عسير: «شارع الفن».. مرسم مفتوح وأصوات طربية تنعش صيف السعودية

على امتداد نحو 500 متر، وفي تنوع عمراني بديع يطل على وادي مدينة أبها (جنوب السعودية)، زيّنت المدينة موسمها الصيفي بفعالية صغيرة، أعادت بعض الفرح إلى نفوس السعوديين.
«شارع الفن» في أبها، فعالية صيفية جديدة تجاور مسرح المفتاحة، الشهير بحفلاته الغنائية واستضافته عروضًا مسرحية جمة خلال الأعوام الماضية، جامعًا في ممشاه الطويل الذي يمتد من بحيرة سد أبها مرورًا بعدد من مباني المؤسسات والقطاعات الحكومية، جملة من الفنون البصرية والسمعية.
الفعالية تعد متحفًا فنيًا مفتوحًا للعامة، تسمع بين جنباته أصوات أشهر مطربي السعودية، مثل محمد عبده، والراحل طلال مداح، وغيرهم، وهو ما يحوله إلى مقصد سياحي بارز، بالتكامل مع مركز الملك فهد الثقافي بقرية المفتاحة التشكيلية.
يعرض خلال الفعالية، التي ستستمر أكثر من أربعين يوما، إنتاج كثير من المواهب والمدارس الفنية، إلى جانب أكثر من 10 معارض للمراسم.
الموقع الذي تزين بعقد «شارع الفن» كان قبل ما يقرب من 3 قرون قرية شعبية محاطة بمزارع كانت تدرّ بعض خيرات أهل المدينة وما جاورها، لكنها عادت اليوم بصورة عصرية.
وعادة ما يختتم المهرجان بتوزيع جوائز «المفتاحة»، التي أصبحت جوائز بارزة على المستوى المحلي والإقليمي، تذهب عادة إلى كثير من الرواد والمتميزين داخل السعودية. ويتخلل حفل الختام أوبريت غنائي يعلن به انتهاء المهرجان الموسمي.
شارع الفن، ولادة جديدة في مهرجان أبها، التي اعتادت العيش في أجواء الحفلات الفنية منذ أعوام، بحضور بدائل تمثلت في مهرجان أبها للكوميديا الثاني، الذي انتهى أول من أمس، وكان مسرح المفتاحة منصة لعروض مسرحية رجالية ونسائية وفعاليات أخرى.
قرية المفتاحة هي أهم المعالم الحضارية والفنية والثقافية في المدينة، التي كفلت لها قيمة نوعية عن المناطق الأخرى في السعودية، بضمها كثيرًا من مراسم الفنانين، واحتضانها معارض محلية وعالمية مرتبطة بمناخ تقليدي عصري، مزج بين الأصالة المعمارية والروح الجديدة.
ووسط توقعات أن تعيش أبها مهرجانها القادم في صيف 2017 بصورة أكبر تترافق مع اختيارها عاصمة للسياحة العربية، بمقومات وجودية وجغرافية وبنية أساسية على صعيد الفنون ومجالات جذب السياحة إلى المدينة والمنطقة عمومًا، إذ توجد قرية هي الأولى من نوعها في السعودية تعنى بالفنون التشكيلية والفوتوغرافية والصناعات الحرفية العسيرية والوطنية، التي تستقطب محبي الفنون وغيرهم من الأطياف الفنية.
ولتاريخ مدينة أبها السياحي، السبق في المهرجانات الصيفية بالسعودية، التي تعد هي النواة الأساسية لولادة هيئة السياحة والتراث الوطني، بمهرجان تربع لأكثر من 30 عامًا على عرش المهرجانات السياحية التي استظلت تحت مظلة هيئة السياحة السعودية، مستفيدة من العوامل الطبيعية وجغرافيتها التي منحت لها بريقًا جاذبًا.