لبنان أمام خيار العودة للحضن العربي أو زيادة الشرخ خلال قمة نواكشوط

يواجه لبنان تحديا جديدا يوم غد الاثنين خلال مشاركته في القمة العربية الـ27 التي تنعقد هذا العام في العاصمة الموريتانية نواكشوط، باعتبار أن الوفد اللبناني الذي يرأسه رئيس الحكومة تمام سلام نظرا لاستمرار الفراغ في سدة رئاسة الجمهورية للعام الثاني على التوالي، سيحاول إعطاء الضمانات المطلوبة للعودة للحضن العربي، وفي حال فشل في ذلك، لا شك أن أي موقف سيتخذه خارج الإجماع سيزيد من الشرخ مع دول الخليج والذي بدأ باجتماع مجلس جامعة الدول العربية وتفاقم في منظمة التعاون الإسلامي وصولا لمؤتمر وزراء الداخلية العرب.
وقالت مصادر في الوفد اللبناني الذي سيشارك في القمة لـ«الشرق الأوسط» إن الرئيس سلام «سيحاول تلافي النقاط الخلافية والتصويب على نقاط التلاقي والاتفاق خلال الكلمة التي سيلقيها في الاجتماع كما خلال اللقاءات الجانبية التي سيسعى لعقدها مع ممثلي دول الخليج»، لافتة إلى أنّه «سيتمسك برؤيته التي تقول بعدم قدرة الجسد اللبناني على تحمل وضعه بمواجهة أحد مكوناته، كما بمواجهة الدول الصديقة». وأضافت: «لذلك سنؤكد تضامننا مع أمتنا وإخواننا العرب ولكن بالوقت عينه سنتفادى أي مواجهة داخلية من خلال مواقف نتخذها خلال هذه القمة، تطيح بالحكومة وتهدد الاستقرار الهش القائم في البلاد».
من جهته، قال وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس إن الوفد اللبناني سيركّز وبشكل خاص خلال مشاركته بالقمة على ملف اللاجئين السوريين، لافتا إلى أن بلدا يستقبل مليوني عربي، في إشارة إلى عدد اللاجئين السوريين والفلسطينيين «أولى بالرعاية والاهتمام وليس بتحميله فوق طاقته، خاصة أن كل العالم يعي أن تركيبة مجتمعنا لا تتيح لفئة من الفئات أن تفرض رؤيتها أو قرارها على سواها من المكونات».
وأوضح درباس في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن لبنان «سيطالب بمزيد من المساعدة والدعم لمواجهة أعباء النزوح السوري، والذي يُعتبر الأكبر من دون منازع»، لافتا إلى أنّه «لن يكون هناك لزوم لمحاولة رأب الصدع مع الدول العربية والخليجية باعتبار أن هذا الصدع أصلا غير موجود، وقد التقى الرئيس سلام بالملك السعودي سلمان بن عبد العزيز مؤخرا، وتم توضيح كل الأمور».
وبحسب الأمين العام المساعد للجامعة العربية أحمد بن حلي فإن القادة العرب سيستعرضون الاثنين والثلاثاء «كل الأزمات التي تعيشها الأمة العربية وجوانبها الأمنية» في إطار «مقاربة مناسبة وتوافقية». وتقدم المندوبون الدائمون بعدد من مشاريع قرارات تتناول تطورات الأزمة السورية في عامها السادس والوضع في كل من ليبيا واليمن والعراق بالإضافة إلى اتهام إيران بالتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية.
ولا تقتصر التحديات التي يواجهها لبنان خلال القمة المرتقبة على المواقف التي سيتخذها خلالها، بل تتعداها لملامح أزمة موريتانية - لبنانية على خلفية قرار الوفد اللبناني المبيت في المغرب، وما صدر عن وزير الصحة وائل أبو فاعور بهذا الخصوص لجهة قوله: إن «المفرزة السبّاقة» التابعة لرئاسة الحكومة توصلت إلى أن «الوضع مذر في نواكشوط ولا بنية جاهزة لاستقبال الضيوف ومبيتهم»، مشيرا إلى أن القمة ستعقد أصلا بخيمة، ملقيا اللوم على «العرب الذين لا يساعدون الدول الفقيرة كموريتانيا».