المنتدى الدولي التونسي للاستثمار يركز على التعاون مع التكتلات الكبرى

70 دولة تبحث تمكين تونس من إجراءات استثنائية لمواجهة التحديات الاقتصادية

المنتدى الدولي التونسي للاستثمار يركز على التعاون مع التكتلات الكبرى
TT

المنتدى الدولي التونسي للاستثمار يركز على التعاون مع التكتلات الكبرى

المنتدى الدولي التونسي للاستثمار يركز على التعاون مع التكتلات الكبرى

أكد ياسين إبراهيم، وزير التنمية والتعاون الدولي في تونس، أن المنتدى الدولي للاستثمار الذي ستحتضنه العاصمة التونسية، يومي 29 و30 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، سيركز على الملفات الاقتصادية التي تجمع تونس ومجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى والاتحاد الأوروبي.
ووجهت تونس دعوة إلى 70 دولة للمشاركة في المنتدى. وستمكن آلية التعاون الاقتصادي بين تونس ومجموعة الدول السبع والاتحاد الأوروبي، تونس من الاستفادة من إجراءات استثنائية خارج طرق الدعم التقليدية لإيجاد حلول للتحديات المالية وإعادة تنشيط الاقتصاد.
وأشار إبراهيم إلى أن مناخ الاستثمار في تونس يستعيد عافيته، وسيشهد تحسنًا كبيرًا خلال السنوات المقبلة، مؤكدًا على أن تونس قادرة على تقديم أرضية جيدة للإنتاج، مع خلق قيمة مضافة. كما أفاد الوزير أن تونس استثمرت خلال السنوات الخمس الأخيرة 19 مليار دينار تونسي (نحو 9.5 مليار دولار) في مجال الاستثمارات العمومية، وهي على استعداد لاستثمار أكثر من 30 مليار دينار تونسي خلال السنوات المقبلة لتحسين بيئة الاستثمار.
وعقدت تونس - حتى الآن - ثلاثة اجتماعات مع مجموعة الدول السبع الصناعية والاتحاد الأوروبي، في نطاق الإعداد للمنتدى الدولي للاستثمار، وشكلت خمس فرق عمل مشتركة تهتم بالمحاور المضمنة في مخطط التنمية الممتد بين 2016 و2020.
وتشتغل هذه الفرق، منذ تشكيلها، على مجموعة من الملفات الكبرى التي تتعلق بـ«الإصلاحات والحوكمة» و«البنية الأساسية المنتجة.. وجعل الاقتصاد التونسي اقتصادا محوريًا» و«التنمية اللامركزية» و«التنمية البشرية والاندماج الاجتماعي» و«الاقتصاد الأخضر والتنمية المستدامة».
ووفق وثيقة أعدتها السلطات التونسية حول مخطط التنمية الذي سيكون محور المنتدى الدولي للاستثمار، تطمح تونس إلى تحقيق نسبة نمو طموحة، في حدود 5 في المائة، خلال السنوات الخمس المقبلة، مقابل معدل نمو لم يتجاوز حدود 1.5 في المائة، خلال الفترة الممتدة بين عامي 2011 و2015.
وتصطدم هذه الطموحات بعدة تحديات، أهمها الانتقال من اقتصاد ضعيف التكلفة إلى اقتصاد دولي محوري، وذلك من خلال الحرص على إرساء نسيج اقتصادي أكثر تنوعا، وذي قدرة تشغيلية عالية، وضمان التنمية البشرية والاندماج الاجتماعي عن طريق ضمان جودة المنظومة التربوية، وتحسين التشغيلية، والحد من التفاوت بين الجهات الداخلية الأقل نموًا والجهات الساحلية، والتقليص في الفارق على مستوى مؤشر التنمية في الجهات بنسبة 30 في المائة.
وتعمل تونس على الارتقاء بحصة القطاعات ذات المحتوى المعرفي المرتفع من 20 في المائة من الناتج المحلي عام 2015، إلى 30 في المائة في عام 2020، إلى جانب تطوير البنية الأساسية والدعم اللوجيستي، والنهوض بالتجديد والابتكار، بالإضافة إلى الاهتمام بنسبة الإدماج في القطاعات المصدرة من 15 في المائة حاليًا، إلى 20 في المائة عام 2020، فضلاً عن تطوير الإنتاجية الإجمالية لعناصر الإنتاج بنسبة 2 في المائة في الخطة الخمسية المقبلة.
وتتطلب عملية بلوغ هذه الأهداف تقليص نسبة العجز، ليستقر عند حدود 6.8 في المائة من الناتج الداخلي العام سنة 2020، مقابل 8.5 في المائة عام 2015، ولأن هذا المستوى مرتفع نسبيا، فهو يفترض مجهودا استثنائيا لدعم التصدير ولكن أيضًا الزيادة المعتبرة للتوريد من أجل مواكبة جهود الاستثمار.
وعلى صعيد متصل بالاستثمار، حصلت تونس على مبلغ 145 مليون يورو (159 مليون دولار) من ألمانيا لتمويل مشاريع في القطاع الزراعي، وفي مجال الطاقات المتجددة، وستخصص هذه الاعتمادات المالية لإنجاز مشاريع ذات أولوية في مجالات التصرف في المياه والفلاحة والطاقات المتجددة والتنمية في الجهات والمناطق الريفية وفي قطاع التشغيل.



بكين تتهم أوروبا بفرض «حواجز تجارية غير عادلة»

سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
TT

بكين تتهم أوروبا بفرض «حواجز تجارية غير عادلة»

سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)

قالت الصين الخميس إن تحقيقاتها في ممارسات الاتحاد الأوروبي وجدت أن بروكسل فرضت «حواجز تجارية واستثمارية» غير عادلة على بكين، مما أضاف إلى التوترات التجارية طويلة الأمد.

وأعلنت بكين عن التحقيق في يوليو (تموز)، بعدما أطلق الاتحاد تحقيقات حول ما إذا كانت إعانات الحكومة الصينية تقوض المنافسة الأوروبية. ونفت بكين باستمرار أن تكون سياساتها الصناعية غير عادلة، وهددت باتخاذ إجراءات ضد الاتحاد الأوروبي لحماية الحقوق والمصالح القانونية للشركات الصينية.

وقالت وزارة التجارة، الخميس، إن تنفيذ الاتحاد الأوروبي للوائح الدعم الأجنبي (FSR) كان تمييزاً ضد الشركات الصينية، و«يشكل حواجز تجارية واستثمارية». ووفق الوزارة، فإن «التطبيق الانتقائي» للتدابير أدى إلى «معاملة المنتجات الصينية بشكل غير موات أثناء عملية التصدير إلى الاتحاد الأوروبي مقارنة بالمنتجات من دول أخرى».

وأضافت بكين أن النظام لديه معايير «غامضة» للتحقيق في الإعانات الأجنبية، ويفرض «عبئاً ثقيلاً» على الشركات المستهدفة، ولديه إجراءات غامضة أنشأت «حالة من عدم اليقين هائلة». ورأت أن تدابير التكتل، مثل عمليات التفتيش المفاجئة «تجاوزت بوضوح الحدود الضرورية»، في حين كان المحققون «غير موضوعيين وتعسفيين» في قضايا، مثل خلل الأسواق.

وأوضحت وزارة التجارة الصينية أن الشركات التي عدّت أنها لم تمتثل للتحقيقات واجهت أيضاً «عقوبات شديدة»، الأمر الذي فرض «ضغوطاً هائلة» على الشركات الصينية. وأكدت أن تحقيقات نظام الخدمة المالية أجبرت الشركات الصينية على التخلي عن مشاريع أو تقليصها، ما تسبب في خسائر تجاوزت 15 مليار يوان (2,05 مليار دولار).

وفي سياق منفصل، تباطأ التضخم في أسعار المستهلكين في الصين خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، فيما واصلت أسعار المنتجين الانكماش وسط ضعف الطلب الاقتصادي.

وألقت عوامل، تتضمن غياب الأمن الوظيفي، وأزمة قطاع العقارات المستمرة منذ فترة طويلة، وارتفاع الديون، وتهديدات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب فيما يتعلق بالرسوم الجمركية، بظلالها على الطلب رغم جهود بكين المكثفة لتحفيز القطاع الاستهلاكي.

وأظهرت بيانات من المكتب الوطني للإحصاء، الخميس، أن مؤشر أسعار المستهلكين ارتفع 0.1 في المائة الشهر الماضي على أساس سنوي، بعد صعوده 0.2 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني) السابق عليه، مسجلاً أضعف وتيرة منذ أبريل (نيسان) الماضي. وجاءت البيانات متسقة مع توقعات الخبراء في استطلاع أجرته «رويترز».

وظل مؤشر أسعار المستهلكين ثابتاً على أساس شهري، مقابل انخفاض بواقع 0.6 في المائة في نوفمبر، وهو ما يتوافق أيضاً مع التوقعات. وارتفع التضخم الأساسي، الذي يستثني أسعار المواد الغذائية والوقود المتقلبة، 0.4 في المائة الشهر الماضي، مقارنة مع 0.3 في المائة في نوفمبر، وهو أعلى مستوى في خمسة أشهر.

وبالنسبة للعام ككل، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين 0.2 في المائة بما يتماشى مع وتيرة العام السابق، لكنه أقل من المستوى الذي تستهدفه السلطات عند نحو ثلاثة في المائة للعام الماضي، مما يعني أن التضخم أخفق في تحقيق الهدف السنوي للعام الثالث عشر على التوالي.

وانخفض مؤشر أسعار المنتجين 2.3 في المائة على أساس سنوي في ديسمبر، مقابل هبوط بواقع 2.5 في المائة في نوفمبر، فيما كانت التوقعات تشير إلى انخفاض بنسبة 2.4 في المائة. وبذلك انخفضت الأسعار عند بوابات المصانع للشهر السابع والعشرين على التوالي.

ورفع البنك الدولي في أواخر ديسمبر الماضي توقعاته للنمو الاقتصادي في الصين في عامي 2024 و2025، لكنه حذر من أن أموراً تتضمن ضعف ثقة الأسر والشركات، إلى جانب الرياح المعاكسة في قطاع العقارات، ستظل تشكل عائقاً.