاء واسعة منه.

ولفت السوداني إلى أن نسبة السكان «في سنّ العمل» الذين تتراوح أعمارهم بين «15 و64 سنة بلغت 60.2 في المائة»، مؤكداً «دخول العراق مرحلة الهبّة الديموغرافية».

وأشار إلى أن نسبة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 عاماً تبلغ 36.1 في المائة، فيما يبلغ «متوسط حجم الأسرة في العراق 5.3 فرد».

وأكّد السوداني أن «هذه النتائج أولية، وسوف تكون هناك نتائج نهائية بعد إكمال باقي عمليات» التعداد والإحصاء النوعي لخصائص السكان.

وأظهرت نتائج التعداد أن معدّل النمو السنوي السكاني يبلغ حالياً 2.3 في المائة؛ وذلك «نتيجة لتغيّر أنماط الخصوبة في العراق»، وفق ما قال مستشار صندوق الأمم المتحدة للسكان في العراق، مهدي العلاق، خلال المؤتمر الصحافي.