الأمم المتحدة ترمم مناطق في حمص القديمة

منطقة وادي السياح التي كانت تعاني الازدحام ذات يوم في مدينة حمص السورية، أصبحت الآن تعاني أيضا... لكن من كثرة الركام، فبعد مرور أكثر من خمس سنوات على تفجر الصراع في سوريا تمتلئ شوارع المنطقة بالأنقاض.
وحمص واحدة من المدن السورية التي كانت تتعرض لقصف يومي تقريبا من قوات النظام منذ تحول الانتفاضة على رئيس النظام السوري، بشار الأسد، فيها في عام 2011، إلى تمرد مسلح.
لكن الآن تُبذل جهود لترميم مناطق معينة في حمص بعد أن استعادت قوات الأسد السيطرة عليها من مسلحي المعارضة في 2014. ويمول مشروع الترميم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
وعلى الرغم من الصراع، فقد قرر البرنامج الإنمائي ترميم حمص لإنعاشها اقتصاديا. وقال أكيكو سوزاكي، نائب المدير القُطري لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في سوريا، إن ذلك يساعد سكان المدينة على العودة لها.
وأضاف سوزاكي أن عملية الترميم تشمل رفع الأنقاض وتمويل مشروعات صغيرة، ويوظف المشروع عمالا محليين.
وقال محمد رجب، مشرف المشروع، لـ«رويترز»، إن السكان بدأوا في العودة بأعداد قليلة.
وأضاف: «رجع كثيرون حتى الآن إلى السوق المسقوفة، وهناك أكثر من 20 شخصا فتحوا محلاتهم، وعادوا لتركيب أقفال لأبواب المحلات، في منطقة الناعورة والسوق المسقوفة وسوق بالحميدية، وبجورة الشياح فُتح ستة أو سبعة محلات حتى الآن... عودة البعض تشجع الآخرين».
ومن بين العائدين من سكان حمص، صاحب مخبز يدعى عمار زوين كان قد غادر المدينة في 2012 وعاد لها قبل بضعة أشهر. قال زوين الذي يقع مخبزه في منطقة وادي السايح لـ«رويترز»: «سأعود لفتح المحل لأنه مصدر رزقي، ومنذ ست سنين تقريبا عايشين بصعوبة كبيرة. نشتغل أي شي. أنا صاحب مخبز وعندي محل ومن دون مصدر رزق نعيش منه الآن. لولا المعونات التي نحصل عليها».
وعاد أيضا قبل تسعة أشهر، رجل صاحب محل ملابس في السوق المسقوفة يدعى مؤيد طرشة. وقال طرشة: «البيع والشراء كحركة تجارية، خفيفة. والهدف من فتح محلاتنا هي بتشجيع الآخرين للعودة إلى محلاتهم».
وقال سوزاكي إن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لديه مخصصات تقدر بأكثر من مليون دولار لهذا المشروع، وإنهم ما زالوا يجمعون التبرعات له.