ليبيا: ترتيبات لاجتماع بين حفتر والسراج.. واستمرار المعارك في سرت وبنغازي

استعراض قوة لميلشيات مسلحة في طرابلس قبل مظاهرة مناوئة لحكومة الوفاق

ليبيا: ترتيبات لاجتماع بين حفتر والسراج.. واستمرار المعارك في سرت وبنغازي
TT

ليبيا: ترتيبات لاجتماع بين حفتر والسراج.. واستمرار المعارك في سرت وبنغازي

ليبيا: ترتيبات لاجتماع بين حفتر والسراج.. واستمرار المعارك في سرت وبنغازي

قالت مصادر ليبية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن مساعي تبذل حاليا لعقد لقاء بين فائز السراج، رئيس حكومة الوفاق الوطني المدعومة من بعثة الأمم المتحدة، والقائد العام للجيش الليبي الفريق خليفة حفتر، وذلك في إطار الجهود المصرية لحل الأزمة الليبية، فيما وضعت وزارة الخارجية المصرية الاجتماعات التي استضافتها القاهرة بين السراج وعقيلة صالح، رئيس مجلس النواب الليبي، في إطار المساعي المصرية لتعزيز الاستقرار في ليبيا ودعم الحلول السياسية على الساحة الليبية.
وتوقع مسؤول ليبي قيام حفتر بزيارة وشيكة للقاهرة، لكن مسؤولا في الجيش الليبي الذي يقوده حفتر أعلن في المقابل أن حفتر، المنشغل بإدارة العمليات العسكرية التي تخوضها قوات الجيش في مدينة بنغازي بشرق البلاد، ليست لديه أي خطط لزيارة العاصمة المصرية في الوقت الراهن، مشيرا إلى العلاقات الطيبة التي تجمع حفتر بالسلطات المصرية.
وقالت الخارجية المصرية في بيان رسمي إن الاجتماعات التي عقدت استهدفت «إفساح المجال نحو تقريب وجهات النظر عبر حوار ليبي لإيجاد الحلول المناسبة، حفاظًا على مصالح الشعب الليبي، وإذكاءً لدور مؤسسات الدولة الليبية، واضطلاع كل منها بكامل مسؤولياتها للحفاظ على مقدرات الشعب الليبي، وتمتع أطيافه كافة بحقوقهم بشكل متساو».
وأوضحت الخارجية أن هذه السلسلة من الاجتماعات، تعد بداية لاتصالات ولقاءات تهدف إلى دخول الليبيين في مرحلة جديدة من الوئام السياسي بين أبناء الوطن الواحد، على حد قولها.
من جهة أخرى، قال سكان محليون ومسؤول في العاصمة الليبية طرابلس إن معظم شوارع العاصمة تعرضت أول من أمس لإغلاق مفاجئ على خلفية مظاهرات كانت متوقعة ضد حكومة السراج في المدينة، فيما نفذت قوات أمنية وعسكرية تابعة لحكومة السراج استعراضا للقوة في بعض شوارع العاصمة وسط إطلاق للنار.
وبينما قال مواطنون إن عناصر من ميلشيات مسلحة قامت أيضا بإطلاق نار من دون أسباب واضحة، تحدث مسؤول أمني لـ«الشرق الأوسط» عن قيام الفرقة اﻷمنية اﻷولى، التابعة لوزارة الداخلية، باستعراض للقوة في شوارع العاصمة طرابلس.
وكان السراج قد التقى أعضاء غرفة عمليات لجنة الترتيبات الأمنية والفرق التابعة لوزارة الداخلية المكلفة حماية طرابلس، حيث قالت وكالة الأنباء الموالية له إنه اطلع على الترتيبات والتدابير الخاصة التي تم اتخاذها لتأمين وحماية العاصمة والمرافق الحيوية بها.
وزار السراج غرفة عمليات لجنة الترتيبات الأمنية، فيما عرض العارف الخوجة، وزير الداخلية، الإجراءات والتدابير التي اتخذت لتعزيز الوجود الأمني بالعاصمة.
إلى ذلك، أعلنت قوات حكومة السراج أنها حققت تقدما إضافيا في حربها لاستعادة مدينة سرت، بعدما قامت الجمعة باستهداف مواقع تنظيم داعش فيها بالمدفعية والطائرات، وخاضت معه اشتباكات قتل فيها اثنان من عناصرها.
وقال المركز الإعلامي للعملية العسكرية الحكومية الخاصة باستعادة مدينة سرت شرق طرابلس، إن «قواتنا تتقدم على أحد المحاور بعد قصف بالمدفعية الثقيلة والطيران»، مضيفا أن المستشفى الميداني لعملية «البنيان المرصوص» قرب سرت «استقبل جثماني قتيلين»، بينما أعلن المستشفى معالجة أربعة جرحى من القوات الحكومية أيضا أصيبوا في المعارك مع تنظيم داعش.
وأطلقت القوات الحكومية قبل أكثر من شهرين عملية «البنيان المرصوص»، وبعد التقدم السريع الذي حققته في بداية عمليتها العسكرية تباطأت بفعل المقاومة التي يبديها المتطرفون.
وأعلنت قوات الحكومة الليبية مطلع الشهر الحالي سيطرتها على حي السبعمائة المهم في وسط مدينة سرت، وبدأت التقدم نحو محيط مركز واغادوغو للمؤتمرات، حيث مقر قيادة المتشددين. وقتل في العملية العسكرية منذ انطلاقها نحو 300 عنصر من القوات الحكومية، وأصيب أكثر من 1500 بجروح، بحسب مصادر طبية في مدينة مصراتة (200 كلم شرق طرابلس)، مركز قيادة العملية العسكرية.
وتتشكل القوات التي تقاتل تنظيم داعش في سرت من جماعات مسلحة تنتمي إلى مدن عدة في غرب ليبيا، أبرزها مصراتة التي تضم المجموعات الأكثر تسليحا في البلاد، إذ تملك طائرات حربية ومروحيات قتالية.
في المقابل، يضم تنظيم داعش الذي يبلغ عدده في ليبيا نحو خمسة آلاف عنصر، مقاتلين أجانب في سرت من شمال أفريقيا والخليج، بحسب سكان المدينة.
من جهة أخرى، قال المكتب الإعلامي لقيادة الجيش الليبي إن القوات البرية والشباب المساند لها سيطرا بشكل كامل على بوابة القوارشة ومحيطها غرب مدينة بنغازي في شرق البلاد. ونعت قيادة القوات الخاصة آمر صنف الهندسة العسكرية بالقوات الخاصة العقيد مصطفى المصدور، الذي قالت إنه لقي حتفه جراء انفجار لغم أرضي بمحور القوارشة.
وتعتبر بوابة القوارشة الغربي، الطريق الرئيسي الرابط بين بنغازي وبقية مناطق ومدن غرب ليبيا، علما بأنها خضعت لهيمنة الجماعات المتطرفة على مدى السنوات الأربع الماضية.
في غضون ذلك، أعلن استئناف تصدير النفط من موانئ الهلال النفطي، بعدما وصل أعضاء من المجلس الرئاسي لحكومة السراج رفقة رئيس حرس المنشآت النفطية العقيد علي الأحرش إلى بلدة رأس لانوف (600 كلم جنوب شرقي طرابلس) بهدف توقيع اتفاق حول استئناف تصدير النفط الخام من مرافئ منطقة الهلال النفطي بشرق البلاد.



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.