طوكيو تنتخب محافظًا جديدًا اليوم في ظل فضائح مالية وأولمبية

هل تصبح «صديقة العرب» يوريكو كوئيكي عمدة للعاصمة اليابانية؟

وزيرة الدفاع اليابانية السابقة والمرشحة لعمودية طوكيو يوريكو كوئيكي تحدث أنصارها في فعالية انتخابية (أ.ف.ب)
وزيرة الدفاع اليابانية السابقة والمرشحة لعمودية طوكيو يوريكو كوئيكي تحدث أنصارها في فعالية انتخابية (أ.ف.ب)
TT

طوكيو تنتخب محافظًا جديدًا اليوم في ظل فضائح مالية وأولمبية

وزيرة الدفاع اليابانية السابقة والمرشحة لعمودية طوكيو يوريكو كوئيكي تحدث أنصارها في فعالية انتخابية (أ.ف.ب)
وزيرة الدفاع اليابانية السابقة والمرشحة لعمودية طوكيو يوريكو كوئيكي تحدث أنصارها في فعالية انتخابية (أ.ف.ب)

يتوجه سكان العاصمة اليابانية إلى صناديق الاقتراع، يوم الأحد 31 يوليو (تموز)، لانتخاب محافظ طوكيو الجديد. وتظهر نتائج استطلاعات الرأي تقدم المرشحة يوريكو كوئيكي، وهي نائبة برلمانية حالية ووزيرة دفاع سابقة ترتبط بعلاقات وطيدة مع العالم العربي. ولكن الفروق ضئيلة بينها وبين منافسيها الاثنين، هيرويا ماسودا الحاكم السابق لمقاطعة إيواتيه الشمالية والحاصل على دعم الائتلاف الحاكم الحالي، وشونتارو توريغويه الصحافي اليساري المخضرم والمعروف بانتقاده لسياسات رئيس الوزراء شينزو آبيه.
الانتخابات الحالية تجري بعد أن أودت فضائح مالية متعاقبة بالمحافظين السابقين، حيث استقال المحافظ الأخير يوئيتشي ماسوزويه، الشهر الماضي، بعد الكشف عن إنفاقه لأموال عامة على رحلات استجمامية شخصية، وكان المحافظ الأسبق ناوكي إينوسيه قد استقال قبل ثلاث سنوات لأسباب مشابهة بعد عام واحد فقط في المنصب. تضاف إلى ذلك سلسة من المشكلات المتعلقة بالتحضير لاستضافة الألعاب الأولمبية في طوكيو عام 2020، بدءًا من التراجع عن اعتماد التصميم الفائز في المسابقة المعمارية لبناء الاستاد الأولمبي الرئيسي، ومرورًا بتغيير الشعار الرسمي للأولمبياد بعد اتهام مصممه بالسرقة الإبداعية، وانتهاءً بتضخم الميزانية العامة لاستضافة الألعاب مع مخاوف من أن تصل إلى ثلاثة أضعاف الميزانية الأصلية.
وبالإضافة إلى مهمة إعادة المشروع الأولمبي إلى وجهته السليمة، سيواجه المحافظ الجديد عددًا من الملفات الساخنة منها عجز العاصمة اليابانية عن تأمين العدد الكافي من مراكز حضانة الأطفال لمساعدة الأمهات على العودة إلى سوق العمل، وتأمين المؤسسات الضرورية للعناية بالمتقدمين في السن في ظل تصاعد ظاهرة المجتمع الرمادي، والحاجة إلى تنفيذ تجديدات ضخمة في البنية التحتية لمواجهة زلازل أو كوارث طبيعية أخرى قد تواجهها الكتلة المدينية الضخمة التي تضم أكثر من 13 مليون مواطن طوكيوي دون حساب المناطق المحيطة والضواحي المتصلة بالعاصمة، التي تصل بعدد سكان طوكيو الكبرى إلى ما يفوق 30 مليون نسمة.
في هذا السياق يحاول كل من المرشحين إبراز قدراته القيادية، حيث يذكّر ماسودا الناخبين بإنجازاته التي جلبت له شعبية كبيرة خلال حكمه لمقاطعة إيواتيه، بينما يركز توريغويه على التزامه لعقود بالدفاع عن قضايا الضعفاء واهتمامه بإلقاء الضوء على المشكلات الاجتماعية من خلال عمله الصحافي. وكوئيكي بدورها تلفت الاهتمام لما في جعبتها من خبرة في ميدان العمل السياسي المحلي والدولي. ومن المعروف أن يوريكو كوئيكي التي درست في جامعة القاهرة في سبعينيات القرن الماضي تعد من الشخصيات الرئيسية التي اعتمد عليها الحزب الديمقراطي الحر الحاكم للتواصل مع العالم العربي. وكنائبة في البرلمان الياباني تترأس كوئيكي خمس لجان صداقة برلمانية يابانية عربية. كما خدمت في الحكومة كوزيرة للبيئة ووزيرة للدفاع، واحتلت مناصب مهمة في الحزب الديمقراطي الحر لسنوات، لكن الخلاف السياسي مع رئيس الوزراء الحالي شينزو آبيه أدى إلى عدم اعتمادها مرشحة للائتلاف الحاكم، وبذلك يكون المخيم المحافظ ممثلا في الانتخابات بمرشحين من الوزن الثقيل هما يوريكو كوئيكي، وهيرويا ماسودا الذي يحظى بدعم رئيس الوزراء، بينما تدعم أحزاب المعارضة الصحافي شونتارو توريغويه.
ويطرح الشقاق الذي حصل بين كوئيكي والحزب الديمقراطي الحر الذي انتمت له لعقود تساؤلات عن إمكانية إنجاح الألعاب الأولمبية وغيرها من السياسات في ظل علاقات متوترة بين الحكومة اليابانية المركزية وحكومة العاصمة المستضيفة للأولمبياد. لكن كوئيكي تقلل من أهمية ذلك، وتؤكد أهمية استقلاليتها وعلى فرادتها كمرشحة أنثى لهذا المنصب السياسي البالغ الأهمية، دون أن تغفل الإشارة إلى التشابه بينها وبين هيلاري كلينتون كمرشحات يحاولن كسر ما يسمى بالسقف الزجاجي الذي يحول دون تبوء النساء لسدة القيادة السياسية في بلادهن.



جرائم العنف الأسري تحصد امرأة كل 10 دقائق في العالم

نساء يشاركن في احتجاج لإحياء اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة أمام بوابة براندنبورغ ببرلين (أ.ب)
نساء يشاركن في احتجاج لإحياء اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة أمام بوابة براندنبورغ ببرلين (أ.ب)
TT

جرائم العنف الأسري تحصد امرأة كل 10 دقائق في العالم

نساء يشاركن في احتجاج لإحياء اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة أمام بوابة براندنبورغ ببرلين (أ.ب)
نساء يشاركن في احتجاج لإحياء اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة أمام بوابة براندنبورغ ببرلين (أ.ب)

قُتلت 85 ألف امرأة وفتاة على الأقل عن سابق تصميم في مختلف أنحاء العالم عام 2023، معظمهن بأيدي أفراد عائلاتهنّ، وفقاً لإحصاءات نشرتها، (الاثنين)، الأمم المتحدة التي رأت أن بلوغ جرائم قتل النساء «التي كان يمكن تفاديها» هذا المستوى «يُنذر بالخطر».

ولاحظ تقرير لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في فيينا، وهيئة الأمم المتحدة للمرأة في نيويورك أن «المنزل يظل المكان الأكثر خطورة» للنساء، إذ إن 60 في المائة من الـ85 ألفاً اللاتي قُتلن عام 2023، أي بمعدّل 140 كل يوم أو واحدة كل عشر دقائق، وقعن ضحايا «لأزواجهن أو أفراد آخرين من أسرهنّ».

وأفاد التقرير بأن هذه الظاهرة «عابرة للحدود، وتؤثر على كل الفئات الاجتماعية والمجموعات العمرية»، مشيراً إلى أن مناطق البحر الكاريبي وأميركا الوسطى وأفريقيا هي الأكثر تضرراً، تليها آسيا.

وفي قارتَي أميركا وأوروبا، يكون وراء غالبية جرائم قتل النساء شركاء حياتهنّ، في حين يكون قتلتهنّ في معظم الأحيان في بقية أنحاء العالم أفرادا من عائلاتهنّ.

وأبلغت كثيرات من الضحايا قبل مقتلهنّ عن تعرضهنّ للعنف الجسدي أو الجنسي أو النفسي، وفق بيانات متوافرة في بعض البلدان. ورأى التقرير أن «تجنّب كثير من جرائم القتل كان ممكناً»، من خلال «تدابير وأوامر قضائية زجرية» مثلاً.

وفي المناطق التي يمكن فيها تحديد اتجاه، بقي معدل قتل الإناث مستقراً، أو انخفض بشكل طفيف فقط منذ عام 2010، ما يدل على أن هذا الشكل من العنف «متجذر في الممارسات والقواعد» الاجتماعية ويصعب القضاء عليه، بحسب مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، الذي أجرى تحليلاً للأرقام التي استقاها التقرير من 107 دول.

ورغم الجهود المبذولة في كثير من الدول فإنه «لا تزال جرائم قتل النساء عند مستوى ينذر بالخطر»، وفق التقرير. لكنّ بياناً صحافياً نقل عن المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، شدّد على أن هذا الواقع «ليس قدراً محتوماً»، وأن على الدول تعزيز ترسانتها التشريعية، وتحسين عملية جمع البيانات.