مجموعة «قبلاط» خططت للاستيلاء على الحكم بعد استقالة حكومة النهضة

تعيين مدير عام للأمن العمومي في تونس

مجموعة «قبلاط» خططت للاستيلاء على الحكم  بعد استقالة حكومة النهضة
TT

مجموعة «قبلاط» خططت للاستيلاء على الحكم بعد استقالة حكومة النهضة

مجموعة «قبلاط» خططت للاستيلاء على الحكم  بعد استقالة حكومة النهضة

أفادت التحقيقات الأولية التي أجرتها وزارة الداخلية مع أحد العناصر الإرهابية التي استسلمت لقوات الأمن في منطقة قبلاط (شمال غربي تونس)، بأن المجموعة المسلحة التي قتلت عنصرين من عناصر الحرس في مواجهات العاشر من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، لم تكن تهدف إلى قتل أو ترهيب التونسيين، بل كانت بصدد تهيئة نفسها للتدخل والاستيلاء على الحكم في تونس متى قدمت الحكومة التي تقودها حركة النهضة استقالتها بصفة رسمية.
وتشكلت المجموعة المسلحة من نحو 15 عنصرا، وكانت تتوفر على نحو طنين من الأسلحة والمعدات، وقضت قوات الأمن على تسعة عناصر وعثرت على أربع جثث متفحمة بعد ثلاثة أيام من المواجهات المسلحة.
وتنتظر عائلات المجموعة المسلحة تسلم جثث القتلى التسعة لدفنهم، ومعظمهم ينحدرون من تونس الكبرى (أربع محافظات)، إلا أن عملية تسليم الجثث تأخرت بسبب عملية التحليل الجيني للجثث للتأكد النهائي من هويات القتلى.
وذكرت مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط» أن التونسي لطفي الزين المتهم الرئيس في جريمتي اغتيال شكري بلعيد ومحمد البراهمي يوجد من بين القتلى التسعة الذين أعلنت عنهم وزارة الداخلية التونسية.
وقتل الزين، الذي يعد من بين أخطر العناصر الإرهابية، في مواجهات مباشرة مع قوات الحرس والجيش، وتعرض لأكثر من إصابة بالرصاص على مستوى الصدر والرجل والكتف. ويعد الزين العقل المدبر لعمليتي الاغتيال السياسي في تونس، وكان يعمل عونا فنيا في مؤسسة الإذاعة والتلفزيون التونسية قبل أن ينضم إلى المجموعات السلفية الجهادية.
وأشارت المصادر ذاتها إلى أن بعض الشبان المنتمين للمجموعة الإرهابية في قبلاط يملكون كفاءات علمية عالية في الكيمياء والبيولوجيا، وهو ما يمكنهم من صناعة القنابل التقليدية باستعمال مادة «الأمونيتر». وقبل يوم واحد من انطلاق أولى جلسات الحوار بين الحكومة والمعارضة، أعلنت وزارة الداخلية التونسية عن تعيين عبد الستار السالمي، مديرا عاما جديدا للأمن العمومي خلفا لمصطفى بن عمر، الذي أقيل من المنصب نفسه قبل أيام.
وقال لطفي الحيدوري، أحد المتحدثين باسم وزارة الداخلية، إن لطفي بن جدو وزير الداخلية التونسية درس خلال الفترة الماضية مجموعة من الملفات المهنية قبل أن يعين السالمي على رأس أحد أهم الهياكل في الإدارة العامة للأمن الوطني. وأضاف الحيدوري أن السالمي شغل عدة مناصب أمنية في السابق ضمنها مدير الأمن الإقليمي في محافظتي نابل وبن عروس قبل أن يكلف الأمن في محافظة أريانة التي كانت مسرحا لجريمة اغتيال البراهمي، القيادي في التيار القومي في الخامس والعشرين من يوليو (تموز) الماضي.
وكان عماد الغضباني المدير العام لوحدات التدخل قد تولى منصب المدير العام للأمن العمومي بالنيابة خلال الفترة الماضية قبل أن يعين السالمي بصفة رسمية. ويعرف عن السالمي الكفاءة والنزاهة والحياد.
وتولى السالمي منصب مدير إقليم أريانة القريب من العاصمة التونسية خلفا لمحمد اللجمي بعد فترة قليلة من اغتيال البراهمي. وكانت وزارة الداخلية قد وجهت تهمة الوقوف وراء الجريمة إلى عناصر من تنظيم «أنصار الشريعة» السلفي الجهادي الذي يقوده «أبو عياض»، إلا أن وثائق سربت من وزارة الداخلية نفسها وجهت تهم تعذر منع جريمة اغتيال البراهمي لقيادات أمنية، وذلك إثر غضها الطرف عن تحذير استخباراتي ورد عليها يوم 11 يوليو، أي قبل 14 يوما من حصول الجريمة.
وكان القضاء التونسي قد استمع أول من أمس إلى أقوال مصطفى بن عمر المدير العام السابق للأمن العمومي حول ما يعرف بقضية «تسريب الوثائق» المتعلقة باغتيال البراهمي. ويواجه بن عمر تهمة التخاذل في اتخاذ الاحتياطات الأمنية لمنع الاغتيال.



أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
TT

أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)

قدَّم تقرير أممي حديث عن أوضاع التعليم في مديرية رازح اليمنية التابعة لمحافظة صعدة؛ حيثُ المعقل الرئيسي للحوثيين شمالي اليمن، صورة بائسة حول الوضع الذي يعيش فيه مئات من الطلاب وهم يقاومون من أجل الاستمرار في التعليم، من دون مبانٍ ولا تجهيزات مدرسية، بينما يستخدم الحوثيون كل عائدات الدولة لخدمة قادتهم ومقاتليهم.

ففي أعماق الجبال المرتفعة في المديرية، لا يزال الأطفال في المجتمعات الصغيرة يواجهون التأثير طويل الأمد للصراعات المتكررة في المحافظة، والتي بدأت منتصف عام 2004 بإعلان الحوثيين التمرد على السلطة المركزية؛ إذ استمر حتى عام 2010، ومن بعده فجَّروا الحرب الأخيرة التي لا تزال قائمة حتى الآن.

الطلاب اليمنيون يساعدون أسرهم في المزارع وجلب المياه من بعيد (الأمم المتحدة)

وفي المنطقة التي لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال رحلة برية تستغرق ما يقرب من 7 ساعات من مدينة صعدة (مركز المحافظة)، تظل عمليات تسليم المساعدات والوصول إلى الخدمات الأساسية محدودة، وفقاً لتقرير حديث وزعته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)؛ إذ بينت المنظمة فيه كيف يتحمل الأطفال بشكل خاص وطأة الفرص التعليمية المحدودة، والمرافق المدرسية المدمرة.

مدرسة من دون سقف

وأورد التقرير الأممي مدرسة «الهادي» في رازح باعتبارها «مثالاً صارخاً» لتلك الأوضاع، والتي لا تزال تخدم مئات الطلاب على الرغم من الدمار الذي تعرضت له أثناء المواجهات بين القوات الحكومية والحوثيين، أثناء التمرد على السلطة المركزية؛ حيث تُركت هياكل خرسانية من دون سقف أو جدران.

ويؤكد مدير المدرسة -وفق تقرير «اليونيسيف»- أنها منذ أن أصيبت ظلت على هذه الحال، من ذلك الوقت وحتى الآن. ويقول إنهم كانوا يأملون أن يتم بناء هذه المدرسة من أجل مستقبل أفضل للطلاب، ولكن دون جدوى؛ مشيراً إلى أن بعض الطلاب تركوا الدراسة أو توقفوا عن التعليم تماماً.

مدرسة دُمّرت قبل 15 سنة أثناء تمرد الحوثيين على السلطة المركزية (الأمم المتحدة)

ويجلس الطلاب على أرضيات خرسانية من دون طاولات أو كراسي أو حتى سبورة، ويؤدون الامتحانات على الأرض التي غالباً ما تكون مبللة بالمطر. كما تتدلى الأعمدة المكسورة والأسلاك المكشوفة على الهيكل الهش، مما يثير مخاوف من الانهيار.

وينقل التقرير عن أحد الطلاب في الصف الثامن قوله إنهم معرضون للشمس والبرد والمطر، والأوساخ والحجارة في كل مكان.

ويشرح الطالب كيف أنه عندما تسقط الأمطار الغزيرة يتوقفون عن الدراسة. ويذكر أن والديه يشعران بالقلق عليه حتى يعود إلى المنزل، خشية سقوط أحد الأعمدة في المدرسة.

ويقع هذا التجمع السكاني في منطقة جبلية في حي مركز مديرية رازح أقصى غربي محافظة صعدة، ولديه مصادر محدودة لكسب الرزق؛ حيث تعمل أغلب الأسر القريبة من المدرسة في الزراعة أو الرعي. والأطفال -بمن فيهم الطلاب- يشاركون عائلاتهم العمل، أو يقضون ساعات في جلب المياه من بعيد، بسبب نقص مصادر المياه الآمنة والمستدامة القريبة، وهو ما يشكل عبئاً إضافياً على الطلاب.

تأثير عميق

حسب التقرير الأممي، فإنه على الرغم من التحديات والمخاوف المتعلقة بالسلامة، يأتي نحو 500 طالب إلى المدرسة كل يوم، ويحافظون على رغبتهم القوية في الدراسة، في حين حاول الآباء وأفراد المجتمع تحسين ظروف المدرسة، بإضافة كتل خرسانية في أحد الفصول الدراسية، ومع ذلك، فإن الدمار هائل لدرجة أن هناك حاجة إلى دعم أكثر شمولاً، لتجديد بيئة التعلم وإنشاء مساحة مواتية وآمنة.

واحد من كل 4 أطفال يمنيين في سن التعليم خارج المدرسة (الأمم المتحدة)

ويشير تقرير «يونيسيف»، إلى أن للصراع وانهيار أنظمة التعليم تأثيراً عميقاً على بيئة التعلم للأطفال في اليمن؛ حيث تضررت 2426 مدرسة جزئياً أو كلياً، أو لم تعد تعمل، مع وجود واحد من كل أربعة طلاب في سن التعليم لا يذهبون إلى المدرسة، كما يضطر الذين يستطيعون الذهاب للمدرسة إلى التعامل مع المرافق غير المجهزة والمعلمين المثقلين بالأعباء، والذين غالباً لا يتلقون رواتبهم بشكل منتظم.

وتدعم المنظمة الأممية إعادة تأهيل وبناء 891 مدرسة في مختلف أنحاء اليمن، كما تقدم حوافز لأكثر من 39 ألف معلم لمواصلة تقديم التعليم الجيد، ونبهت إلى أنه من أجل ترميم أو بناء بيئة مدرسية أكثر أماناً للأطفال، هناك حاجة إلى مزيد من الموارد.