العبادي يحسم مشاركة «الحشد الشعبي» في معركة الموصل

رئيس مجلس نينوى: نحترم قرار رئيس الوزراء لكننا صوتنا بعدم الموافقة

جنود عراقيون في عناق مع ذويهم في جنوب الموصل (أ.ف.ب)
جنود عراقيون في عناق مع ذويهم في جنوب الموصل (أ.ف.ب)
TT

العبادي يحسم مشاركة «الحشد الشعبي» في معركة الموصل

جنود عراقيون في عناق مع ذويهم في جنوب الموصل (أ.ف.ب)
جنود عراقيون في عناق مع ذويهم في جنوب الموصل (أ.ف.ب)

بإعلان هيئة ميليشيات الحشد الشعبي موافقة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي على إضافة 15 ألف مقاتل من أهالي الموصل إلى الحشد الشعبي، يكون العبادي، بوصفه القائد العام للقوات المسلحة، قد حسم مشاركة هذه الميليشيات في معركة الموصل المرتقبة، على الرغم من استمرار الجدل بين مختلف الأطراف بشأن هذه المشاركة والقرار الذي كان اتخذه مجلس المحافظة بالتصويت بعدم الموافقة على مشاركة الحشد في المعركة.
وقال المتحدث باسم الهيئة أحمد الأسدي في بيان أمس الجمعة إن «رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي أمر بإضافة 15 ألف مقاتل من أهالي الموصل إلى الحشد الشعبي للمشاركة في تحرير الموصل». يأتي ذلك بعد نحو يومين من إعلان الهيئة ذاتها عن صدور قرارات وأوامر ديوانية، بتنظيم عمل هذه الميليشيات وتشكيل ألوية خاصة بها، وجعلها قوة موازية لجهاز مكافحة الإرهاب.
إلى ذلك، بحث وزير الدفاع خالد العبيدي، مع القيادي في ميليشيات الحشد الشعبي الأمين العام لمنظمة بدر النائب هادي العامري، الاستعدادات العسكرية لتحرير مدينة الموصل ودور الميليشيات فيها. وقال بيان لوزارة الدفاع إن العبيدي زار العامري «وجرى خلال اللقاء مناقشة الوضع الأمني والخطط العسكرية المعدة لتحرير الموصل، والاستعدادات التي تمت تهيئتها، خصوصًا للعوائل التي ستخرج عند بدء عمليات تحرير الموصل».
من جهته، أكد رئيس مجلس محافظة نينوى بشار كيكي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «قرار رئيس الوزراء بإضافة 15 ألفًا من أهالي الموصل، هو موضع احترام بالنسبة لنا، فهو القائد العام للقوات المسلحة، لكننا كمجلس محافظة سبق لنا أن أعلنا رفضنا لمشاركة الحشد الشعبي في معركة تحرير الموصل، وقد أوضحنا الأسباب التي دفعتنا إلى اتخاذ مثل هذا القرار، ولعل الأبرز فيها أن أهالي الموصل يملكون الطاقات والقدرات البشرية الكافية، لتحرير كامل المحافظة، مع الأخذ بعين الاعتبار أهمية قيام الحكومة بتسليحهم، سواء على صعيد عشائر المحافظة المستعدة لمقاتلة (داعش) بكل قوة، أو الشرطة المحلية التي تحتاج إلى تجهيز وتدريب وزجها بهذه المعركة المقدسة». وأضاف كيكي أنه «بصرف النظر عن التسميات، فإن الحشد المشارك في معركة تحرير نينوى نحن نطلق عليه الحشد العشائري أو الوطني، وهو حشد رسمي ومن أهالي المحافظة ويأتمرون بأمر قيادة عمليات نينوى، وبالتالي فإن إضافة 15 ألف مقاتل من أهالي المحافظة لا بد أن تكون بمثابة عملية دعم إضافي للقوات الأمنية المشاركة في المعركة، سواء على صعيد الدعم اللوجيستي أو مسك الأرض، فضلاً عن تعزيز دور الحشد العشائري الموجود أصلاً للمشاركة في المعركة، مع عدم وجود ضمانات لإمكانية استمرار هذه التشكيلات إلى ما بعد نهاية المعركة»، مشددًا على أهمية «دعم الشرطة المحلية من أبناء المحافظة ممن قاوموا (داعش) وهم مستعدون للقتال، إذ إن هؤلاء هم من يجب أن يدعموا ويجري تسليحهم».
وكان مجلس محافظة نينوى اتخذ خلال شهر فبراير (شباط) 2016 قرارًا برفض مشاركة قوات الحشد الشعبي في تحرير مدينة الموصل.
من جانبه، أكد محافظ نينوى السابق والقيادي في كتلة متحدون أثيل النجيفي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «أهالي الموصل سواء كانوا سياسيين أم شيوخ عشائر أم مجلس محافظة، كلهم أكدوا أن تحرير الموصل يجب أن يتم من قبل أهاليها الذين يملكون القدرة والإمكانية والاستعداد لتحرير مدينتهم، سواء من تطوع منهم ضمن الحشد العشائري أو ممن هو مستعد للقتال ومسك الأرض». وأضاف أن «الهدف من هذا الإجماع هو عدم خلق مشكلات طائفية على غرار ما حصل في المحافظات الأخرى التي شارك فيها الحشد في ديالى وصلاح الدين والأنبار، يضاف إلى ذلك أن أهالي نينوى يرحبون بدخول الجيش العراقي دون حساسيات مذهبية، وهم متفاعلون معه، ولكنهم يجدون أنهم بالإضافة إلى الجيش النظامي قادرون على تحرير الموصل». وأوضح أن «الإصرار على مشاركة الحشد من بعض القيادات السياسية يأتي في سياق التأثير الإيراني، وما يستتبع ذلك من مخطط يحول الموصل فيما بعد إلى ساحة لتصفيات دولية نحن في غنى عنها»، وذلك في إشارة إلى الصراع الإيراني - التركي.
وكان نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، أفصح عن عدم ترك الموصل للأتراك، على حد قوله. وقال الإعلام الخاص بالحشد الشعبي إن «نائب هيئة رئيس الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، جدد تأكيده على مشاركة الحشد في العمليات العسكرية المزمع انطلاقها لتحرير الشرقاط والموصل». ونقل البيان عن المهندس قوله إن «قوات الحشد الشعبي وبعد مشاركتها الفاعلة في تحرير القيارة وغيرها من المناطق المحتلة من قبل (داعش)، فإنها مستعدة بكل طاقاتها العسكرية للمشاركة في عمليات تحرير نينوى والشرقاط، خصوصًا بعد موافقة القائد العام للقوات المسلحة على مشاركة الحشد في تلك العمليات». وتابع المهندس بحسب البيان، أن «الحشد الشعبي لن يقبل بأي حال من الأحوال أن تكون محافظة نينوى قاعدة للإرهاب وللبعثيين وللأتراك».



تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
TT

تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)

أصدرت الدول العربية المجتمعة في مدينة في الأردن، اليوم السبت، بيانها الختامي الذي أكدت فيه دعمها لعملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية.

وقال البيان بعد اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا التي تضم: الأردن، والسعودية، والعراق، ولبنان، ومصر، وأمين عام جامعة الدول العربية، وبحضور وزراء خارجية الإمارات، ومملكة البحرين، الرئيس الحالي للقمة العربية، ودولة قطر، وذلك ضمن اجتماعات العقبة حول سوريا: «أكد المجتمعون الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة الدقيقة، واحترام إرادته وخياراته».

وأضاف: «ندعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية، وبمن فيها المرأة والشباب والمجتمع المدني بعدالة، وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية، ووفق مبادئ قرار مجلس الأمن رقم 2254 وأهدافه وآلياته».

كما دعا البيان إلى «تشكيل هيئة حكم انتقالية جامعة بتوافق سوري، والبدء بتنفيذ الخطوات التي حددها القرار للانتقال من المرحلة الانتقالية إلى نظام سياسي جديد، يلبي طموحات الشعب السوري بكل مكوناته، عبر انتخابات حرة ونزيهة، تشرف عليها الأمم المتحدة، استناداً إلى دستور جديد يُقره السوريون، وضمن تواقيت محددة وفق الآليات التي اعتمدها القرار».

وأكد البيان على «دعم دور المبعوث الأممي إلى سوريا، والطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تزويده بكل الإمكانات اللازمة، وبدء العمل على إنشاء بعثة أممية لمساعدة سوريا؛ لدعم العملية الانتقالية في سوريا ورعايتها، ومساعدة الشعب السوري الشقيق في إنجاز عملية سياسية يقودها السوريون وفق القرار 2254».

وشدد على أن «هذه المرحلة الدقيقة تستوجب حواراً وطنياً شاملاً، وتكاتف الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه وقواه السياسية والاجتماعية؛ لبناء سوريا الحرة الآمنة المستقرة الموحدة التي يستحقها الشعب السوري بعد سنوات طويلة من المعاناة والتضحيات».

إلى ذلك طالب البيان بـ«ضرورة الوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية»، وأكد «ضرورة احترام حقوق الشعب السوري بكل مكوناته، ومن دون أي تمييز على أساس العرق أو المذهب أو الدين، وضمان العدالة والمساواة لجميع المواطنين».

ودعا إلى «ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، وتعزيز قدرتها على القيام بأدوارها في خدمة الشعب السوري، وحماية سوريا من الانزلاق نحو الفوضى، والعمل الفوري على تمكين جهاز شرطي لحماية المواطنين وممتلكاتهم ومقدرات الدولة السورية».

وحث على «الالتزام بتعزيز جهود مكافحة الإرهاب والتعاون في محاربته، في ضوء أنه يشكل خطراً على سوريا وعلى أمن المنطقة والعالم، ويشكل دحره أولوية جامعة».

أيضاً، أكد البيان «التضامن المطلق مع الجمهورية العربية السورية الشقيقة في حماية وحدتها وسلامتها الإقليمية وسيادتها وأمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها. وتوفير الدعم الإنساني الذي يحتاج إليه الشعب السوري، بما في ذلك من خلال التعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

وتطرق إلى العمل على «تهيئة الظروف الأمنية والحياتية والسياسية للعودة الطوعية للاجئين السوريين إلى وطنهم، وتقديم كل العون اللازم لذلك، وبالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

كذلك، أدان البيان توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا وسلسلة المواقع المجاورة لها في جبل الشيخ ومحافظتي القنيطرة وريف دمشق، ورفضه احتلالاً غاشماً وخرقاً للقانون الدولي ولاتفاق فك الاشتباك المبرم بين سوريا وإسرائيل في عام 1974، مطالباً بانسحاب القوات الإسرائيلية.

كما أدان الغارات الإسرائيلية على المناطق والمنشآت الأخرى في سوريا، وأكد أن هضبة الجولان أرض سورية عربية محتلة يجب إنهاء احتلالها، مطالباً مجلس الأمن باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الاختراقات.

وأوضح أن التعامل مع الواقع الجديد في سوريا سيرتكز على مدى انسجامه مع المبادئ والمرتكزات أعلاه، وبما يضمن تحقيق الهدف المشترك في تلبية حقوق الشعب السوري وتطلعاته.