بعد الانتقادات.. فرنسا تأمر إدارة التفتيش في الشرطة بفتح تحقيق على خلفية اعتداء نيس

الهجوم الدامي يؤجج التوتر في المجتمع الفرنسي

بعد الانتقادات.. فرنسا تأمر إدارة التفتيش في الشرطة بفتح تحقيق على خلفية اعتداء نيس
TT

بعد الانتقادات.. فرنسا تأمر إدارة التفتيش في الشرطة بفتح تحقيق على خلفية اعتداء نيس

بعد الانتقادات.. فرنسا تأمر إدارة التفتيش في الشرطة بفتح تحقيق على خلفية اعتداء نيس

قالت الحكومة الفرنسية، اليوم (الخميس)، إنّها أمرت بأن تفتح إدارة التفتيش في الشرطة، تحقيقًا لإلقاء الضوء على ما حدث في أعقاب تزايد الانتقادات لها، على خلفية هجوم نيس الدامي الذي وقع الأسبوع الماضي.
أعلن ذلك وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف بعد اتهامات من سياسيين في مدينة نيس، بأن الترتيبات الأمنية لاحتفالات اليوم الوطني في 14 يوليو (تموز) الحالي، لم تكن كافية.
وقاد مهاجم شاحنة كبيرة ليدهس عددا كبيرا من المحتفلين مما أسفر عن مقتل 84 شخصا وإصابة المئات.
على صعيد آخر، ساهم هذا الاعتداء في تأجيج التوتر مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية والرئاسية في 2017، وسط أجواء سياسية مشحونة وتنامي مشاعر الغضب والحوادث العنصرية في مجتمع فرنسي يعيش على وقع الاعتداءات الإرهابية منذ عام ونصف العام.
وتعليقًا على ذلك، قال عالم الاجتماع ميشال فيفيوركا لوكالة الصحافة الفرنسية: «الأمر المؤكد هو أنّ الشرخ الذي كان كامنًا بات اليوم واضحًا: كتوجيه صيحات استهجان إلى رئيس وزراء أو أن يطلق البعض علنا تصريحات عنصرية».
وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند قال أمس: «بعد هذه المأساة مشاعر الغضب مشروعة لأن مواطنين قتلوا ولأنّ أبرياء استهدفوا. لكن لا يجوز أن تتحول إلى حقد وشكوك».
وفي نيس استخدم الموقع الذي نفذ فيه التونسي محمد لحويج بوهلال المجزرة، في الأيام التي أعقبته، مكانًا لإطلاق المشاعر العدائية وكتب بالطبشور على الأرض كلمة «جبان!» وسط أعقاب سجائر ونفايات.
لكن البعض صبوا جام غضبهم على المسلمين الذين «هم الأرجح الأكثر تضررًا بهذا الاعتداء»، حسب البلدية. وحسب الأئمة المحليين، هناك نحو «ثلاثين» مسلمًا بين القتلى الـ84.
وفي مكان الاعتداء تعالت الشتائم، الاثنين، خلال مراسم لتكريم الضحايا كما أظهر شريط فيديو شوهد أكثر من 2.6 مليون مرة على «فيسبوك».
وصرخ رجل موجها كلامه إلى شابة مغربية الأصل: «عودي حيث ولدتِ». وردت: «ولدتُ في فرنسا سيدي. فإلى أين أذهب؟»، فيجيبها: «أنت عار على فرنسا» قبل أن يتدخل شرطي لفض الحادث.
وخلال المراسم نفسها، تعرض رئيس الوزراء مانويل فالس لصيحات استهجان ووجهت إليه دعوات للاستقالة.
وقال فيفيوركا: «إن العنف متفشٍّ في كل أنحاء فرنسا»، مذكرًا بأعمال التخريب التي قامت بها في الربيع مجموعات من مثيري الشغب على هامش حركة الاحتجاج على إصلاح قانون العمل». وأضاف: «إننا نواجه أوضاعًا تؤججها الأجواء السياسية في حين يقترب موعد الانتخابات الرئاسية والتشريعية. كل ذلك يخلق ظروفا مواتية لوقوع أعمال إرهابية».
وقبل تسعة أشهر من الاستحقاق الرئاسي تهاجم المعارضة من اليمين واليمين المتطرف الحكومة الاشتراكية التي تشهد تراجع شعبيتها بمستوى قياسي. وأجواء المزايدة مناسبة مع اقتراب الانتخابات التمهيدية اليمينية في نوفمبر (تشرين الثاني).
يذكر أن اعتداء نيس ثالث اعتداء دام في فرنسا خلال سنة ونصف السنة بعد اعتداءات يناير (كانون الثاني) ونوفمبر 2015. وحصدت هذه الاعتداءات 230 قتيلا ومئات الجرحى في سابقة في تاريخ البلاد الحديث بأوقات سلم.
وأعرب مسؤولون فرنسيون أخيرا عن قلقهم لوقع هذه المآسي المتكررة أمام لجنة تحقيق برلمانية حول اعتداءات عام 2015.
وقال برنار باجوليه مدير أجهزة الاستخبارات الخارجية: «تطرح مسألة صمود المجتمع الفرنسي»، معتبرا أنّ على فرنسا أن تستعد «معنويا» لعملية «طويلة الأمد» في محاربة الإرهاب. وأضاف: «يذكرني هذا الوضع بـ(السنوات الصعبة) التي شهدتها دول مثل إيطاليا».
أما باتريك كالفار نظيره في الاستخبارات الداخلية، فقال إنّه واثق من قدرة السلطات على «الانتصار على الإرهاب»، لكنه «أكثر قلقًا من تشدد المجتمع والحراك الناجم عنه». كما أعرب عن قلقه من حصول «مواجهة بين اليمين المتطرف والعالم الإسلامي ليس الإسلاميين بل العالم الإسلامي». فيما قال فيفيوركا: «لا أظن بتاتًا أنّه يمكن التحدث عن حرب أهلية. لكنني أرى بلدا يتجه نحو اليمين ويتطلع إلى اليمين المتطرف».



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».