معسكر إيراني قرب السليمانية يضم عناصر من الحرس الثوري و«حزب الله» اللبناني

مسؤول أمني كردي: تجري فيه تدريبات استعدادًا لمعركة الموصل

معسكر إيراني قرب السليمانية يضم عناصر من الحرس الثوري و«حزب الله» اللبناني
TT

معسكر إيراني قرب السليمانية يضم عناصر من الحرس الثوري و«حزب الله» اللبناني

معسكر إيراني قرب السليمانية يضم عناصر من الحرس الثوري و«حزب الله» اللبناني

يستغرب المرء وهو يترك قضاء زاخو المحادد لتركيا من جهة شمال العراق التابع لمحافظة دهوك، المحافظة الثالثة في إقليم كردستان العراق، باتجاه منطقة شرانش السياحية والغنية بالشلالات وأشجار الفاكهة، عدم وجود أي ترويج سياحي وخلو المناطق الجميلة من العائلات الكردية المعروفة بحبها للطبيعة.
محمد إحسان، الوزير السابق للمناطق المتنازع عليها في حكومة إقليم كردستان، الذي رافق «الشرق الأوسط» نحو أعالي الجبل أوضح أن «هذه المنطقة تقع تحت سيطرة مقاتلي حزب العمال الكردستاني التركي المعارض بزعامة عبد الله أوجلان». وبسؤال هذا المسؤول البارز في الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني: «كيف وهذه أراضٍ عراقية وتحت السيادة الوطنية وتحت إدارة إقليم كردستان؟»، يرد بأن «هناك قاعدة تركية قريبة أيضا ومنذ حكم صدام حسين، الرئيس العراقي الأسبق، والأكثر من هذا وذاك أن مقاتلي حزب العمال الكردستاني التركي موجودون بموافقة الحكومة الاتحادية ببغداد».
عند نقطة التفتيش التي هي تحت سيطرة قوات البيشمركة الكردية، قال أحد عناصر النقطة إن نقاط التفتيش التالية تابعة لمقاتلي حزب العمال الكردستاني التركي.
يقول إحسان إن «مقاتلي حزب العمال الكردستاني يسيطرون على هذه المناطق منذ سنوات ليست بالقليلة وصولا إلى جبال قنديل في المثلث الحدودي العراقي التركي الإيراني، وغالبيتهم يتمركزون مثلما هو معروف في الجانب العراقي، ومن الصعوبة الوصول إليهم أو منعهم من هذا التواجد كون ذلك سوف يتسبب باشتباكات مسلحة بينهم وبين قواتنا (البيشمركة)، وقد حدثت مثل هذه الاشتباكات في مرات ليست بالقليلة»، مشيرا إلى أنهم يستمدون شرعية وجودهم كونهم أكرادا وهذه الأراضي كردية بغض النظر كونها تابعة للسيادة العراقية أو تقع تحت مسؤولية إدارة حكومة إقليم كردستان، وهم يعتبرون موضوع دعمهم من قبل حكومة أو أحزاب الإقليم مشروعة دعما للقضية الكردية، ووجودهم سبب لحكومة الإقليم وللحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني رئيس الإقليم إحراجا مع الجارة تركيا ومع حكومة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الذي نعتبره أقرب الأصدقاء لنا». ويكشف المسؤول السياسي الكردي عن أن «الحكومة الاتحادية في بغداد تدعم وجود مقاتلي حزب العمال الكردستاني المعارض بل تدفع لهم الرواتب باعتبارهم مقاتلين في ميليشيات الحشد الشعبي العراقي لغرض استخدامهم كورقة ضغط ضد الحكومة التركية وضد إردوغان بالذات كونه يدعم العرب السنة في العراق، والمناطق الحدودية وحسب الدستور العراقي تعتبر سيادية أي أنها من مسؤولية الحكومة الاتحادية ببغداد وليست من مسؤولية حكومة إقليم كردستان».
وعن سعة النفوذ التركي والإيراني في منطقة الإقليم أو الأراضي القريبة المحاددة لإيران من جهة محافظة السليمانية التي تقع مسؤوليتها تحت سيطرة حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني، الرئيس العراقي السابق، أو لتركيا من جهة زاخو، كشف مصدر أمني كردي أن «هناك معسكرا إيرانيا هو بمثابة القاعدة العسكرية داخل الأراضي العراقي من جهة الحدود العراقية في السليمانية، ومعلوماتنا تؤكد أن هذا المعسكر يستخدم لتدريب ميليشيات شيعية عراقية موالية لإيران على أيدي الحرس الثوري الإيراني وعناصر من (حزب الله) اللبناني».
ويضيف أن «المعلومات الاستخبارية تشير إلى أن عناصر الميليشيات التي تم تدريبها، والتي يتم تدريبها حاليا تعد من أجل مشاركتها في معركة تحرير الموصل، ونحن على يقين بأن قوات من الحرس الثوري الإيراني ستشارك في معركة تحرير الموصل وهذا ما يقلق المسؤولين السياسيين والعسكريين وعشائر نينوى من مشاركة الحشد الشعبي في هذه المعركة»، مشيرا إلى أنه «في المقابل هناك معسكر للقوات التركية ضمن محافظة دهوك يقوم بتدريب متطوعين من السنة من أهالي الموصل لإعداد قوات الحشد الوطني المدعوم من قبل محافظ نينوى السابق إثيل النجيفي القيادي في كتلة متحدون التي يتزعمها شقيقه أسامة النجيفي».
ويصف المصدر الأمني الكردي الذي فضل عدم نشر اسمه، وضع إقليم كردستان بأنه «بين مطرقة إيران وسندان تركيا، إلا أننا نثق بالأصدقاء الأتراك وتفهمهم على عكس الإيرانيين الذين يريدون التمدد في الإقليم على حساب الأزمات السياسية والاقتصادية في عموم البلد، والخلافات التي تعيشها الكتل السياسية العراقية وبضمنها الكردية».



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.