بمساندة التحالف..حملة مرتقبة لتطهير أبين من الإرهاب

5 آلاف مقاتل من الجيش والمقاومة يشاركون في العمليات

قوات الحزام الأمني من المرتقب أن تلعب دورًا في تحرير أبين ({الشرق الأوسط})
قوات الحزام الأمني من المرتقب أن تلعب دورًا في تحرير أبين ({الشرق الأوسط})
TT

بمساندة التحالف..حملة مرتقبة لتطهير أبين من الإرهاب

قوات الحزام الأمني من المرتقب أن تلعب دورًا في تحرير أبين ({الشرق الأوسط})
قوات الحزام الأمني من المرتقب أن تلعب دورًا في تحرير أبين ({الشرق الأوسط})

أكدت مصادر عسكرية رفيعة المستوى لـ«الشرق الأوسط» أن قرار تطهير محافظة أبين من الجماعات الإرهابية وانتشار قوات أمنية في عموم مدن ومديريات المحافظة، قد اتخذ بشكل نهائي، وأن معركة التطهير التي سيشارك فيها التحالف باتت قريبة، وبانتظار ساعة التحرير.
وأشارت المصادر إلى استعدادات مكثفة تجريها قوات عسكرية وأمنية بعدن منذ أسابيع، وقالت إن المعركة ستتم عبر قوتين مختلفتين، الأولى مهمتها تطهير أبين وخوض المعركة مع الجماعات الإرهابية، وتضم قوات الجيش واللجان الشعبية وأفراد المقاومة، أما القوة الثانية فستكون مهمتها الانتشار وتثبيت النقاط الأمنية، إلى جانب السيطرة على المرافق الحكومية وحمايتها، ويتولى تلك المهمة قوات الحزام الأمني.
وقالت المصادر ذاتها إن قوات التحالف العربي بعدن ستشرف ميدانيًا على العملية العسكرية الضخمة والتي سيشارك فيها أكثر من 5 آلاف مقاتل، ألفان مقاتل منهم سيخوضون الحرب مع الإرهابيين، و3 آلاف مقاتل مهمتهم الانتشار الأمني ونصب النقاط وحفظ الأمن والاستقرار وتعقب الجيوب الإرهابية.
وأوضحت المصادر أن قائد اللجان الشعبية بمحافظة أبين عبد اللطيف السيد سيكون ضمن القادة العسكريين والميدانين للحملة العسكرية المرتقبة بمشاركة المئات من عناصره الذين تلقوا تدريبا في عدن منذ أشهر.
ومن المرتقب أن تكون الحملة العسكرية حاسمة ودقيقة، كون الاستعداد لها بدأ منذ وقت مبكر، وستنطلق عمليات التحرير العسكرية من عدة محاور بمرافقة طيران التحالف العربي.
وفي السياق ذاته، أكد قائد اللجان الشعبية بمحافظة أبين وقوف أفراد اللجان الشعبية والمقاومة بقوة إلى جانب قوات من الجيش التي تستعد لدخول أبين قريبا.
وقال السيد في بيان: «على الحكومة أن تدرك أن الاستقرار في عدن والمحافظات الأخرى لن يحدث إذا ما ظلت الجماعات المسلحة، وأن أي جهد للحكومة في عدن سيذهب أدراج الرياح ما لم يتم إعادة أبين إلى حضن الدولة، نافيًا في الوقت نفسه ما نشر عن تعرضه لأي محاولة اغتيال يوم أول من أمس (الاثنين).
وتأتي الحملة العسكرية بعد نجاح قوات الشرعية المدعومة من التحالف العربي وبمشاركة المقاومة في تطهير عدن ولحج وحضرموت من جماعة أنصار الشريعة جناح تنظيم القاعدة بجزيرة العرب، خلال الأشهر الماضية، وفرض سيطرتها الكاملة على تلك المحافظات وتمكنها من تحقيق الأمن والاستقرار خلال فترة قصيرة.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.