«بوكيمون غو» تصب مكاسب كبرى في قطاعات المطاعم والترفيه

أصبحت التجارة تختلط بالمتعة والتسلية.. والكثيرون أضافوها لقوائم الطعام

جرى تحميل البرنامج أكثر من 30 مليون مرة من الإنترنت مما عاد على الشركة التي ابتكرت اللعبة بعائدات بلغت 35 مليون دولار (رويترز)
جرى تحميل البرنامج أكثر من 30 مليون مرة من الإنترنت مما عاد على الشركة التي ابتكرت اللعبة بعائدات بلغت 35 مليون دولار (رويترز)
TT

«بوكيمون غو» تصب مكاسب كبرى في قطاعات المطاعم والترفيه

جرى تحميل البرنامج أكثر من 30 مليون مرة من الإنترنت مما عاد على الشركة التي ابتكرت اللعبة بعائدات بلغت 35 مليون دولار (رويترز)
جرى تحميل البرنامج أكثر من 30 مليون مرة من الإنترنت مما عاد على الشركة التي ابتكرت اللعبة بعائدات بلغت 35 مليون دولار (رويترز)

بدأ الزبائن من حاملي الهواتف المحمولة في التوافد على مطعم «هيفي سيز» بعد انتهاء ساعات العمل مباشرة، بدا الزبائن وكأنهم قد دفنوا وجوههم في هواتفهم وثبتوا أصابعهم على شاشاتها، فقد حضروا لالتقاط أكبر عدد ممكن من البوكيمون.
«فبعد انطلاق تلك اللعبة، زاد وجود الناس على هواتفهم المحمولة وبشكل شبه دائم حتى أثناء السير والأكل وحتى وقت الخروج للشارع»، وفق آنا ماري باركس، مديرة مطعم «هيفي سيز»، مضيفة «لست ممن يلعبون تلك اللعبة، ولذلك لا أعلم ما يجري». غير أنها تعرف أنه منذ انطلاق لعبة البوكيمون على الهواتف المحمولة منذ نحو أسبوعين وتحديد حانة روزلين كإحدى مناطق التجمع التي تعرف بـ«بوكستوبس»، ارتفعت مبيعات المشروبات لديهم.
«يعتبر شهر يوليو (تموز) من الشهور ذات المبيعات المنخفضة، لكن الوضع تغير هذا العام»، وفق باركز، مضيفة أن المطعم ابتكر مؤخرا قائمة من المشروبات المستوحاة من البوكيمون، وأصبحنا «نبيع مزيدا من المشروبات، لكن الناس يبدون منشغلين».
ففي واشنطن، أفاد أصحاب المطاعم والمحال التجارية، والفنادق وحتى الأندية الخاصة أن نشاطهم شهد ارتفاعا ملحوظا في أعداد الزوار الذين حضروا سيرا على الأقدام، مما زاد من الدخل حيث يحضر اللاعبون للأماكن المخصصة للقاء لجمع البيض وكرات وجرعات البوكي. جرى تحميل البرنامج أكثر من 30 مليون مرة من الإنترنت، مما عاد على الشركة التي ابتكرت اللعبة بعائدات بلغت 35 مليون دولار، بحسب شركة «سنسور تاور» المختصة بتحليل تطبيقات الهاتف المحمول.
أفاد بعض أصحاب الأعمال أنه من السابق لأوانه أن تحدد حجم الزيادة التي طرأت عليهم نتيجة للعبة الجديدة، لكن من المؤكد أن زيادة كبيرة قد طرأت.
وأفاد نيك تريانتيس، صاحب نادي خاص بمنطقة «دبونت سركل» قائلا: «مرت علينا أيام رائعة.. تستطيع أن ترى الرصيف خارج النادي مكتظا بلاعبي البوكيمون، لكن كثيرا من الزبائن أيضا باتوا يلعبون تلك اللعبة حتى داخل النادي». وأضاف: «نراهم جالسين على الطاولات يحدقون في هواتفهم، سأخبرك بشيء واحد: الناس أصبحت مفتونة بتلك اللعبة».
فعلى سبيل المثال، بدأ جيمس سباركس (51 عاما) ممارسة لعبة الحقيقة المدمجة الأسبوع الماضي، والآن بلغ المستوى الخامس عشر، وبات جيمس يقرر المكان الذي يتناول فيه القهوة أو العشاء طبقا لأفضل مكان يستطيع فيه التقاط بوكيمون: «فاللعبة تحدد المكان المفترض أن أذهب إليه»، بحسب جيمس.
الأسبوع الماضي، نجح باركز في إنجاز رحلة، بينما كان ينتظر وجبة العشاء بمطعم «جيرمان تاون إم دي» للبيتزا، حيث يقع المكان في المنتصف بين ملتقي «بوكيستوب»، و«بوكي جيم»، حيث يستطيع اللاعبون التباري مع الفرق المنافسة من أجل السيطرة.
«كنت أقف هنا في الصف لألتقط بعض الوحوش، وبمرور الوقت كانت البيتزا جاهزة. استطعت هزيمة ثلاثة وحوش، ووصلت لمكان تدريب البوكيمون، أو الجيم»، بحسب باركز، فني باتحاد التربية الوطنية.
أصبحت التجارة تختلط بالمتعة والتسلية، فمثلا اشترت دار بيع الكتب «بولييتيكس وبروز» المستقلة بمنطقة بشمال غربي واشنطن إحدى أدوات اللعبة المعروفة باسم «لورز» لاجتذاب شخصيات بوكيمان الجذابة للمكان.
كذلك دفع ناد بمنطقة نيلي الخميس الماضي ستة ملايين دولار للحصول على أدوات اللعبة «لورز»، وكانت النتيجة فورية، حيث ظهر نحو 250 شخصا تلك الليلة بالمكان الذي لم يكن عدد مرتاديه في السابق يزيد على 50.
«في لحظة معينة ظهرت شخصية اللعبة المسماة برويغون واهتاج الناس»، وفق المدير المساعد، في إشارة إلى الشخصيات النادرة في بوكيمون، مضيفا: «اللعبة تجعلك تحن للماضي بجنون».
بالنسبة لكثير من الأعمال التجارية فقد أصبح بوكيمون طريقة لجذب العملاء الجدد وربطهم بالعملاء الحاليين. فعن طريق إشارة المطعم للعبة، سوءا في قائمة الطعام أو على الأرصفة أو في موقع «فيسبوك»، تجد تلك المحال فرصة لتقول نحن هنا معكم.
على سبيل المثال، لجأ فندق ماريوت إنترناشيونال إلى مواقع «تويتر» و«فيسبوك» و«إنستغرام» ليتبادل صور النزلاء من مستخدمي بوكيمون في أماكن مختلفة بالفندق.
«لاعبو البوكيمون كانوا في المسبح، وفي واجهة الفندق، وتناولوا العشاء، وكانوا على الأسرة. بالفعل كانت ليلة مجنونة»، بحسب، ماثيو غليك، مدير التسويق الدولي بالفندق، مضيفا: «لم نكن لنحقق ذلك في مليون عام».
ليست كل المشروعات التجارية قادرة على اجتذاب تلك اللعبة، فعلى سبيل المثال، قال مدير مطعم «شكرات برونغ» بمنطقة إيرلنغتون، إحدى نقاط التجمع بوكيستوب، إن مطعمه لم يلتفت كثيرا للعبة أو للاعبيها.
وأضاف جوزيف ترنر، مدير المطعم: «أعتقد أنني لاحظت بعض الناس تمشى أثناء ممارستها لتلك اللعبة، لكن مشهد الناس تسير أثناء مشاهدة هواتفها ليس بالأمر الجديد».
بيد أن مشهد المارة الذين يلعبون بوكيمون أثناء السير أصبح جديرا بالاهتمام في مكتبة «كرامار بوكس»، ومقهى «أفترواردز» بمنطقة دبونت سركل، حيث بدأ المحل في وضع علامات بوكيمون على الرصيف، ونشر صور مرتاديه من مستخدمي اللعبة الجديدة على موقع «إنستغرام».
وقالت سارة بالين، مديرة التنظيم: «من الصعب ألا تلاحظ تجمعا لعدد كبير من الناس يشيرون بهواتفهم تجاه متجرك. فاللعبة تدفع الناس لدخول متجرك ولذلك نحن سعداء باللعب معهم».

خدمة «نيويورك تايمز»



«مؤتمر الأطراف الـ16» في الرياض يضع أسساً لمواجهة التصحر والجفاف عالمياً

استطاع «كوب 16 - الرياض» تأسيس مسارات عالمية جديدة لمكافحة التصحر والجفاف (الشرق الأوسط)
استطاع «كوب 16 - الرياض» تأسيس مسارات عالمية جديدة لمكافحة التصحر والجفاف (الشرق الأوسط)
TT

«مؤتمر الأطراف الـ16» في الرياض يضع أسساً لمواجهة التصحر والجفاف عالمياً

استطاع «كوب 16 - الرياض» تأسيس مسارات عالمية جديدة لمكافحة التصحر والجفاف (الشرق الأوسط)
استطاع «كوب 16 - الرياض» تأسيس مسارات عالمية جديدة لمكافحة التصحر والجفاف (الشرق الأوسط)

بعد أسبوعين من المباحثات المكثفة، وضع «مؤتمر الأطراف السادس عشر (كوب 16)» لـ«اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر» الذي يعدّ الأكبر والأوسع في تاريخ المنظمة واختتم أعماله مؤخراً بالعاصمة السعودية الرياض، أسساً جديدة لمواجهة التصحر والجفاف عالمياً، حيث شهد المؤتمر تقدماً ملحوظاً نحو تأسيس نظام عالمي لمكافحة الجفاف، مع التزام الدول الأعضاء باستكمال هذه الجهود في «مؤتمر الأطراف السابع عشر»، المقرر عقده في منغوليا عام 2026.

وخلال المؤتمر، أُعلن عن تعهدات مالية تجاوزت 12 مليار دولار لمكافحة التصحر وتدهور الأراضي والجفاف، مع التركيز على دعم الدول الأشد تضرراً، كما شملت المخرجات الرئيسية إنشاء تجمع للشعوب الأصلية وآخر للمجتمعات المحلية، إلى جانب إطلاق عدد من المبادرات الدولية الهادفة إلى تعزيز الاستدامة البيئية.

وشهدت الدورة السادسة عشرة لـ«مؤتمر الأطراف» مشاركة نحو 200 دولة من جميع أنحاء العالم، التزمت كلها بإعطاء الأولوية لإعادة إصلاح الأراضي وتعزيز القدرة على مواجهة الجفاف في السياسات الوطنية والتعاون الدولي، بوصف ذلك استراتيجية أساسية لتحقيق الأمن الغذائي والتكيف مع تغير المناخ.

ووفق تقرير للمؤتمر، فإنه جرى الاتفاق على «مواصلة دعم واجهة العلوم والسياسات التابعة لـ(اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر) من أجل تعزيز عمليات اتخاذ القرار، بالإضافة إلى تشجيع مشاركة القطاع الخاص من خلال مبادرة (أعمال تجارية من أجل الأرض)».

ويُعدّ «مؤتمر الأطراف السادس عشر» أكبر وأوسع مؤتمر لـ«اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر» حتى الآن، حيث استقطب أكثر من 20 ألف مشارك من مختلف أنحاء العالم، بمن فيهم نحو 3500 ممثل عن منظمات المجتمع المدني. كما شهد المؤتمر أكثر من 600 فعالية ضمن إطار أول أجندة عمل تهدف إلى إشراك الجهات غير الحكومية في أعمال الاتفاقية.

استدامة البيئة

وقدم «مؤتمر الأطراف السادس عشر» خلال أعماله «رسالة أمل واضحة، تدعو إلى مواصلة العمل المشترك لتحقيق الاستدامة البيئية». وأكد وزير البيئة السعودي، عبد الرحمن الفضلي، أن «الاجتماع قد شكّل نقطة فارقة في تعزيز الوعي الدولي بالحاجة الملحة لتسريع جهود إعادة إصلاح الأراضي وزيادة القدرة على مواجهة الجفاف». وأضاف: «تأتي استضافة المملكة هذا المؤتمر المهم امتداداً لاهتمامها بقضايا البيئة والتنمية المستدامة، وتأكيداً على التزامها المستمر مع الأطراف كافة من أجل المحافظة على النظم البيئية، وتعزيز التعاون الدولي لمكافحة التصحر وتدهور الأراضي، والتصدي للجفاف. ونأمل أن تسهم مخرجات هذه الدورة في إحداث نقلة نوعية تعزز الجهود المبذولة للمحافظة على الأراضي والحد من تدهورها، وبناء القدرات لمواجهة الجفاف، والإسهام في رفاهية المجتمعات في مختلف أنحاء العالم».

التزامات مالية تاريخية لمكافحة التصحر والجفاف

وتطلبت التحديات البيئية الراهنة استثمارات ضخمة، حيث قدرت «اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر» الحاجة إلى 2.6 تريليون دولار بحلول عام 2030 لإصلاح أكثر من مليار هكتار من الأراضي المتدهورة. ومن بين أبرز التعهدات المالية خلال المؤتمر «شراكة الرياض العالمية لمواجهة الجفاف» حيث جرى تخصيص 12.15 مليار دولار لدعم 80 دولة من الأشد ضعفاً حول العالم، و«مبادرة الجدار الأخضر العظيم»، حيث تلقت دعماً مالياً بقيمة 11 مليون يورو من إيطاليا، و3.6 مليون يورو من النمسا، لتعزيز جهود استصلاح الأراضي في منطقة الساحل الأفريقي، وكذلك «رؤية المحاصيل والتربة المتكيفة» عبر استثمارات بقيمة 70 مليون دولار لدعم أنظمة غذائية مستدامة ومقاومة للتغير المناخي.

وأكدت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، أمينة محمد: «عملنا لا ينتهي مع اختتام (مؤتمر الأطراف السادس عشر). علينا أن نستمر في معالجة التحديات المناخية؛ وهذه دعوة مفتوحة للجميع لتبني قيم الشمولية، والابتكار، والصمود. كما يجب إدراج أصوات الشباب والشعوب الأصلية في صلب هذه الحوارات، فحكمتهم وإبداعهم ورؤيتهم تشكل أسساً لا غنى عنها لبناء مستقبل مستدام، مليء بالأمل المتجدد للأجيال المقبلة».

مبادرات سعودية

لأول مرة، يُعقد «مؤتمر الأطراف» في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مما أتاح فرصة لتسليط الضوء على التحديات البيئية الخاصة بالمنطقة. وضمن جهودها القيادية، أعلنت السعودية عن إطلاق 5 مشروعات بيئية بقيمة 60 مليون دولار ضمن إطار «مبادرة السعودية الخضراء»، وإطلاق مرصد دولي لمواجهة الجفاف، يعتمد على الذكاء الاصطناعي؛ لتقييم وتحسين قدرات الدول على مواجهة موجات الجفاف، ومبادرة لرصد العواصف الرملية والترابية، لدعم الجهود الإقليمية بالتعاون مع «المنظمة العالمية للأرصاد الجوية».

دعم الشعوب الأصلية والشباب

وفي خطوة تاريخية، أنشأ «مؤتمر (كوب 16) الرياض» تجمعاً للشعوب الأصلية والمجتمعات المحلية لضمان تمثيلهم في صنع القرار بشأن إدارة الأراضي والجفاف. وفي هذا السياق، قال أوليفر تيستر، ممثل الشعوب الأصلية: «حققنا لحظة فارقة في مسار التاريخ، ونحن واثقون بأن أصواتنا ستكون مسموعة»، كما شهد المؤتمر أكبر مشاركة شبابية على الإطلاق، دعماً لـ«استراتيجية مشاركة الشباب»، التي تهدف إلى تمكينهم من قيادة المبادرات المناخية.

تحديات المستقبل... من الرياض إلى منغوليا

ومع اقتراب «مؤتمر الأطراف السابع عشر» في منغوليا عام 2026، أقرّت الدول بـ«ضرورة إدارة المراعي بشكل مستدام وإصلاحها؛ لأنها تغطي نصف الأراضي عالمياً، وتعدّ أساسية للأمن الغذائي والتوازن البيئي». وأكد الأمين التنفيذي لـ«اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر»، إبراهيم ثياو: «ناقشنا وعاينّا الحلول التي باتت في متناول أيدينا. الخطوات التي اتخذناها اليوم ستحدد ليس فقط مستقبل كوكبنا؛ بل أيضاً حياة وسبل عيش وفرص أولئك الذين يعتمدون عليه». كما أضاف أن هناك «تحولاً كبيراً في النهج العالمي تجاه قضايا الأرض والجفاف»، مبرزاً «التحديات المترابطة مع قضايا عالمية أوسع مثل تغير المناخ، وفقدان التنوع البيولوجي، والأمن الغذائي، والهجرة القسرية، والاستقرار العالمي»