براون: ألاردايس سيفرض أسلوبه على المنتخب الإنجليزي ولن يتأثر بالانتقادات

مدرب إنجلترا الجديد تحت منظار مساعده السابق في بولتون وبلاكبول

براون أكد أن ألاردايس لا يميل للكرات الطويلة مثلما يشاع عنه («الشرق الأوسط») - ديفو قدم مع ألاردايس أفضل ما لديه («الشرق الأوسط»)
براون أكد أن ألاردايس لا يميل للكرات الطويلة مثلما يشاع عنه («الشرق الأوسط») - ديفو قدم مع ألاردايس أفضل ما لديه («الشرق الأوسط»)
TT

براون: ألاردايس سيفرض أسلوبه على المنتخب الإنجليزي ولن يتأثر بالانتقادات

براون أكد أن ألاردايس لا يميل للكرات الطويلة مثلما يشاع عنه («الشرق الأوسط») - ديفو قدم مع ألاردايس أفضل ما لديه («الشرق الأوسط»)
براون أكد أن ألاردايس لا يميل للكرات الطويلة مثلما يشاع عنه («الشرق الأوسط») - ديفو قدم مع ألاردايس أفضل ما لديه («الشرق الأوسط»)

مثلما يقول جميع من سبق لهم العمل مع سام ألاردايس، فإن المظاهر قد تكون خادعة للغاية. خلال الفترة التي قضاها داخل الملاعب في مركز قلب الدفاع، لم يكن ألاردايس مستساغًا للعين طيلة الوقت، لكن يبدو أن الجماهير الذين راقبوه باهتمام سرعان ما أدركوا أنها قادر على تقديم أداء جيد. وظل هذا النمط قائمًا على مدار مسيرته بمجال التدريب، ذلك أنه بمجرد أن تقع أعين الناس عليه يساورهم الاعتقاد بأنه شخص «ضخم وقاسٍ وطائش».
إلا أنه في واقع الأمر، يتميز ألاردايس بقدر عال من الذكاء والموهبة والمهارة الفنية، وتكمن نقطة قوته الكبرى كمدرب لإنجلترا في أنه سيمنح اللاعبين الهوية التي كانت غائبة خلال المباريات التي خاضوها في بطولة «يورو 2016».
المؤكد أن غياب الهوية يمثل المشكلة الكبرى التي تعانيها إنجلترا. المعتقد أن المنتخب الإنجليزي تحت قيادة ألاردايس سيخوض المباريات بطابع مميز وفخر وشغف، وقبل كل شيء، سيعمد ألاردايس لاستغلال نقاط القوة لدى لاعبيه. المنتخب الإنجليزي لن ينسخ أسلوب أداء إسبانيا أو فرنسا أو إيطاليا أو بلجيكا. ويكمن جوهر رسالة ألاردايس للاعبيه في: «ابقوا صادقين مع أنفسكم، كونوا أنفسكم ولا تحاولوا محاكاة أي شخص».
إن ألاردايس رجل يحمل بداخله دافعًا قويًا نجح في دفع بولتون للصعود إلى الدوري الممتاز قبل أن يقود الفريق في مسابقات أوروبية. وهو مثله مثل أفضل المدربين دائمًا ما يرى الصورة الأكبر للأحداث. وهذا ليس ما جعله يختلف عن بعض المدربين الآخرين فقط، لكن سيكون في صالح إنجلترا على المدى الطويل.
يتمتع ألاردايس برؤية أوسع أعتقد أنها تؤهله لأن يصبح رئيسًا لأحد الأندية الرياضية يومًا ما - والمؤكد أنه سيصبح بطلاً وقدوة للمدربين الإنجليز الشباب. ولن تكون مفاجأة بالنسبة لي أن يجري تحميل شخص مثل اللاعب السابق كيفين نولان دورًا ما مع المنتخب الإنجليزي.
المؤكد أن ألاردايس سيتحدى الأفكار التقليدية القائمة والمفاهيم الرياضية المحيطة باتحاد كرة القدم ولن يبدي تساهلاً في التعامل مع الحمقى، وإنما سيشدد على أنه «إما أن أمضي بالأسلوب الذي يحلو لي وإما أن أرحل».
في الوقت ذاته، يبدو ألاردايس على استعداد دومًا للإنصات لوجهات النظر المختلفة، بل وتنفيذ بعضها أحيانًا. أما كبرى مميزات ألاردايس فتتمثل في أن من حوله يعملون معه، وليس تحت إمرته، وهو أمر بالغ الأهمية ويفسر هذا بصورة جزئية كون أسلوب إدارته للأشخاص المحيطين به نقطة قوة كبرى بالنسبة له. في ظل قيادة ألاردايس، يشعر اللاعبون وأفراد فريق العمل بالتقدير - وهو ما شعرت به معه في بولتون - وعادة ما ينجح هذا في دفع المحيطين به إلى تقديم أفضل ما لديهم، وبث مشاعر الثقة والولاء بداخلهم. إن ألاردايس يحرص على التعامل مع اللاعبين باعتبارهم جزءًا من أسرته الكبيرة.
في ظل قيادة ألاردايس، يشعر جميع أفراد فريق العمل بأنهم مشاركون في العمل. وأتذكر دومًا صباح اليوم الذي أتى ألاردايس إلى بولتون ونظر إلى اللوحة التي يجري عليها رسم تكتيكات اللعب. كان في الليلة السابقة قد مر بليلة حافلة بالأحداث، ونظر إلى اللوحة وضحك ومزح بشأن تدخل بعض اللاعبين في الرسم على اللوحة ووضعوا ريكاردو غاردنر، لاعب الجناح، في مركز الظهير الأيسر. وسألني سام: «هل فعلت هذا يا براوني؟ هل تلك فكرتك؟»، وأجبت: «لا، إنه الرجل المسؤول عن المعدات».
وسرعان ما أدرك ألاردايس أن هناك فكرة عبقرية محتملة وطلب مني استدعاء الرجل المسؤول عن المعدات إلى مكتبه حيث وجه إليه الشكر، وأخبره أنه سيجرب بالفعل الاستعانة بريكاردو غاردنر في مركز الظهير الأيسر في المباراة التالية.
وقد كان ألاردايس صادقًا بما يكفي لأن يخبره بأنه باعتباره المدرب سيتلقى الثناء حال نجاح هذا التغيير، لكن بالمثل سيتحمل اللوم حال فشله. وقد حرص ألاردايس على أن يعلم الشخص المسؤول عن المعدات أنه حال نجاح هذا التغيير، فإن الدور الذي لعبه لن ينسى وسينال التقدير المناسب. وحدث هذا بالفعل. وأبلى ريكاردو بلاءً حسنًا في مركز الظهير الأيسر، بل وبدأ مسيرة جديدة تمامًا داخل الملاعب كظهير أيسر.
ورغم أن البعض يشكك في قدرة ألاردايس على التكيف مع مسألة الانتقال من تدريب ناد محلي إلى التدريب على الصعيد الدولي، لكنني لا أرى أن الوضع يختلف كثيرًا بين المجالين، وإنما سيعمل ألاردايس على تحويل المنتخب إلى ما يشبه نادي إنجلترا. كما شكك البعض في قدرته على التعامل مع اللاعبين الإنجليز شديدي الغرور، لكن بعدما رأيته يستخلص من بعض أفضل المواهب الكروية في إنجلترا أفضل ما لديهم داخل الملعب خلال عملي معه في بولتون، لا يخالجني أدنى قلق بهذا الخصوص. ومن بين اللاعبين الكبار الذين سبق أن تعامل معهم ألاردايس بكفاءة المهاجم الفرنسي الدولي يوري دجوركاييف، الذي سبق له الفوز بكأس العالم، ولاعب خط الوسط النيجيري جاي أوكوتشا والمهاجم الفرنسي نيكولاس أنيلكا والمدافع الإسباني فيرناندو هيرو ولاعب خط الوسط الإسباني إيفان كامبو.
في الواقع، يتميز ألاردايس بالبراعة في إحياء أداء اللاعبين، وقد عاينا جميعًا مثالاً جيدًا على ذلك في سندرلاند الموسم الماضي، عندما نجح في تحويل الفرنسي يونس قابول من كارثة في قلب الدفاع إلى مدافع ممتاز كان من أبرز الأسباب وراء تجنب سندرلاند خطر الهبوط. كان قابول قد تعرض للتجاهل من قبل المدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو في توتنهام هوتسبير، كما أن ديك أدفوكات، سلف ألاردايس، لم يكن يحصل على استجابة من اللاعب. ومع هذا، سرعان ما تحسن أداء اللاعب على نحو ملحوظ داخل الملعب تحت قيادة ألاردايس. وحتى خارج الملعب، أصبح لقابول دور مهم داخل غرفة تغيير الملابس حيث تولى، بتشجيع من ألاردايس، تولي دور القائد وأصبح له تأثير مهم وإيجابي على اللاعبين المتحدثين بالفرنسية في سندرلاند.
وصدقوني فإن ألاردايس لا يميل للكرات الطويلة مثلما يشاع عنه وإذا كان لديك أوكوتشا في فريقك، لا يمكنك اللعب على هذا النحو. وإذا كان لديك ستيوارت داوننغ، لن تتمكن من اللعب على هذا النحو، وإذا كان لديك مهاجم في ضآلة جسد جيرمين ديفو يلعب كمهاجم وحيد (مثلما كان الحال في سندرلاند)، فإنك بالتأكيد لن تلعب بهذا الأسلوب. وصدقوني، يدرك ألاردايس جيدًا ما يعنيه اللعب بين الخطوط، وأعتقد أن المنتخب تحت قيادته سيبهر الكثيرين. خلال عمله مع المنتخب، سيحرص على استغلال نقاط قوة اللاعبين ودفعهم لتقديم أفضل ما لديهم.
يذكر أنه في نهاية مشواره داخل الملاعب، وبعد انضمامه إلى بريستون، نجح ألاردايس في تعديل أسلوب لعبه وأثبت للجميع قدراته. ومن الممكن أن نشهد أمرًا مماثلاً الآن، لكن الأمر المؤكد أنه لن يفعله فهو استبعاد لاعبين باستطاعتهم تقديم أداء جيد مع إنجلترا لمجرد أن أداهم لا يبدو مريحًا للعين. إن ما يهم ألاردايس حقًا هو قدرة اللاعب على تنفيذ المهمة الموكلة إليه.
ومن المفيد أيضًا أن نجد أنه مر بأوقات عصيبة من قبل، فقد عانى من افتقاره إلى الشعبية في نيوكاسل ووستهام، وتعرض للمعاناة مرات عدة، مما يعني أنه يعي جيدًا كيفية التكيف مع الصعاب. في الواقع، لقد خبر هذه اللحظات كثيرًا لدرجة تجعل من الصعب أن تؤثر فيه انتقادات وسائل الإعلام. لقد كان أهم درس علمني إياه ألاردايس أنه يجب أن أكون صادقًا مع نفسي، حتى لو سبب هذا لي الأذى على المدى القصير.
أما بالنسبة لمخاوفي مع إنجلترا؟ فإن قلقي الوحيد ينصب على ضرورة أن ينال الثقة اللازمة من مدربي الدوري الممتاز لأن ذلك مهم لأن يقوم بعمله جيدا مع المنتخب الوطني. في الواقع، يتمتع ألاردايس بوجود الكثير من الأصدقاء من حوله بمجال كرة القدم، لكن مثلما شاهدنا من قبل فإن العلاقات بين مدربي الأندية والمدربين الدوليين قد يصيبها التوتر أحيانا. ويحتاج ألاردايس لأن يحظى بثقة كاملة في قدرته على الاهتمام بشؤون لاعبيه لكنني سأقف بجوار ألاردايس حتى ينال الثقة التي يستحقها.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».