روسيا تحبط محاولة اختراق إلكترونية لـ20 مؤسسة حكومية

بعد محاولة قرصنة جديدة.. المعسكر الديمقراطي الأميركي يوجه أصابع الاتهام للاستخبارات الروسية

روسيا تحبط محاولة اختراق إلكترونية لـ20 مؤسسة حكومية
TT

روسيا تحبط محاولة اختراق إلكترونية لـ20 مؤسسة حكومية

روسيا تحبط محاولة اختراق إلكترونية لـ20 مؤسسة حكومية

أعلنت هيئة الأمن الفيدرالي الروسية عن إحباط محاولات تجسس، عبر زرع برامج خاصة في أنظمة الكومبيوتر في أكثر من عشرين مؤسسة حكومية روسية. هذا في الوقت الذي تتواصل فيه أزمة اختراق الحسابات الخاصة بالحملة الانتخابية للمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، وتوجيه أصابع الاتهام مجددًا نحو مسؤولية الاستخبارات الروسية عن هذا العمل.
ومن يتابع الأخبار حول هذه الهجمات «الرقمية» في عالم الإنترنت يظن للوهلة الأولى كأنه يعيش أحداث فيلم هوليوودي، إلا أن الأمر ليس كذلك، والحرب عبر الإنترنت وفي الإنترنت أصبحت اليوم واقعا نعيشه، لكن ما زالت عواقبه في حدودها الدنيا. بينما يشكل اختراق منظومات الأجهزة الروسية، بما في ذلك منظومة مؤسسة الصناعات الحربية، سابقة خطيرة قد تفتح الأبواب أمام مرحلة جديدة من الحروب السايبيرية.
وكانت هيئة الأمن الفيدرالي الروسي قد أعلنت يوم أمس أنها تمكنت في إطار عملية ضمان أمن الفضاء الافتراضي وعالم الاتصالات الروسي من الكشف عن برامج مخصصة لممارسة التجسس في العالم الافتراضي، تم زرعها في أجهزة كومبيوتر قرابة 20 منظمة ومؤسسة على الأراضي الروسية. وأوضحت الهيئة، في بيان رسمي، أن التحقيق قد أظهر «أن الموارد المعلوماتية لهيئات السلطة والإدارة في الدولة، ولمؤسسات علمية وعسكرية، ومؤسسات مجمع الصناعات العسكرية، وغيرها من مواقع بنى تحتية حساسة في البلاد، قد أصيبت بعدوى فيروسية»، أي بعبارة أخرى اخترقت من طرف فيروس إلكتروني للتجسس. وترى هيئة الأمن الروسي أن هذا الوضع «يدل على نشر متعمد للفيروس، بغية تحقيق أهداف محددة»، وأن هذا الأمر «عملية مخطط لها وتم تنفيذها بمهنية».
ويشير الخبراء في هذا المجال إلى أن «البرنامج التجسسي الذي يدور الحديث عنه يشبه إلى حد بعيد، من حيث طريقة كتابته وأسماء ملفاته، برامج الدعم المستخدمة في عدد من عمليات التجسس في العالم الرقمي، وتم اكتشافها مؤخرا في روسيا وفي العالم»، وفق ما جاء في بيان هيئة الأمن الفيدرالي الروسي الذي كشف أن المجموعة الجديدة التي يدور الحديث عنها من برامج التجسس يتم إعدادها لكل «ضحية» بصورة خاصة، وبما يتناسب مع المواصفات التي يتميز بها الكومبيوتر المستهدف.
أما آلية شن الهجمات، فتجري عبر رسائل إلكترونية يتم إرسالها للكومبيوتر المستهدف تحتوي على البرنامج الفيروسي الضار، الذي يقوم بعد اندماجه مع منظومة الكومبيوتر المستهدفة بتحميل ما يحتاجه من إضافات، بما يتناسب مع الميزات الخاصة للمنظومة التي اخترقها، ومن ثم يتمكن هذا البرنامج من التحكم بكل الاستخدامات الشبكية، فضلا عن التنصت عليها، والتقاط الصور للمهام التي يمارسها المستخدم، ويجري تفعيلها على سطح المكتب. ويتمتع البرنامج بقدرة ذاتية على تشغيل الميكروفون والكاميرا والهواتف الجوالة وتسجيل ملفات الصوت والفيديو، والمعطيات حول الأزرار التي يجري الضغط عليها على لوحة المفاتيح.
في شأن متصل بـ«الحروب الافتراضية»، وتحديدًا تطورات حادثة اختراق شبكة أجهزة الكومبيوتر المستخدمة في حملة المرشحة الديمقراطية الأميركية هيلاري كلينتون، نقلت صحيفة «ذي نيويورك تايمز» عن مصدر لم تسمه من أجهزة الأمن الأميركية قوله، إن الاستخبارات الروسية تتحمل المسؤولية عن الهجمات الأخيرة التي تعرضت لها تلك الشبكة. ويؤكد المصدر الأمني الأميركي أن الهجمة الأخيرة مرتبطة بالهجمات السابقة التي تعرضت لها شبكة أجهزة الحملة الانتخابية لكلينتون، والشخص المسؤول عنها يعمل في جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي.
وتجدر الإشارة إلى أن شبكة كلينتون تعرضت مجددا يوم الجمعة الماضي للقرصنة، حيث تم الوصول إلى البرامج التي تستخدم في تحليل المعطيات الانتخابية، إلا أنه لم يتم اختراق المنظومة، وفق ما يؤكد القائمون على الحملة الانتخابية للمرشحة كلينتون، الذين حملوا روسيا المسؤولية عن الهجمتين السابقتين أيضًا، إلا أن الكرملين رد حينها نافيا تلك الاتهامات، وأكد أنه «لا يتدخل في الحملات الانتخابية الأميركية».



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».