المعارضة السورية ترفض «تجزئة» حلول الأزمة السورية

اجتماع طارئ في الرياض لمناقشة وثيقة كيري ـ لافروف والمفاوضات

المعارضة السورية ترفض «تجزئة» حلول الأزمة السورية
TT

المعارضة السورية ترفض «تجزئة» حلول الأزمة السورية

المعارضة السورية ترفض «تجزئة» حلول الأزمة السورية

نفى المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات د. نعسان آغا، علم الهيئة بأي معلومات حول الاتفاق الروسي - الأميركي حول سوريا، مبينًا أن الهيئة لم تستلم حتى هذه اللحظة دعوة رسمية من قبل المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا باستئناف المفاوضات التي أعلن عن استئنافها في نهاية أغسطس (آب) المقبل.
ورفضت الهيئة العليا للمفاوضات، ما ورد في محضر «اجتماع بروكسل» حول الاتفاق الروسي - الأميركي الذي نشرته «الشرق الأوسط»، أمس، وقال نعسان آغا، إنه لا يعدو ذرًا للرماد في العيون، يطيل أمد الحرب ويعزز الصلف الذي يمارسه بشّار الأسد ضد الشعب السوري، من خلال إحكام الحصار على المدنيين في حلب وغيرها.
وشددت الهيئة على «عدم قبولها بتجزئة الحلول وتأجيل رحيل الأسد»، مؤكدة ثقتها بثوّارها للتصدي للعدوان الذي يقوده النظام والإيرانيون وما يسمى «حزب الله»، بمساعدة موسكو، بعزيمة لا تلين.
وقال: «تغيب عنّا تفاصيل ما دار بين موسكو وواشنطن في حقنا كشعب وثورة ومعارضة، ما يجعلنا نرتاب بأن هناك شروطًا ستفرض علينا وهذا لن يكون، ولكن نعلم أنه لا حل لسوريا إلا إذا رحلت الطائرات الروسية، لأنها هي التي تبقي بشار الأسد وحلفاءه في الساحة، وهذا يعني أنهم يريدون حلا عسكريًا، ولن يفلحوا في ذلك».
من جهته، قال سعد الزعبي رئيس الوفد المفاوض في جنيف في اتصال هاتفي من العاصمة القطرية الدوحة لـ«الشرق الأوسط»، إنه «لا مجال للقبول بتجزئة التعامل مع الأزمة السورية البتة، إذ إن الاتفاقية بهذا الشكل لا تعنينا في شيء، فهي لا تعدو أن تكون مجرد عملية لقتل الزمن وزرع اليأس في المعارضة السورية، وهذا لن يحدث أبدًا ولن ينال من عزيمتنا، لأن ذلك جاء في وقت حزمت فيه الهيئة العليا التي تمثل المعارضة السورية بكل مكوناتها الأمر، من خلال التمسك بقرارات الأمم المتحدة التي أصدرها مجلس الأمن الدولي، والتي تستدعي تنفيذ الشروط التي وردت في بنود القرار 2254، وهي توصيل المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها في المناطق المحاصرة بشكل مستمر».
وتابع الزعبي: «الاتفاق الروسي - الأميركي، تأكيد لإذعان واشنطن لأوامر موسكو فقط، إذ إن جون كيري وزير الخارجية الأميركي أذلّ بلاده بهذا الخنوع والرضوخ لمطالب روسيا، والضريبة يدفعها الشعب السوري، من خلال ما يتعرض له من قصف جوي يقضي على الأخضر واليابس ولا يفرق بين مدني ومعارضة».
وعن التعهدات الروسية للجانب الأميركي التي أفصحت عن لائحة الاتفاق الثنائي، بالعمل على الفصل بين «النصرة» والمعارضة، أكد رئيس الوفد المفاوض في جنيف، أن هذا التعهد من المستحيل تنفيذه، وفق العلم والواقع العسكري.
ولفت إلى أن الهيئة تتوجه حاليًا لعقد اجتماع طارئ في الرياض نهاية الأسبوع الأول من شهر أغسطس المقبل، بهدف مناقشة المستجدات على الساحة، ومن بينها تفاصيل ومآلات وثيقة الاتفاق الروسي - الأميركي التي سرّبها أوروبيون إلى وسائل الإعلام، إضافة إلى دعوة المبعوث الأممي دي ميستورا إلى استئناف المفاوضات نهاية الشهر المقبل.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.