غولن: انقلاب تركيا «فيلم هوليوودي».. وليشنقوني إذا ثبت ضلوعي

في مقابلة أجرتها معه شبكة الأخبار الأميركية «سي أن أن»

غولن: انقلاب تركيا «فيلم هوليوودي».. وليشنقوني إذا ثبت ضلوعي
TT

غولن: انقلاب تركيا «فيلم هوليوودي».. وليشنقوني إذا ثبت ضلوعي

غولن: انقلاب تركيا «فيلم هوليوودي».. وليشنقوني إذا ثبت ضلوعي

رفض المعارض التركي الداعية فتح الله غولن، اتهامات الحكومة التركية له بالتورط في محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة، معربا عن استعداده لمواجهة حبل المشنقة في حال ثبوته. وذلك في حوار أجرته معه شبكة الأخبار الأميركية (سي ان ان).
ووصف غولن العملية الانقلابية الفاشلة بأنها "سيناريو هوليوودي" فتح الباب أمام تنفيذ خطط الرئيس التركي، حسب قوله. مضيفا انه "يخشى لقاء ربه" بحال دعم الانقلاب.
ونفى غولن خلال المقابلة، مشاركته في المحاولة الانقلابية، قائلا إذا ما اكتشف "أنني قلت أي شيء لأحد شفهيا أو عبر اتصال هاتفي أو أن عُشر التهم الموجهة بحقي صحيحة، فسأحني عنقي وأقول أنتم على حق ولتقتصوا مني وتشنقوني، ولكنني أقول بثقة أنني لم أتحدث مع أحد حول الانقلاب ولم اتصل بأحد هاتفيا"، داعيا الجهات الدولية للتحقيق في هذه المسألة بشكل معمّق.
وفي حديثه عن سياسة التطهير التي تقوم بها الحكومة التركية على خلفية الأحداث، قال غولن "ربما يكون هناك بعض السُذج الذين تعرضوا للخداع وهم من المتعاطفين معي أو يظهر أنهم كذلك أو أنهم وعدوا بالحصول على مكافآت إن قالوا أمورا معينة. هؤلاء لا أعرف عنهم شيئا ولا يمكنني قول شيء عنهم"، متهما الحكومة بالتخطيط المسبق لطرد الآلاف من وظائفهم وقال "ان طرد الآلاف من وظائفهم بعد يوم واحد على الأحداث .. يؤكد أنها كانت قد صنفتهم بشكل مسبق وحددتهم وكانت تنتظر وقوع سيناريو مشابه للعملية. هذا ما يدلنا عليه المنطق والتفكير السليم"، حسب قوله.
كما نفى غولن أنه تحدث الى رئيس الاركان التركي أو أرسل له أي رسالة أو عرض عليه ذلك، وقال عنه انه لا يعرفه عن كثب واصفا إياه بالرجل النزيه، مضيفا "لا أظن أنه سيقول غير الحقيقة. لذلك أرى توجيه السؤال إليه وأظن أنه بحال خدعه أحدهم وقال له أشياء أخرى فيجب التحقيق في الأمر".
وفي رده عن سؤال حول اعتقاده بهوية مدبر محاولة الانقلاب الفاشلة، قال غولن "وفقا للبعض، فإن القوى القومية المتطرفة خططت للانقلاب ووضعت بعض المتدينين في المقدمة من أجل تشويه صورتهم على أمل أن يساعدهم ذلك في حشد التأييد الشعبي، هذا ما قاله البعض. في الواقع لقد قال الرئيس بنفسه إن ما حصل كان أشبه بهبة من الله ستسمح له بالقيام بما يريد وبكل سهولة".
وعندما سئل هل تعتقد أن (الرئيس التركي) أردوغان نظّم بنفسه الانقلاب سرا؟ قال غولن "أظن أن مزاعم كهذه ستكون سخيفة ومهينة. وحتى لو كنت أمام عدوي الذي يريد أن يشرب من دمي فأنا أفضل أن ألقى ربي قبل أن أوجّه تهمة من هذا النوع فأنا أعلم أن الله سيحاسبني".
وأوضح غولن خلال المقابلة انه ضد فكرة الانقلابات لأنها ذات نتائج عكسية على الفقراء، فقال ان "هناك بعض المتعاطفين (معي) بينهم، ولكنني أرى أنهم خانوا الأمة ولم يحترموا أفكاري التي أحملها منذ زمن طويل وهي أساسية بالنسبة لي لأنه في أعقاب كل انقلاب يتأثر الفقراء سلبا ولذلك كنت دائما ضد الانقلابات التي أمضيت حياتي أشهدها وأتعرض للضغوطات بسببها. أرى أنه ما من خير ينتج عنها". مضيفا " لذلك كنت دائما ضد الانقلابات وأنا ألعنها وألعن كل من يشارك في انقلاب ضد الديمقراطية والحرية والجمهورية. هذا هو موقفي".
ونفى المعارض التركي الاتهامات التركية له "بخلق دولة موازية وبناء شبكة من المدارس لغسل أدمغة الناس وأنصار داخل مؤسسات الدولة والقضاء والجيش"، وان هؤلاء الأنصار بتوجيهات منه يحاولون زعزعة الحكومة التركية، قائلا "لا أظن أن الأمر متاح. كما ذكرت لك فإن بعض الناس يتحدثون عن قيام أحد الذين يظهر أنه من المتعاطفين بقيادة آخرين في هذا التحرك. هذا الأمر يبدو أشبه بفيلم هوليوودي وليس بعمل انقلابي عسكري. يبدو الأمر وكأنه خطة مدبرة ويبدو مما رأيناه أنهم جهزوا الأرضية كي تستوعب ما سبق لهم التخطيط له. أنا أقول هذا الأمر بحذر شديد وأتجنب القفز نحو الاستنتاجات أو الإدلاء بتصريحات جازمة، ولكن هذا ما يبدو الأمر عليه".
وأعرب فتح الله غولن عن عدم استعداده للرجوع الى تركيا في الوقت الراهن، مؤكدا "العودة إلى تركيا ستزيد من تعقيد الأمور وتجعلها مشكلة مستعصية الحل. هم سيبذلون قصارى جهدهم وإذا تمكنوا من إثبات عُشر التهم الموجهة ضدي .. السؤال هو: هل يمكنهم القيام بذلك بسبل قانونية؟ أنا لا أظن ذلك، وعموما فكل ما يحصل سيكون بإرادة الله".



الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.