آمال برفع الحظر عن الطيران بعد زيارة وفد بريطاني للقاهرة

مصر تعول على جهود جمعية الصداقة البرلمانية في تعزيز العلاقات بين البلدين

آمال برفع الحظر عن الطيران بعد زيارة وفد بريطاني للقاهرة
TT

آمال برفع الحظر عن الطيران بعد زيارة وفد بريطاني للقاهرة

آمال برفع الحظر عن الطيران بعد زيارة وفد بريطاني للقاهرة

على مدار ثلاثة أيام، احتفى كبار المسؤولين في مصر، وفي مقدمتهم الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالزيارة التي أجراءها وفد البرلمان البريطاني برئاسة السير جيرالد هاورث، عضو مجلس العموم عن حزب المحافظين. وقالت مصادر دبلوماسية لـ«الشرق الأوسط» أمس: إن «مصر تعول على الوفد في لعب دور كبير خلال الفترة المقبلة في تعزيز العلاقات مع بريطانيا، ورفع حظر السفر الذي تفرضه لندن على مواطنيها إلى منتجعي شرم الشيخ والغردقة».
وقررت دول غربية عدة، من بينها روسيا وبريطانيا، تعليق رحلاتها الجوية إلى مصر منذ حادث تحطم الطائرة الروسية فوق أراضي سيناء نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وتعتقد بريطانيا أن هجوم إرهابي وراء الحادث.
وقالت النائبة داليا يوسف، وكيل لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب المصري: إن «الوفد البريطاني دشن جمعية لجنة الصداقة البرلمانية المصرية البريطانية، التي تتكون من 15 عضوا»، وتتولى هي رئاستها.
وأضافت، أن هدف الزيارة هو إطلاع الرأي العام البريطاني على كل ما يحدث في مصر، ومدهم بالمعلومات الصحيحة عن مصر لوقف مسلسل تشويه الدولة بالخارج، حيث شملت الزيارة لقاءات مع مجموعة من المسؤولين المصريين.
ويقطن في بريطانيا المئات من عناصر جماعة الإخوان المسلمين، المناهضة للحكم في مصر وتصنفها الحكومة المصرية على أنها جماعة «إرهابية». وفي نهاية العام الماضي خلصت مراجعة أجرتها الحكومة البريطانية في أمر جماعة الإخوان إلى أن «الانتماء للجماعة السياسية أو الارتباط بها ينبغي اعتباره مؤشرا محتملا على التطرف، لكن ينبغي ألا تُحظر الجماعة في بريطانيا».
وفي إطار جولته المكوكية، التقى الوفد البرلماني البريطاني أمس وزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي. وقالت وكالة «أنباء الشرق الأوسط» الرسمية: إن «اللقاء تناول تبادل الرؤى تجاه ما تشهده الساحتان الإقليمية والدولية من تطورات، وانعكاساتها على الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط». وأعرب الوزير عن تطلعه أن تشهد المرحلة المقبلة مزيدا من التعاون والتنسيق المشترك نحو القضايا كافة ذات الاهتمام المشترك بين البلدين.
كما استقبل الوفد وزير العدل المستشار حسام عبد الرحيم، الذي أكد حرصه على توطيد علاقات التعاون القضائي والقانوني بين مصر وبريطانيا، مشيرا إلى أنه رغم اختلاف النظم القانونية بين البلدين، فإن التعاون بينهما يجب أن يمتد للمجالات كافة، خصوصا فيما يتعلق بتسليم المتهمين والمحكوم عليهم واسترداد الأموال المهربة.
وتناول اللقاء موضوعات تتعلق بحقوق الإنسان كضمانات المسجونين، حيث أكد وزير العدل أن السجون المصرية تخضع لوزارة الداخلية تحت إشراف النيابة العامة، التي تعد هيئة قضائية مستقلة، وأنه يتم تحت رقابتها التفتيش الدوري على السجون ومعاملة المساجين داخلها.
وتأمل مصر أن يكون تعزيز علاقاتها مع لندن، وسيلة لتحسين صورتها على المستوى الأوروبي، في ظل تهديد البرلمان الأوروبي بتعليق المساعدات المقدمة إلى مصر، ردا على مقتل الشاب الإيطالي جوليو ريجيني مطلع العام الحالي 2016 في القاهرة، وعدم التوصل إلى أسباب الحادث حتى الآن. بالإضافة إلى قرار البرلمان الإيطالي تعليق تزويد مصر بقطع غيار الطائرات الحربية.
وسبق أن التقى الوفد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أول من أمس ضمن برنامج الزيارة، الذي عبر عن تطلع بلاده للارتقاء بأطر التعاون الثنائي مع بريطانيا. وقال المتحدث الرئاسي السفير علاء يوسف: إن اللقاء شهد تباحثا حول عدد من الموضوعات المتعلقة بالعلاقات الثنائية، ومن بينها الحظر الذي لا تزال تفرضه بريطانيا على الطيران إلى شرم الشيخ، والإجراءات التي تتخذها مصر بالتعاون مع السلطات البريطانية؛ سعيا لرفع هذا الحظر، حيث أكد أعضاء الوفد البريطاني دعمهم الخطوات الرامية إلى عودة السياحة البريطانية لمصر.
ودأبت لندن على إرسال وفود أمنية وسياسية لمتابعة إجراءات التأمين في المطارات مصرية. ومن المنتظر أن يزور الوفد مدينة شرم الشيخ؛ بهدف الاطلاع على الأوضاع في المدينة، والتأكد من الاستقرار.
وشدد رئيس مجلس النواب المصري علي عبد العال، خلال لقائه الوفد، على أهمية رفع الحظر البريطاني عن الطيران والسماح باستعادة حركة السياحة لسابق عهدها؛ لما تمثله من أهمية لمصر وللاقتصاد المصري، وقال: إن «مصر اتخذت الإجراءات الأمنية كافة اللازمة لرفع مستويات الأمن في المطارات إلى درجاتها القصوى»، داعيا الجانب البريطاني إلى الاطلاع على هذه الإجراءات بأنفسهم خلال زيارتهم إلى مدينة شرم الشيخ.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.