المغرب: «العدالة والتنمية» يدعو أنصاره للتحقق من التسجيل في لوائح الانتخابات

توجسًا من عملية تشطيب تباشرها وزارة الداخلية استعدادًا للتشريعات المقبلة

المغرب: «العدالة والتنمية» يدعو أنصاره للتحقق من التسجيل في لوائح الانتخابات
TT

المغرب: «العدالة والتنمية» يدعو أنصاره للتحقق من التسجيل في لوائح الانتخابات

المغرب: «العدالة والتنمية» يدعو أنصاره للتحقق من التسجيل في لوائح الانتخابات

دعا حزب العدالة والتنمية المغربي، ذو المرجعية الإسلامية، متزعم الائتلاف الحكومي، أعضاءه والمتعاطفين معه إلى التحقق من أنهم ما زالوا مسجلين في اللوائح الانتخابية (سجلات الناخبين)، وذلك تحسبا لما قال إنها «عملية تشطيب واسعة» تقوم بها وزارة الداخلية للذين سجلوا في هذه اللوائح عن طريق الإنترنت، استعدادا للانتخابات التشريعية المقررة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.
ويتوجس الحزب من تشديد الإجراءات بشأن التسجيل الإلكتروني في اللوائح الانتخابية، التي أعلنت عنها وزارة الداخلية، ويرى أنها تستهدفه من أجل قطع الطريق عليه، لتصدر الانتخابات التشريعية المقبلة، ومنع فوزه بولاية حكومية ثانية.
وكانت 3 أحزاب معارضة قد شككت في سلامة سجلات الناخبين التي اعتمدت في الانتخابات الجهوية والبلدية، التي جرت في الرابع من سبتمبر (أيلول) الماضي، وتقدمت بمذكرة إلى رئيس الحكومة تشير فيها إلى أن تلك السجلات شابتها خروقات، وذلك على خلفية تمكن حزب العدالة والتنمية من تسجيل عدد كبير من المواطنين في هذه اللوائح عن طريق الإنترنت، من أجل رفع نسبة المشاركة في الانتخابات، بيد أن الأحزاب الثلاثة المعارضة وهي «الأصالة والمعاصرة، والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، والاتحاد الدستوري»، وبعد النجاح الذي حققه الحزب في تلك الانتخابات رأت أن العملية التي قام بها غير سليمة، وأن الغاية من ورائها ضمان أصوات أولئك الناخبين للتصويت لفائدة الحزب.
وقررت وزارة الداخلية على أثر ذلك تشديد الإجراءات بشأن التسجيل الإلكتروني في اللوائح الانتخابية، بحيث يتم بشكل فردي واختياري، وألا ينوب أي شخص عن آخرين في عملية التسجيل. وشددت على أنه «يجب على صاحب الطلب التثبت من المعلومات التي أدلى بها وتأكيد صحتها، وفور ذلك يتوصل عبر عنوان بريده الإلكتروني برسالة إلكترونية تتضمن رمزا يشهد بتقديمه لطلبه، ويتعين عليه أن يُدخل الرمز المذكور في الخانة المخصصة لذلك على صفحة الموقع الإلكتروني المشار إليها في الرابط الموجود في الرسالة الإلكترونية، وذلك حتى يتأتى للنظام المعلوماتي اعتماد الطلب».
وعارض الحزب بشدة تطبيق الإجراءات الجديدة بأثر رجعي، وعدم تخويل الأحزاب السياسية تسجيل الناخبين إلكترونيا وإلغاء 700 ألف الذين تسجلوا إلكترونيا، وقال إن من شأن ذلك التأثير على نسبة المشاركة في الانتخابات المقبلة. بيد أنه رضخ للتعديلات الجديدة، وبسبب ذلك دعا أعضاءه والمتعاطفين معه إلى إرسال رقم بطاقة الهوية إلى الرقم «2727»، الذي وضعته وزارة الداخلية من أجل التثبت من الاحتفاظ بأسمائهم مسجلة في سجلات الناخبين، باعتبارها الطريقة الوحيدة التي تمكن عموم الناخبين من الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات، والمعمول بها منذ سنوات، حيث رفضت وزارة الداخلية اعتماد بطاقات الهوية في التصويت كما طالبت بذلك معظم الأحزاب.
في سياق متصل، صادق مجلس النواب (الغرفة الأولى في البرلمان) خلال جلسة عامة عقدت مساء أول من أمس بالأغلبية، على مشروع قانون تنظيمي يغير ويتمم القانون التنظيمي المتعلق بمجلس النواب.
ومشروع القانون التنظيمي يقضي بتغيير وتتميم القانون التنظيمي المتعلق بالأحزاب السياسية.
ومن أبرز التعديلات التي أدخلت على مشروع القانون المتعلق بمجلس النواب تخفيض نسبة العتبة المطلوبة للمشاركة في عملية توزيع المقاعد برسم الدوائر الانتخابية المحلية، من 6 في المائة إلى 3 في المائة، وهو التعديل الذي كان قد أثار جدلا واسعا ورفضه عدد من الأحزاب، لأنه سيساهم برأيها في بلقنة المشهد السياسي.
ونص المشروع أيضا على دعم حضور الشابات بمجلس النواب بوصفه إجراء إضافيا لدعم التمثيلية النسائية بالمجلس، وذلك من خلال فتح باب الترشيح برسم الجزء الثاني المخصص حاليا للشباب الذكور من لوائح الترشيح الخاصة بالدائرة الانتخابية الوطنية الذي يشتمل على 30 مقعدا، أمام النساء الشابات.
أما بشأن مشروع قانون الأحزاب السياسية فنص على إعادة النظر في كيفية توزيع مساهمة الدولة في تمويل الحملات الانتخابية، من خلال تقسيم مبلغها الكلي إلى حصتين، الأولى جزافية توزع بالتساوي فيما بين الأحزاب المشاركة في الانتخابات، بغض النظر عن النتائج المحصل عليها، وحصة ثانية يُراعى في توزيعها عدد الأصوات والمقاعد التي يحصل عليها كل حزب سياسي أو تحالف أحزاب سياسية على الصعيد الوطني، ويلزم المشروع كل حزب سياسي بأن يرجع إلى الخزينة بكيفية تلقائية المبالغ التي لم يتم استعمالها.



«الوفد» المصري يدخل أزمة جديدة بعد فصل أحد قادته

رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
TT

«الوفد» المصري يدخل أزمة جديدة بعد فصل أحد قادته

رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)

دخل حزب «الوفد» المصري العريق في أزمة جديدة، على خلفية قرار رئيسه عبد السند يمامة، فصل أحد قادة الحزب ورئيسه الأسبق الدكتور السيد البدوي، على خلفية انتقادات وجَّهها الأخير إلى الإدارة الحالية، وسط مطالبات باجتماع عاجل للهيئة العليا لاحتواء الأزمة، فيما حذَّر خبراء من «موجة انشقاقات» تضرب الحزب.

وانتقد البدوي في حديث تلفزيوني، دور حزب الوفد الراهن، في سياق حديثه عمّا عدَّه «ضعفاً للحياة الحزبية» في مصر. وأعرب البدوي عن استيائه من «تراجع أداء الحزب»، الذي وصفه بأنه «لا يمثل أغلبية ولا معارضة» ويعد «بلا شكل».

وذكر البدوي، أن «انعدام وجوده (الوفد) أفقد المعارضة قيمتها، حيث كان له دور بارز في المعارضة».

و«الوفد» من الأحزاب السياسية العريقة في مصر، وهو الثالث من حيث عدد المقاعد داخل البرلمان، بواقع 39 نائباً. في حين خاض رئيسه عبد السند يمامة، انتخابات الرئاسة الأخيرة، أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، وحصل على المركز الرابع والأخير.

المقر الرئيسي لحزب «الوفد» في القاهرة (حزب الوفد)

وأثارت تصريحات البدوي استياء يمامة، الذي أصدر مساء الأحد، قراراً بفصل البدوي من الحزب وجميع تشكيلاته.

القرار ووجه بانتقادات واسعة داخل الحزب الليبرالي، الذي يعود تأسيسه إلى عام 1919 على يد الزعيم التاريخي سعد زغلول، حيث اتهم عدد من قادة الحزب يمامة بمخالفة لائحة الحزب، داعين إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا.

ووصف عضو الهيئة العليا للحزب فؤاد بدراوي قرار فصل البدوي بـ«الباطل»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «لائحة الحزب تنظم قرارات فصل أي قيادي بالحزب أو عضو بالهيئة العليا، حيث يتم تشكيل لجنة تضم 5 من قيادات الحزب للتحقيق معه، ثم تُرفع نتيجة التحقيق إلى (الهيئة العليا) لتتخذ قرارها».

وأكد بدراوي أن عدداً من قيادات الحزب «دعوا إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا قد يُعقد خلال الساعات القادمة لبحث الأزمة واتخاذ قرار»، معتبراً أن «البدوي لم يخطئ، فقد أبدى رأياً سياسياً، وهو أمر جيد للحزب والحياة الحزبية».

ويتخوف مراقبون من أن تتسبب الأزمة في تعميق الخلافات الداخلية بالحزب، مما يؤدي إلى «موجة انشقاقات»، وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور طارق فهمي لـ«الشرق الأوسط» إن «مشكلة فصل البدوي قد تؤدي إلى موجة انشقاقات داخل الحزب، وهي ظاهرة مرشحة للتفاقم في الحياة السياسية المصرية خلال الفترة القادمة، فمشكلة (الوفد) مثل باقي الأحزاب... لا توجد قناعة بتعدد الآراء والاستماع لجميع وجهات النظر».

وأكد فهمي أن «اجتماع الهيئة العليا لحزب (الوفد) لن يحل الأزمة، والحل السياسي هو التوصل إلى تفاهم، للحيلولة دون حدوث انشقاقات، فمشكلة (الوفد) أنه يضم تيارات وقيادات كبيرة تحمل رؤى مختلفة دون وجود مبدأ استيعاب الآراء كافة، وهو ما يؤدي إلى تكرار أزمات الحزب».

وواجه الحزب أزمات داخلية متكررة خلال السنوات الأخيرة، كان أبرزها إعلان عدد من قياداته في مايو (أيار) 2015 إطلاق حملة توقيعات لسحب الثقة من رئيسه حينها السيد البدوي، على خلفية انقسامات تفاقمت بين قياداته، مما أدى إلى تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي في الأزمة، حيث اجتمع مع قادة «الوفد» داعياً جميع الأطراف إلى «إعلاء المصلحة الوطنية، ونبذ الخلافات والانقسامات، وتوحيد الصف، وتكاتف الجهود في مواجهة مختلف التحديات»، وفق بيان للرئاسة المصرية حينها.

وأبدى فهمي تخوفه من أن «عدم التوصل إلى توافق سياسي في الأزمة الحالية قد يؤدي إلى مواجهة سياسية بين قيادات (الوفد)، ومزيد من قرارات الفصل، وهو ما سيؤثر سلباً على مكانة الحزب».

في حين رأى نائب مدير «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» في مصر الدكتور عمرو هاشم ربيع، أن «(الوفد) سيتجاوز هذه الأزمة كما تجاوز مثلها»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الأزمة ستمر مثل كثير من الأزمات، لكنها لن تمر بسهولة، وستحدث عاصفة داخل الحزب».

واستنكر ربيع فصل أحد قيادات حزب ليبرالي بسبب رأيه، قائلاً: «من الغريب أن يقوم رئيس حزب ليبرالي ينادي بحرية التعبير بفصل أحد قياداته بسبب رأيه».

كان البدوي قد أعرب عن «صدمته» من قرار فصله، وقال في مداخلة تلفزيونية، مساء الأحد، إن القرار «غير قانوني وغير متوافق مع لائحة الحزب»، مؤكداً أنه «لا يحق لرئيس الحزب اتخاذ قرار الفصل بمفرده».

وأثار القرار ما وصفها مراقبون بـ«عاصفة حزبية»، وأبدى عدد كبير من أعضاء الهيئة العليا رفضهم القرار، وقال القيادي البارز بحزب «الوفد» منير فخري عبد النور، في مداخلة تلفزيونية، إن «القرار يأتي ضمن سلسلة قرارات مخالفة للائحة الحزب، ولا بد أن تجتمع الهيئة العليا لمناقشة القرار».

ورأى عضو الهيئة العليا لحزب «الوفد» عضو مجلس النواب محمد عبد العليم داوود، أن قرار فصل البدوي «خطير»، وقال في مداخلة تلفزيونية إن «القرار لا سند له ولا مرجعية».

وفي يوليو (تموز) الماضي، شهد الحزب أزمة كبرى أيضاً بسبب مقطع فيديو جرى تداوله على نطاق واسع، على منصات التواصل الاجتماعي، يتعلق بحديث لعدد من الأشخاص، قيل إنهم قيادات بحزب «الوفد»، عن بيع قطع أثرية؛ مما أثار اتهامات لهم بـ«الاتجار غير المشروع في الآثار».