أزمة انقطاع التيار الكهربائي تزعج المصريين.. والحكومة تدعو لترشيد الاستخدام

محطات جديدة تدخل الخدمة.. ومحلب يؤكد التحسن التدريجي

أزمة انقطاع التيار الكهربائي تزعج المصريين.. والحكومة تدعو لترشيد الاستخدام
TT

أزمة انقطاع التيار الكهربائي تزعج المصريين.. والحكومة تدعو لترشيد الاستخدام

أزمة انقطاع التيار الكهربائي تزعج المصريين.. والحكومة تدعو لترشيد الاستخدام

وعدت الحكومة المصرية، أمس، بالتحسن التدريجي في واحدة من أهم المشاكل التي كانت من أسباب ثورة المصريين على حكم الرئيس السابق محمد مرسي، وهي أزمة انقطاع الكهرباء. كما وعدت الحكومة في اجتماع لها أمس بإيجاد حلول سريعة للمشكلة التي أصبحت مثار تندر المصريين خلال الأيام الأخيرة، وسط مخاوف من تفاقمها خلال فصل الصيف. وشددت الحكومة على ضرورة ترشيد الاستخدام المنزلي للكهرباء، مشيرة إلى أن ذلك سوف يسهم في تقليل الضغط على شبكة الكهرباء وفي تفادي ظاهرة انقطاع الكهرباء إلى أقل درجة ممكنة.
وتعاني مصر أزمة في الطاقة، لكن حكومة المهندس إبراهيم محلب قالت أمس إنه في إطار سعيها الحثيث لاحتواء أزمة نقص الوقود المسببة لانقطاع التيار الكهربائي، وجه محلب المسؤولين بضرورة تقليل الفترة اللازمة للانتهاء من تشغيل المحطات الجديدة لإنتاج الكهرباء لتبدأ في منتصف يونيو (حزيران) المقبل، بدلا من أغسطس (آب)، بطاقة 2400 ميغاواط إضافية، واتخاذ حزمة إجراءات عاجلة لتقليل انقطاع التيار الكهربائي خلال فصل الصيف تتضمن استيراد كميات من السولار والغاز المسال، واتخاذ إجراءات سريعة لرفع كفاءة شبكة نقل السولار والمازوت اللازمين لتشغيل محطات توليد الكهرباء.
ويعاني المصريون منذ فترة انقطاع الكهرباء المتكرر يوميا، بشكل أصبح يزعج قطاعات كبيرة من المجتمع، خاصة الأسر التي تشكو أيضا من ارتفاع أسعار الكهرباء، وترى أنها مبالغ فيها ولا تتوافق مع الاضطراب في توصيل الخدمة بشكل منتظم. ويشير الكثير من المواطنين إلى أبعاد سياسية وراء الأزمة، تتبناها عناصر خفية من نظام الإخوان المسلمين، الهدف منها إحراج الحكومة واستمرار تدهور الأوضاع في البلاد.
وعقد محلب اجتماعا طارئا استمر لوقت متأخر من ليلة أول من أمس مع وزيري البترول والكهرباء والطاقة المتجددة، والمسؤولين التنفيذيين بالوزارتين لبحث أسباب انقطاع التيار الكهربائي خلال الفترة الأخيرة، والإجراءات العاجلة لمعالجة ذلك.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن الأوضاع، فيما يتعلق بزيادة فترات انقطاع التيار على مدار الأسبوعين الماضيين، بدأت بالتحسن نتيجة عدة عوامل ساهمت في حل المشكلة جزئيا، من بينها دخول وحدة توليد أبو قير بالإسكندرية إلى الخدمة مرة أخرى بعد انتهاء الصيانة، مما أدى لزيادة قدرتها 500 ميغاواط، وزيادة كميات المازوت والسولار الوارد للمحطات عن طريق بعض المناورات والتوفيق بين كميات الغاز المورد للكهرباء والغاز المورد للأغراض الصناعية، وزيادة الطاقة المتولدة من السد العالي بعد التنسيق بين وزارتي الكهرباء والري لزيادة كمية المياه المتدفقة من السد العالي بمقدار خمسة ملايين متر مكعب يوميا.
وتفاديا لانقطاع التيار في فصل الصيف، قرر الاجتماع القيام بحزمة من الإجراءات، منها زيادة كفاءة البنية الأساسية لنقل المازوت والسولار قبل منتصف مايو (أيار) المقبل، لترتفع من 20 ألف طن يوميا إلى 32 ألف طن والتعاقد على استيراد كميات من السولار والغاز المسال لاستخدامه في توليد الكهرباء، والإسراع في الانتهاء من تشغيل محطات التوليد بشمال الجيزة وبنها والعين السخنة، التي ستضيف 2400 ميغاواط إلى الشبكة القومية بحلول منتصف يونيو المقبل.
ومن جهته، أكد المهندس جابر دسوقي مصطفي، رئيس «الشركة القابضة للكهرباء»، أن انقطاع الكهرباء بشكل كبير خلال اليومين الماضيين يعود في المقام الأول إلى صيانة بعض الوحدات بشكل اضطراري أو مبرمج، بالإضافة إلى محدودية الوقود. وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع المهندس خالد عبد البديع، رئيس «الشركة القابضة للغاز الطبيعي»، عقب اجتماع رئيس الوزراء، إن الأوضاع بدأت تتحسن تدريجيا (منذ الأمس) بدخول بعض الوحدات التي كانت في الصيانة وخاصة الوحدة السابعة في محطة أبو قير، وكانت تعمل بالغاز الطبيعي وسيجري تشغيلها بالمازوت (اليوم) بعد إجراء التجربة عليها، واعدا المواطنين بتحسين الخدمة تدريجيا خلال الفترة المقبلة عبر التنسيق الكامل مع قطاع البترول.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.