سعدات يضرب عن الطعام وإسرائيل تعاقبه بزنزانة انفرادية

توسيعًا لمعركة التضامن وتعزيزًا للضغط على مصلحة السجون والمخابرات

سعدات يضرب عن الطعام وإسرائيل تعاقبه بزنزانة انفرادية
TT

سعدات يضرب عن الطعام وإسرائيل تعاقبه بزنزانة انفرادية

سعدات يضرب عن الطعام وإسرائيل تعاقبه بزنزانة انفرادية

في إطار تصعيد التضامن مع بلال كايد، الأسير الفلسطيني في السجون الإسرائيلية، المضرب عن الطعام منذ 49 يوما، أعلن الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أحمد سعدات، وهو أيضا أسير في سجن «ريمون» الإسرائيلي، عن بدء إضراب مفتوح عن الطعام، لينضم إلى عشرات الأسرى المتضامنين.
انضم سعدات إلى الإضراب، على رأس مجموعة جديدة قوامها 10 أسرى، محاولين الضغط على سلطات الاحتلال للاستجابة لمطالب الأسرى، وأهمها إلغاء الاعتقالات الإدارية. فالأسير بلال كايد، مثل سابقيه خضر عدنان، ومحمد القيق وغيرهما، هم معتقلون إداريون فرض عليهم السجن بموجب أنظمة الانتداب البريطاني، التي تتيح اعتقال المرء لسنوات عدة من دون توجيه تهمة أو تقديم إلى المحاكمة. وقد تضاعف عدد المعتقلين الإداريين الفلسطينيين ثلاث مرات خلال السنتين الماضيتين، وارتفع إلى نحو 700 أسير.
وقال مقرب من سعدات: «إن النضال ضد الاعتقالات الإدارية الذي أعلنه فرع الجبهة الشعبية في السجون الإسرائيلية، هو أهم حلقة في النضال الفلسطيني هذه الأيام، فالاحتلال يستغل الوضع العربي والدولي، ويستفرد بالأسرى الفلسطينيين. ونحن نرد بمعركة البطون الخاوية بقوة»، وأضاف: «إن الأمور داخل السجون قد تدهورت إلى مستوى يتطلب خطوة تصعيدية بهذا الحجم من الأمين العام للجبهة، بهدف توسيع المعركة داخل السجون، وتعزيز الضغط على مصلحة السجون والمخابرات، من أجل الإفراج عن كايد سريعا قبل أن تصل الأمور في السجون إلى الانفجار الشامل».
وقال نادي الأسير الفلسطيني، أمس، إن إدارة سجون الاحتلال نقلت الأمين العام للجبهة الشعبية أحمد سعدات، إلى العزل الانفرادي في سجن «ريمون» عقابا له على هذا الإضراب التضامني. وأوضح نادي الأسير أن عشرات الأسرى في سجون الاحتلال، يخوضون إضرابا تضامنيا مع الأسير كايد، علاوة على أربعة أسرى آخرين مضربين ضد اعتقالهم الإداري، وهم: الشقيقان محمد ومحمود بلبول، وعياد الهريمي، ومالك القاضي. وأكد نادي الأسير الفلسطيني إن نحو 300 معتقل فلسطيني من معتقلي الجبهة الشعبية في السجون الإسرائيلية، يواصلون خطوات احتجاجية دعما للمعتقل بلال كايد (35 عاما). وأشار إلى أن مصلحة السجون الإسرائيلية شرعت بفرض عقوبات جماعية عليهم، تمثلت بتحويل غرفهم إلى زنازين، وسحب الأدوات الكهربائية، وتقليص «الكنتينة» (المواد التي يتم شراؤها من بقالة خاصة بالمعتقل)، ومنعهم من الزيارة لمدة شهر.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.